Menu

تقرير إخفاقات "حرب غزة" يشعل الكيان

قاوم _ عين على العدو /

ينشغل الرأي العام الصهيوني منذ أيام بقضية تسريب مسودة تقرير أعده مراقب الدولة "يوسف شبيرا" حول إخفاقات "حرب غزة" صيف 2014، والتي تهدد بالإطاحة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير جيشه موشي يعلون على الأقل. 

وتعود أصول القصة إلى تقرير شرع المراقب بإعداده بعد أشهر من انتهاء الحرب (26 أغسطس 2014)، وانتهى أخيرًا من صياغة مسودة وزعت على أعضاء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) في حينها وكبار قادة الأمن؛ فقام أحدهم بتسريب فحواها للقناة العبرية الثانية الأمر الذي فجر قنبلة سياسية مدوية.

ويعتبر مراقب الدولة بمثابة جهة متابعة وإشراف لأداء الحكومة والهيئات الحكومية والخاصة ويقدم تقاريره للكنيست في حين يجري نشر ما يمكن نشره على الملأ وذلك لاطلاع الجمهور.

وفيما يتعلق بمسودة تقرير حرب غزة على وجه الخصوص؛ فيتمثل دور المراقب في متابعة أداء الحكومة والأمن خلال الحرب.

إلا أن التقرير وصف هذه المرة بالسري بالنظر إلى طبيعته الخاصة والأسرار التي ينطوي عليها في حين طالبت المعارضة الصهيونية بنشر مسودة التقرير على الملأ وفقاً لدور المراقب.

ويعتبر مراقب الدولة بمثابة جهة متابعة وإشراف لأداء الحكومة والهيئات الحكومية والخاصة ويقدم تقاريره للكنيست في حين يجري نشر ما يمكن نشره على الملأ وذلك لاطلاع الجمهور.

 

هزة أرضية

ونشرت القناة التسريب قبل أيام، قائلة إنه لو نشرت مسودة التقرير على الملأ لوقعت هزة أرضية، وطارت رؤوس، الأمر الذي اعتبر بمثابة قنبلة موقوته تهدد مستقبل نتنياهو ويعلون، على الأقل.

ولخصت القناة تقرير المراقب قائلة إنه يشير وبشكل لا يقبل التأويل إلى استئثار نتنياهو ويعلون وقائد أركان الجيش في حينها بيني غانتس باتخاذ القرارات دون غيرهم من أعضاء الكابينت الذي اجتمع عشرات المرات خلال الحرب التي استمرت 50 يومًا.

كما بين التسريب وجود إخفاقات كبيرة في أسلوب إدارة الحرب، ونقل الجيش والأمن معلومات غير دقيقة للمستوى السياسي، ما أطال أمد الحرب إلى 50 يوماً.

وأشار المحلل السياسي في القناة "أودي سيغل" إلى أن التقرير يعد أشد خطورة من تقرير لجنة "فينوغراد" التي حققت في إخفاقات حرب لبنان الثانية عام 2006.

وفور انتشار أمر التسريب؛ سارع نتنياهو ويعلون لمهاجمة المراقب واتهامه بعدم المسئولية والتلاعب، وأن ما جاء في التسريب يناقض ما جاء في التقرير الأصلي، في حين رد المراقب بأنه كان يتوجب على الأخيرين التركيز على الرد على تساؤلات التقرير الهامة بدلاً من مهاجمته.

حرب فاشلة

وضجت الساحة السياسية الصهيونية في أعقاب كشف التسريب وهاجمت المعارضة الصهيونية وعلى رأسها تحالف حزب العمل طريقة إدارة نتنياهو للأمور متهمين إياه بالتستر على أخطاؤه منعاً لصعود خصومه إلى سدة الحكم.

في حين رأى عضو الكابينت إبان الحرب ووزير داخلية نتنياهو وأحد صقور الليكود "جدعون ساعر" أن معركة الخمسين يوماً كانت فاشلة، وأنه حذر من هذا الفشل في حينها، بينما اعتزل ساعر الحياة السياسية في ختام الحرب.

وفيما بعد اتهم ضابط صهيوني كبير زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان بتسريب فحوى المسودة، وأنه كان يطمح للوصول لمنصب "وزير الدفاع" من وراء ذلك.

الواقع أشد خطورة

أما نائب قائد المنطقة الجنوبية في الجيش ابان الحرب "يوم توف سامية" فقد اعتبر أن ما جاء في التقرير وان كان خطيراً إلى أن الواقع كان أشد خطورة، متهمًا قادة في الجيش بمحاولة إخفاء الحقائق عبر "مهرجان تسليم أوسمة البطولة للجنود"، واصفاً هذا الحدث بالفضيحة.

وأشار إلى أن إدارة الجيش لما بعد الحرب يثبت أن لديه ما يخفيه، ولا يدلل على أسلوب استخلاص العبر.

بدورهم اتهم آباء جنود سقطوا بالعدوان على القطاع الحكومة بالتفريط بأرواح أبنائهم بلا ثمن، مطالبين بكشف تفاصيل مسودة التقرير للعيان ليتسنى معرفة كواليس تلك الحرب.

نقاش في الكنيست

وفي ذات الإطار، قدمت كتلة حزب ميرتس اليساري طلباً لرئاسة الكنيست تطالب فيها بعقد جلسة استثنائية لمناقشة تداعيات هذه التسريبات، مطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو بعد فشلها الذريع ومحاولة النجاة السياسية على حساب أرواح عشرات الجنود الذين قتلوا في الحرب.

وبحسب ما أوردته القناة الثانية فمن المقرر أن تعقد الكنيست جلسة استثنائية الأسبوع القادم لمناقشة المسألة، وذلك في فترة إجازة الأعياد.

ويبدو أن سجال هذا التقرير سيمتد لأسابيع على الأقل، في ضوء الضجة التي أحدثها داخل المجتمع الصهيوني ، حيث مس عصباً حساساً تمثل في تشبيه فشل الحرب على غزة بذكرى حرب أكثر إيلاما وهي حرب لبنان الثانية والتي طارت بعدها رؤوس سياسية على ضوء الإخفاق الكبير في مواجهة حزب الله اللبناني وفشل الحكومة والجيش في إدارة المعركة والخسائر الفادحة التي مني بها الجيش والصهاينة على حد سواء. 

وأقر جيش الاحتلال بمقتل 70 جنيدًا و4 مستوطنين وجرح المئات بينهم 322 جنديًا أصيبوا بإعاقات دائمة خلال الحرب، فيما أصيب آلاف الجنود بأمراض نفسية، بسبب شراسة المقاومة الفلسطينية.