Menu

خيبة صهيونية من أسطول الأقمار: خسائر مالية وأمنية

قاوم _ وكالات /

شعرت دولة الاحتلال بانتكاسة كبيرة جرّاء ما حدث من خلل في القمر الاصطناعي التجسسي، «أفق 11»، الذي أطلقته قبل يومين. ولا ينبع الشعور من حدوث الخلل بعينه، وإنما من تكرار الإخفاقات الصهيونية في هذا المجال. والواقع أن الحديث لا يدور فقط عن خسائر مالية ومعنوية، وإنما أيضا عن خسائر أمنية جرّاء الفجوات التي تحدث في نظام المراقبة والرصد الصهيوني ، والذي كان يعتبر بين الأكثر نجاعة في العالم.

ولم تخف دولة الاحتلال أبداً الغاية من إطلاق سلسلة الأقمار الاصطناعية من عائلة «أفق»، هي جمع المعلومات الاستخبارية على مدار الساعة من المناطق التي تستهدفها. وهذه المعلومات لا تتلخص فقط في التقاط الصور، وإنما في جمع المعلومات من وسائل الاتصال المختلفة في الدول المعنية وتكوين خلفية ومعطيات تساعد إسرائيل في التأثير حتى على مواقف وقرارات دول أخرى. وقد اكتسبت دولة الاحتلال شهرة خاصة من عملها التجسسي في الماضي على الصعيد البشري ثم على الصعيد الإلكتروني.

وكثيراً ما ادعت دولة الاحتلال أنها تمتلك تكنولوجيا متطورة لإطلاق الصواريخ، خصوصاً أنها في عمليات إطلاقها تستخدم تكنولوجيا خاصة بسبب اضطرارها إلى توجيهها نحو الغرب خلافاً لحركة دوران الأرض. ورغم أنه سبق لدولة الاحتلال أن واجهت مصاعب في إطلاق الصواريخ، ما اضطرها مراراً إلى استئجار خدمات جهات أخرى خصوصاً روسيا وأميركا، إلا أنها تتباهى على الدوام بما تمتلكه هي من قدرات. وهذه المرة خلافاً لمرات سابقة، أعلنت عن وجود خلل ومشاكل في القمر بعد وقت قصير من إطلاقه.

وتستخدم المؤسسة الأمنية الصهيونية حوالي عشرة أقمار اصطناعية للتجسس، جزء منها خصص أساساً لأغراض عسكرية، وآخر أنشئ لاستخدامات مدنية، لكن دولة الاحتلال تستغل معطياته لأغراض عسكرية. وبحسب معطيات قديمة في الجيش الصهيوني ، فإن هذه الأقمار تقوم بحوالي 800 دورة تصوير في العام وتصور ما لا يقل عن 64 ألف دقيقة في العام.

وكانت إسرائيل قد أحسّت بالصدمة قبل حوالي أسبوعين، عندما انفجر الصاروخ الذي كان يحمل القمر الاصطناعي الإسرائيلي للاتصالات، «عاموس 6». وعدا عن الخسارة المالية التي قدرت بمئات الملايين من الدولارات، تعاني إسرائيل من فجوة كبيرة في مساعيها لتوفير صورة استخبارية دائمة حول ما يحيط بها. ومعروف أن كل إخفاق في إيصال قمر اصطناعي صهيوني إلى الفضاء، يحتاج إلى سنوات لتعويضه.

وازدادت صدمة الأوساط الصهيونية عندما أعلنت وزارة الحرب عن وجود مكامن خلل عديدة في القمر الاصطناعي التجسسي وأن الوضع يحتاج إلى مرور أيام قبل التأكد من إصلاح الخلل. وقد وضع القمر في مداره لكنه لم يفلح في التواصل بالشكل المطلوب مع المحطات الأرضية في إسرائيل، ما دعا مدير مشروع الفضاء في الصناعات الجوية الصهيونية للقول، إن «هناك أمور عدة لا تبدو روتينية، لكن عملية تحليل وضع القمر مستمرة». وازدادت المخاوف بعدما تبين أن هناك «إشارات بأن أموراً لا تعمل كما ينبغي، ولذلك نحاول تصحيح الوضع»، وفق ما قالت مصادر صهيونية .

وقالت مصادر أمنية صهيونية إن القمر يدور حول الأرض مرة كل ساعة ونصف. وشددت على أن أقمار التجسس ليست كأقمار الاتصالات لأنها لا تبقى على اتصال طوال الوقت بالمحطات الأرضية. وقالت إن «الأمر يتطلب بضعة أيام للتأكد من نجاح أو فشل العملية لأننا لا نتصل بالقمر إلا مرة واحدة وبشكل خاطف كل يوم».

وشددت أوساط مطلعة في وزارة الحرب الصهيونية على أن الشعور بعد إطلاق القمر يتراوح بين «التفاؤل والتشاؤم». وينبع هذا الشعور المتناقض من كون دولة الاحتلال جرّبت مؤخراً الفشل والنجاح على حد سواء. ومعروف أن دولة الاحتلال أطلقت بنجاح قبل عامين القمر «أفق 10» بعد أن كانت أخفقت في ذلك سابقاً. ويحمل «أفق 10» راداراً متميزاً قادراً على جمع المعلومات ليل نهار وفي ظروف جوية معقدة. في كل حال فإن القمر «أفق 11» بني على أسس تكنولوجية أحدث من كل أسطول الأقمار الاصطناعية حتى من العائلة نفسها والتي يتواجد منها حالياً في الفضاء «أفق 5» و»أفق 7» و»أفق 9» و»أفق 10».