Menu

5 أعوام على رحيل قادة المقاومة " ثلة الصائمين" شهداء رمضان وأقمار الجهاد في فلسطين .

قاوم _ خاص /

في الثامن عشر من رمضان  قبل خمسة أعوام كانت فلسطين على موعد مع حدث جلل , فلقد حلقت غربان الصهاينة رصدت وإستهدفت ثلة من المجاهدين الأبرار الصائمين , في جريمة خسيسة لضرب المقاومة في فلسطين  , ولكن الدماء الطاهرة أنبتت رجالاً وزاد من عزم الأحرار , فرغم المصائب بثلة القادة الأبطال , مضت لجان المقازمة وألويتها بعزم من حديد وعقيدة راسخة وإيمان مطلق بحتمية النصر والتمكين لمن صار على درب رب العالمين .

 تأتي الذكرى الخامسة على ارتقاء ثلة من الصائمين من قادة ورجال لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين وفي مقدمتهم الحاج كمال النيرب ( أبو عوض ) و الشيخ عماد حماد ( أبو عبد الرحمن ) و الشيخ عماد نصر ( أبو غسان ) والشيخ خالد شعت ( أبو جميل ) وابنه مالك و الشيخ خالد المصري ( أبو فراس ) , الذين قضوا نحبهم وهم صائمين طائعين فيما نحتسبهم ولا نزكي على الله أحدا , هم قادة تمسكوا بالنهج وحافظوا على جذوة الجهاد مشتعلة ومضوا على طريق الحق والتمسك بنهج السلف الصالح .

نتذكر القادة الشهداء ونحن أحوج ما نكون إلى التذكرة , لكي نقف قليلا لعل نستطيع مراجعة النفس ومحاسبتها وتقويمها استرشادا بسيرهم العطرة ..

الشهيد الحاج كمال النيرب " أبو عوض" ..

الشهيد الحاج أبو عوض النيرب , الأمين العام للجان المقاومة , ليس من الغريب أن يذكر هذا الإسم الجبل , في سجلات العطاء والتضحية لشهداء لجان المقاومة , فهو شاهد على محطات مفصلية في حياة لجان المقاومة منذ إندلاع انتفاضة الأقصى , وهو الرفيق المصاحب للأمين العام السابق الشيخ جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " , وله من البصمات الناصعة في تطور ونهضة برنامج المقاومة , الذي صاغته تجربة لجان المقاومة بالبيان العملي على ارض الميدان.

 فكان الأمين العام الحاج " أبو عوض " , كما كل قادة اللجان اللبنة الأساسية في وحدة صف المقاومين والمجاهدين , على الساحة الفلسطينية وخاصة قطاع غزة , ويكشف عن ذلك حجم العلاقات التي تربطه رحمه الله , بكل القيادات الفاعلة ميدانياً والمؤثرة في الواقع الفلسطيني.

الشهيد الشيخ عماد حماد " أبو عبد الرحمن " ..

ترى فيه ملامح المجاهدين الأوائل من سلفنا الصالح , صاحب اللحية الطويلة , العزيمة القوية , النظرة الثاقبة , الإرادة الفولاذية , الإيمان الراسخة بموعود الله عز وجل , لقد كان " أبو عبد الرحمن " نموذجاً فريداً من المجاهدين , لا يكل ولا يمل في إغاظة العدو وإرباكه , لا تجده شارد الذهن إلا وهو يسرح ويحاكي النفس عن تفاصيل عملية جهادية ضد العدو , يسعى جاهدا لتحويلها واقعا في ميدان المواجهة .

لقد تسلم الشهيد القائد " أبو عبد الرحمن " قيادة ألوية الناصر صلاح الدين الجهاز العسكري للجان المقاومة , وقاد العمل العسكري بكل جدارة واقتدار فكانت فترة قيادته من أخصب الفترات للعمل الجهادي ألاستشهادي , ولعل في لمحة بسيطة نسرد أبرز العمليات في سجلات هذا البطل فنجد "الوهم المتبدد" و"كسر الحصار" و "العقاب المزلزل" و" معبر رفح " ولقد كان للشهيد القائد عماد حماد دور كبير في تطوير القدرة الصاروخية لألوية الناصر صلاح الدين , ولقد أشارت تقارير صهيونية متعددة على دقة الصواريخ والهاونات التي تطلقها الألوية .

