Menu

قاتل شهيد الخليل .. لن يتم محاسبته

قاوم _ تقارير /

تستمر الحملات الصهيونية المؤيدة لجريمة الجندي قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف والمطالبة بإطلاق سراحه واعتباره “بطلا قوميا ” على اعتبار أن ما قام به بإطلاق النار على رأس الشهيد بعد إصابته بعدة طلقات نارية من قبل جنود الاحتلال “عملا بطوليا ”.

 

هذا الالتفاف الشعبي حتى الرسمي حول قضية الجندي القاتل منفذ عملية الإعدام الإجرامية ، من المؤسسات الشعبية والرسمية وحتى شخصيات سياسية وعسكرية وأكاديمية صهيونية تؤكد على العقلية الصهيونية التي ترسخ العقيدة الإجرامية لدى كافة أطياف المكون الصهيوني .

 

دفاع الساسة والعسكر

 

فمن جهتها، دافعت حكومة الاحتلال بزعامة رئيسها “بنيامين نتنياهو” عن هذه الجريمة، والذي هي جزء من نهج عام يتبناه جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، ومن قبل أعلنت حكومة الاحتلال تأييدها للإعدامات الميدانية التي يمارسها جنود الاحتلال في الشوارع.

 

وبدا رئيس حكومة الاحتلال راضيا عما أقدم عليه الجندي القاتل بإعدام الشاب الشريف وهو جريح، من حيث رفض انتقاد الجريمة، وقال: “إن التشكيك بأخلاق جيش الدفاع الصهيوني  أمر شائن وغير مقبول،  جنودنا يلتزمون بمعايير أخلاقية عالية عندما يحاربون بشجاعة القتلة متعطشي الدماء، مع ثقتي الكبيرة بحرصهم مراعاة جميع الظروف بعين الاعتبار”.

 

وأضاف “على كل صهيوني دعم رئيس الأركان، والجيش والجنود الذين يحافظون على أمننا”.

 

كما وأعلن الصهيوني المتطرف “أفيغدور ليبرمان”، عن دعمه لما قام به الجندي القاتل، وتقدم بطلب لزيارة الجندي الذي تحتجزه قوات الاحتلال، لكن جيش الاحتلال رفض طلبه.

 

كما نقل عن الوزير وزعيم حزب “ِشاس” الإجرامي “آرييه درعي” قوله: “إن الفلسطينيين يحاربوننا بعمليات شاملة تهدف إلى إظهار الجنود الصهاينة  بصورة القتلة السفاحين، لذلك يجب علينا أن ندعم الجيش ونقدم الغطاء له”.

 

وخرج العشرات من المستوطنين في مدينة الخليل، الليلة الماضية، في مسيرة مطالبة بإطلاق سراح الجندي القاتل، رافعين شعارات تدعو لموت العرب وقتلهم.

 

حملات مساندة

 

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي الصهيوني حملات دعم وتأييد واسعة للجندي القاتل، والتي نشرت عريضة تطالب بإطلاق سراحه، وقع عليها آلاف الصهاينة المؤيدين لجريمة الإعدام.

 

وطالبت العريضة التي وقع عليها أكثر من 7 آلاف صهيوني بينهم ضباط وجنود بجيش الاحتلال الصهيوني ، بإطلاق سراح الجندي القاتل.

 

وذكر موقع “والا” الإخباري الصهيوني في تقرير نشره السبت، أن نشطاء صهاينة  يقودهم الضابط المتقاعد بجيش الاحتلال “رون ليفي” وجهوا العريضة إلى رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” ووزير جيش الاحتلال “موشيه يعالون” ورئيس أركان جيش الاحتلال “غادي ايزنكوت”، تطالب بإطلاق سراح الجندي، الذي أعلن عن اعتقاله بعد نشر الفيديو الذي صوره أحد سكان منطقة “تل أرميدة” حيث حدثت العملية.

 

ووصفت العريضة الجندي القاتل بـ”البطل”، مطالبة بترفيع رتبته العسكرية وتقليده وساما عسكريا لشجاعته، واصفة حبسه بـ”الكارثة”.

 

تهديد المصور

 

هذا ووجه مستوطنون تهديداً بالقتل للناشط الفلسطيني الذي وثّق مشهد إعدام الشهيد الشريف، وهو أحد سكان منطقة “تل أرميدة” وسط مدينة الخليل، حيث وقعت العملية.

 

ويوضح عماد أبو شمسية أنه “بعد نحو 16 ساعة من جريمة إعدام الشاب الشريف؛ وتحديدا عند الواحدة من فجر الجمعة الماضي تلقيت اتصالا هاتفيا من رقم “غير معروف” لم يظهر على شاشة هاتفي، فتحت الخط لألاقي سيلا من الشتائم بالعبرية إضافة لتهديدي بشكل صريح من المتحدث، “سنحرقك كما أحرقنا عائلة دوابشة”.

 

وبعد أقل من أربع ساعات تلقى أبو شمسية اتصالا آخر لكنه لم يجب، غير أن ذلك لم يكن نهاية المطاف، فعند الثالثة والنصف عصرا هاجم مستوطنون منزله الواقع في تل أرميدة مستغلين كون المنزل طابق أرضي وقريب من نقطة عسكرية، فاعتلوا سطح المنزل وكالوا له الشتائم النابية وطالبوه بالخروج من المنزل.

 

وأوضح أبو شمسية أن المستوطنين نادوه باسمه وتحدثوا عن شريط الفيديو الذي صوره، ثم انصرفوا لكن ليس بلا رجعة، فقد عادوا مرة أخرى عند الرابعة والنصف (بعد نحو ساعة واحدة فقط) وكرروا الاعتداء ذاته، فيما بقي عماد داخل منزله متجنبا الخروج تحسبا لمواجهة لن تنفعه فيها شجاعته لكثرة عدد المستوطنين المعتدين.