Menu

الفدائيون يعمقون جراح الاحتلال.. إطلاق النار أصبح أكثر من الطعن

قاوم _ تقارير / نفذ 6 شبان فلسطينيون منذ مساء أمس الثلاثاء 6 عمليات ادت لمقتل مستوطن وضابط بشرطة الاحتلال على الأقل وإصابة 13 آخرين بجراح مختلفة، الأمر الذي وصفه محللون مراقبون صهاينة باليوم الأسود على الصهاينة .

6 عمليات لم تتوقع أجهزة أمن الاحتلال أيا منها، 5 منها وقعت في قلب عمق الاحتلال الصهيوني ، الأمر الذي دفع حكومة الاحتلال لعقد جلسة طارئة للمجلس الأمني والسياسي المصغر “الكابينيت” لتقرير سلسلة من الإجراءات لمواجهة هذا التصاعد الذي لم يعد الاحتلال قادر على احتماله للعمليات.

سلسلة عمليات

ففي القدس المحتلة، أطلق الشاب فؤاد التميمي من بلدة العيسوية نيران سلاحه الرشاش على مجموعة من شرطة الاحتلال ما أدى لإصابة اثنين من عناصر الشرطة بجراح وصفت بالبالغة الخطورة، ليعلن عن مقتل أحدهما متأثرا بجراحه.

وذكرت المصادر الصحفية الصهيونية أن شاب فلسطيني أطلق النار على عناصر للشرطة في شارع صلاح الدين بالقدس، قبل أن يتم إطلاق الرصاص على الشاب وقتله.

 

وتحدثت قوات الاحتلال حينها عن احتمالية وجود فدائي آخر شارك في تنفيذ العملية ونجح في الانسحاب، ففرضت إجراءات مشددة في المكان، في حين شرعت بأعمال تمشيط بحثا عن الفدائي المحتمل.

 

ولم تلبث أن استفاقت قوات الاحتلال من هذه الضربة حين أقدم الشاب بشار مصالحة من بلدة حجة شرق قلقيلية على تنفيذ عملية طعن متسلسلة أدت لمقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة 11 آخرين بجراح تتراوح بين المتوسطة والخطيرة، في مدينة يافا المحتلة.

 

وكان الشاب مصالحة قد نفذ عمليته في أحد شوارع المدينة، وذكرت مصادر صحفية صهيونية أنه كان يحمل سكينا ويطعن كل من يأتي في وجهه من الصهاينة حتى داخل سياراتهم، قبل أن تحضر قوة من شرطة الاحتلال للمكان وإعدام الشاب.

 

هذه العملية وضعت الاحتلال الإسرائيلي في حالة من الارتباك وعدم التركيز، بعد تضارب الأنباء عن وجود عدة منفذين للعملية بسبب تنفيذها في عدة مواقع، قبل أن تعلن المصادر الصحفية الإسرائيلية أن المنفذ شخص واحد.

 

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية “إن مصالحة دخل المدينة قبل عدة أيام بصورة غير شرعية علما أنه قدم من “مكة” الأسبوع الماضي بعد أداء العمرة.

 

وفي مدينة “ملبس/ بتاح تكفا” نفذ الشاب عبد الرحمن رداد عملية طعن أدت لإصابة مستوطنين بجراح مختلفة، قبل أن تقدم قوات الاحتلال على إعدام الفتى رداد 17 عاما.

 

وقالت الصحيفة ذاتها في تقرير لها اليوم الأربعاء “إن رداد احتفل بعيد ميلاده الـ17 الذي صادف أمس بمحاولة قتل إسرائيليين، داخل محل لبيع النظارات في “بتاح تكفا”.

 

وذكرت الصحيفة أن رداد كان قد تمكن من دخول الداخل المحتل قبل عدة أيام، ويبدو أنه كان يبيت النية بتنفيذ عمليته، وقد نجح في تنفيذ نواياه على الرغم من كل الإجراءات المفروضة”.

وفي القدس المحتلة أيضا، أقدم الشابان عبد الملك أبو خروب (19 عاما) ومحمد الكالوتي (21 عاما) من بلدة كفر عقب بالقدس المحتلة على إطلاق النار على حافلة للمستوطنين بالقدس المحتلة، وانسحابا من المكان قبل وصول قوات الاحتلال.