الشهيد المجاهد عماد الدين نصر " أبو غسان " ..

كان أبو غسان  مثالا رائعا للقيادة ...ونموذجا أروع للعمل و الإصرار فلم يعرف  خوفا أو ترددا ،بل كان شجاعا ومقداما يتقدم  صفوف المجموعات التي كان يشرف على تدريبهم  ،وكان يزرع فيهم حب الله ورسوله , وحب الجهاد والاستشهاد , موضحا لهم مدى حاجتنا إلى الجهاد في سبيل الله ومؤكدا على ضرورة وواجب الاستمرار في هذا الطريق إلى  أن يرث الله الأرض وما عليها .. فدرب المقاتلين وأعد الاستشهاديين وعبأهم وأحسن تعبئتهم ، واجتهد في ذلك كثيرا , وكان همه الأول نيل رضا الله عز وجل .

أبو غسان مثالاُ لتواضع و إخلاص المجاهدين أبو غسان كان ذا صدر واسع وعلى خلق وكان متواضعا في غير منقصة ، ومثالا يحتذى به في الأمانة , فسار على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم في الشجاعة والإقدام  , لا يخشى إلا الله عز وجل , وكان همه الأكبر الحفاظ على عقيدة ثابتة و متجذرة في ذاته , مع حرصه الشديد على مواصلة درب المقاومة والجهاد , هذا الدرب الذي وضع فيه أولى خطواته منذ صغره ,  خصوصا انه ولد لأبوين هاجرا قصرا عن أراضيهما وبلدتهما التي تسمى (يبنا) عام 1948 نتيجة الإجرام الذي ارتكبته العصابات الصهيونية بحق شعبنا آنذاك.

الشهيد المجاهد خالد شعت " أبو جميل " ..

" أبو جميل " رجل للجهاد أوقف حياته هو رجل ذو ملامح بسيطة وابتسامة دائمة , هو رجل يسكنه الإصرار والعطاء المتدفق , هو رجل يدرك أن الجهاد في سبيل الله هو غاية ومبتغى كل مسلم حريص على إعلاء راية لا اله إلا الله , منذ نعومة أظفاره والعمل الجهادي ملازما له , وتشهد له طرقات وشوارع قطاع غزة بأكمله كيف كان يجوبها راجلا أو راكبا لكي يؤدي واجبه بكل أمانة و إخلاص , رجل كان مثالا للأمانة و الحرص على أموال المجاهدين , كان دقيقا و أمينا في عمله حريصا على يخرج بالشكل الذي فيه مرضاة الله , فكانت الجائزة الكبرى و حسن الخاتمة – بإذنه الله – فكانت آخر كلماته ( الله يرحمنا جميعا , أشهد أن لا اله إلا الله ) ليلقى الله بها صائما تكلله الدماء التي نزفت من جسده الطاهر الذي أضناه في حياته كدا وجدا وعملا وحبا في الجهاد محتضنا أبنه البكر مالك الذي لم تشفع له سنوات عمره الثلاث من صواريخ المجرمين الصهاينة ليرافق والده في رحلة الفوز بإذنه تعالى  .

الشهيد المجاهد خالد المصري " أبو فراس " ..

ولقد طالت فاجعة الاغتيال الصهيونية قمرا من قيادات المقاومة وجناحها العسكري , ساهم بكل ما يملك وقدم روحه في مسيرة جهاد لجان المقاومة , فلقد كان وقته جله للجهاد ونصرة الدين , وهو الشهيد القائد خالد المصري " أبو فراس " .. نسال الله له القبول , وان يرزقه الجنة برفقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .

ولعل عزائنا بعد هذا الحدث الجلل , هو تماسك المقاومة وتعافيها من هذه الضربة سريعا , فلقد نهض الأشاوس المجاهدين , يدكون قواعد ومغتصبات الصهاينة بصواريخ الجراد والناصر وقذائف الهاون , وأوقعت ضرباتهم في صفوف الصهاينة قتلى وجرحي , وهذا إشارة من المجاهدين على استمرارية النهج المقاوم , الذي قضوا عليه الشهداء من قادة اللجان والألوية .

و سيشهد التاريخ أن أبناء ألوية الناصر صلاح الدين , ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين , و الجهاد ماض إلى يوم الدين .