Menu

حفريات العدو تبلغ أساسات الأقصى

قاوم - القدس المحتلة - لم تتوقف عمليات تهويد المسجد الأقصى وما حوله منذ احتلال القدس عام 1967، حتى باتت شبكة ضخمة من الأنفاق تطوقه من الأسفل.

ومؤخرا كثّفت ما تسمى بـ "سلطة الآثار الصهيونية" وبتمويل من جمعية إلعاد الاستيطانية، حفرياتها تحت الأقصى.

وتسببت هذه الحفريات في تكشف حجارة عملاقة من أساسات المسجد وسور القدس التاريخي، ووصلت إلى المنطقة الصخرية.

وظهر تصعيد الاحتلال في حفريات ينفذها أسفل الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد باتجاه الجنوب، إضافة إلى أسفل الجدار الغربي باتجاه الشمال، والتي وصلت إلى أسفل باب المغاربة وحائط البراق.

ولم يتسن التعرف على طول الحفريات لأن المنطقة مغلقة ولا يسمح بالدخول إليها، بحسب طاقم عمل الفيلم الوثائقي "تحت الأقصى" الذي كشف عن هذه الحفريات مؤخرا.

 

إنهاك الأساسات

وفي تعقيبه على الحفريات الجديدة، حذر رئيس "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني رائد صلاح من الحفريات السرية، معربا عن خشيته من انتقال أذرع الاحتلال إلى المرحلة العلنية.

ورأى صلاح أن للحفريات أبعادا تشكل خطورة على المسجد الأقصى، أبرزها إثبات "منظمة اليونسكو" أن الاحتلال "الصهيوني" استخدم أحماضا كيميائية خلال الحفريات مما أضعف من تماسك القاعدة الصخرية التي يقوم عليها المسجد.

وتطرق لاعتراف الاحتلال مرارا عبر وسائل الإعلام بأنه تم الوصول إلى القاعدة الصلبة التي يقع عليها المسجد، مما يعني وصولهم إلى أخطر منطقة في عمق بناء الأقصى.

وأعرب صلاح عن قلقه من هذه الحفريات التي لا يعرف الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية عنها سوى القليل، بينما يزيد العمل عليها بشكل سري من خطورة وصعوبة الوضع يوما بعد يوم، مؤكدا أن الحل الوحيد لإنهائها هو التعجيل في زوال الاحتلال.

وأضاف أن الاحتلال على يقين من أنه لن يجد أي دليل ولو بحجم قطعة نقد معدنية تثبت أنه كان هناك أثر لهيكل أول أو ثان. ومع ذلك صنعت سلطات الاحتلال الكذبة وصدقتها وحوّلتها إلى مشروع احتلالي سياسي، وهي تحاول أن تبني هيكلا خرافيا أسمته الهيكل الثالث على أنقاض قبة الصخرة التي تقع في مركز المسجد الأقصى، بحسب قوله.

 

تزوير وسرية

بدوره قال مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني إن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تستنكر كل ما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات أسفل الأقصى، لأن من شأنها إضعاف أساساته وتزوير الآثار الإسلامية والمسيحية في المكان.

وأضاف أن بناء المسجد الأقصى يعود إلى أكثر من 1100 عام، وأنه يجب تدعيمه لا الكشف عن أساساته واستهدافه بشكل مباشر وتهويد البلدة القديمة من حوله.

وعن مسؤولية دائرة الأوقاف في محاولة إيقاف هذه الحفريات أو معرفة تفاصيلها السرية، قال الكسواني إن كل ما تجمعه دائرة الأوقاف من معلومات عن الحفريات ترفعها إلى وزارة الأوقاف الأردنية، التي تبلغ بدورها وزارة الخارجية لممارسة الضغط الدبلوماسي لإيقاف الحفريات والأعمال الجنائية بحق الآثار والأقصى والبلدة القديمة.

وفي مقابلة له ضمن الفيلم الوثائقي "تحت الأقصى"، علّق عالم الآثار "الصهيوني" جدعون سليماني على الحفريات التي تجري في نفق وادي حلوة وأسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى، قائلا إن "الحفريات سياسية وتنفّذ تحت الأرض ولا أحد يعرف ماذا يفعلون هناك، لا يحدثون أي أحد عنها فالأمر مخيف جدا".

وتابع قائلا إن هذا المكان قديم ومن الممكن أن يصلوا من خلال حفرياتهم إلى نفق أو قناة قديمة، ثم يصلون عبرها إلى أسفل الأقصى، مؤكدا أنه لا أحد يعرف ما يجري لأن الأنفاق لا تفتح جميعها أمام الجمهور.