Menu

غليك في الكنيست وليبرمان وزيرا للجيش.. ما الذي ينتظر الأقصى؟!

قاوم _ القدس المحتلة / مفاجأة ثانية تهز الساحة السياسية الصهيونية تمثلت باستقالة وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون من حزب “الليكود” والوزارة واعتزاله الحياة السياسية، وهي الخطوة التي وصفها موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” بالـ”قنبلة سياسية”، وأدت إلى دخول الحاخام يهودا غليك الكنيست بدلا من يعلون.

وتنبئ هذه المفاجأة باضطراب أمني وميداني في الوضع القائم في المسجد الأقصى، حيث يوصف غليك بأنه مهندس اقتحامات الأقصى، وهو معروف بدعواته الاستفزازية المستمرة لاقتحام المسجد وأداء الطقوس اليهودية داخله، وذبح القرابين في الأعياد اليهودية، بل وتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا.

ويرى الخبير في الشؤون الصهيونية مأمون أبو عامر بأن الأمر لن يكون له تأثير كبير على السياسة العامة، لأنها مرسومة على إطارٍ حكومي وليس شخصي، وبالتالي فإن غليك سيضطر للالتزام بها، “لأن أي مساسٍ  بهذه السياسة سيعرض الانضباط في الدولة للمشكلات”، حسب تعبيره.

ويضيف أبو عامر أن تحركات الأعضاء في المستوى السياسي الصهيوني لها تأثير على المستوى العام، “ولذلك فإن نتنياهو ومن منطلق سياسته العامة تجاه المسجد الأقصى، سيعمل على كبح طموح غليك كي لا يسبب اضطرابًا قد يضر بالحالة الراهنة في القدس والتي تتجه إلى نوعٍ من الهدوء”.

لكنه يعتقد بأن دخول غليك إلى الكنيست الصهيوني قد يساعده بشكلٍ شخصي على القيام بحملات واقتحامات أكثر في المسجد الأقصى، وأداء الصلوات داخل باحاته واستفزاز المسلمين، مضيفًا “سيكون هناك آثار من وجوده الشخصي في الكنيست من أجل تعزيز مكانته وتسهيل حركته في الأقصى أو أن يوجد فرصًا ومداخل لهذه التحركات”.

ويتابع أبو عامر قائلًا، “هذا الأمر سيزيد من حدة التوتر في المسجد الأقصى وسيضع أفراد الشرطة الصهيونية في حرج، الذين لن يستطيعوا التعرض له أو منعه من استفزاز المصلين المسلمين كونه سيمتلك حصانةً قانونية”.

لكن الباحث والمحلل السياسي طلال عوكل يذهب إلى اعتبار أن دخول غليك إلى الكنيست تعزيز لوجود المستوطنين فيه، معتبرا إياه جزءا من عملية تحول في المستوى السياسي، سواء في حزب “الليكود” أو الحكومة أو الكنيست، نحو مشاركة أكبر فأكبر لممثلي المستوطنين.

ويضيف أن هذا الحدث يترجم على الأرض بمزيد من التطرف تجاه المسجد الأقصى، إذ لم يعد مهما بالنسبة لـ دولة الاحتلال ، أن تفرض تقسيما مكانيا وزمانيا في الأقصى كما حدث في الحرم الإبراهيمي، لأن المسجد الأقصى مستهدفٌ بكامله، والدعوات لهدمه وبناء الهيكل تتزايد باستمرار ويتزايد معها النشاط اليهودي المتطرف.

ويتوقع عوكل أن يرفع وجود غليك الصوت في المؤسسة السياسية نحو تنشيط القرارات ذات الطابع العنصري خاصةً تلك التي تمس المسجد الأقصى، ويعزو ذلك إلى أن غليك وضع الأقصى على قمة أولوياته ونشاطاته هو وجماعته.

ويلفت إلى أن المرحلة القادمة ستشهد نشاطات أكثر كثافة ووحشية ضد الأقصى وبرعاية أمنية واضحة، مضيفا، “سيشكل غليك رأس حلبة للاعتراض على قرار منع دخول الوزراء والنواب إلى الأقصى وسيسعى بكل الأشكال لتغييره”.

وكان يهودا غليك قد نجا من محاولة اغتيال اتهمت قوات الاحتلال الشاب معتز حجازي في تشرين أول من العام 2014 بتنفيذها، حيث قضى فترة طويلة في المستشفى قبل أن يتماثل للشفاء.

وبعد مغادرته المستشفى منع غليك من دخول الأقصى، بسبب قرار قضائي نتج عن دعوى رفعتها ضده سيدة فلسطينية إثر ضربه لها داخل الأقصى وكسر يدها، لكن قضاء الاحتلال وشرطته قاما بتسوية الأمر دون إصدار أي حكم ضده، وأغلقا ملف القضية، ليعود غليك لقيادة اقتحامات الأقصى والتخطيط لها، وقد برز دوره بشكل كبير خلال عيد الفصح اليهودي أواخر نيسان الماضي.