وبعد مطاردة استمرت حوالي الساعتين نفذ نفس الشابين عملية إطلاق نار ثانية قرب باب العامود بالقدس القديمة، حيث قاما بدهس مركبة لشرطة الاحتلال وشرعا بإطلاق النار على سيارات المستوطنين والشرطة التي كانت متوقفة بالمكان.

 

وأفادت المصادر أن اشتباكا جرى مع الشابين قبل أن يتم إعدامهما على يد القوات الخاصة بشرطة الاحتلال، في أصيب رجل فلسطيني من سكان البلدة القديمة بجراح بالغة جراء تعرضه لعدة رصاصات خلال الاشتباك.

 

وفي منطقة سلفيت وسط الضفة الغربية أقدمت قوات الاحتلال على إطلاق النار على شابين بالقرب من بلدة الزاوية غرب المحافظة بعد محاولتهما طعن عدد من الجنود الذي كانوا يتمركزون أسفل جسر البلدة في إطار إجراءات الاحتلال العقابية على البلدة في أعقاب عملية الطعن الذين نفذها الشاب رداد وهو من سكان البلدة في بتاح تكفا امس.

 

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أطلقت عدة رصاصات تجاه الشابين ما أدى لإصابتهما بجراح بالغة الخطوة ومنعت الطواقم الطبية من الاقتراب منهما ليعلن عن استشهاد أحدهما وهو الفتى أحمد يوسف اسماعيل عامر (16 عاماً) من قرية مسحة غرب سلفيت، في حين منعت قوات الاحتلال الأهالي من الاقتراب من الشاب الثاني.

 

ازدياد عمليات إطلاق النار

 

وفي ذات السياق، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنه “على الرغم من التقارير الإسرائيلية التي تفيد بانخفاض وتيرة العمليات التي ينفذها شبان فلسطينيون ضد الجنود والمستوطنين إلا أن هذه العمليات باتت تأتي بنتائج أكثر خطورة وأكثر فتكا”.

وأضافت الصحيفة في مقالة للكاتب والمحلل السياسي “بن كاسبيت” أن “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا ترى نهاية وشيكة لهذه الهجمات، وهو الخبر الذي لا تسر الإسرائيليين”.

 

وتابعت الصحيفة “أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل مثل شخص ضرير يتحرك في الظلام، فهي من جهة غير قادرة على مجرد وضع تصور يمكن أن يفضي للحد من هذه العمليات أو خفض وتيرتها، ومن ناحية أخرى، لا يمكنها الاستمرار في هذا الوضع مع وجود تهديدات أخرى بشن عمليات أكثر تعقيدا وإيلاما”.


وأشارت الصحيفة إلى أنه في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي نفذت 27 عملية، في حين ارتفع الرقم في شهر فبراير/شباط الماضي إلى 29 عملية.

 

ونوهت الصحيفة إلى أن الأجهزة الأمنية تنظر لهذه الانتفاضة بعين الخطورة، والسبب أنه على الرغم من الانخفاض الحاصل في عدد العمليات الفلسطينية، إلا أن هناك مؤشرات خطيرة تزيد القلق لديها، حيث بات الإسرائيليون يشهدون قليلا من هجمات الطعن، وكثيرا من عمليات إطلاق النار، كما بدأ الإسرائيليون يواجهون المزيد من العمليات المنظمة، ومحاولات التسلل إلى المستوطنات ومحاولات أسر الجنود.

 

 

 

إجراءات عقابية

 

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت” قد أقدم على اتخاذ عدة قرارات في محاولة لردع الشبان الفلسطينيين عن تنفيذ العمليات، في أعقاب سلسلة من العمليات التي نفذها شبان فلسطينيون أمس الثلاثاء وأدت لمقتل مستوطن وضابط بشرطة الاحتلال، وإصابة 13 آخرين بجراح مختلفة.

وقررت حكومة الاحتلال إغلاق الفتحات في الجدار حول القدس، واستكمال بناء الجدار في منطقة ترقوميا بالخليل، وإغلاق المحطات الإذاعية ووسائل الإعلام التي تبث التحريض، وتشديد العقوبات على مشغلي العمال الذين لا يحملون تصاريح عمل في “إسرائيل”.

 

كما قررت سلطات الاحتلال سحب التصاريح من أقارب وعائلات منفذي العمليات بشكل أوسع من السابق، وتنفيذ عمليات محددة ضد المناطق التي يخرج منها منفذو العمليات وفرض حصار وإغلاق على تلك المناطق.