Menu

النّصيراتُ لم تنسَ دماءها النازفة قبل 12 عامًا

قاوم _ ذاكرة وطن /

اثنا عشر عاما على أكبر آلام المحافظة الوسطى لقطاع غزة، 14 قمرا ارتقوا شهداء إلى جوار ربهم في مجزرة صهيونية بشعة ارتكبها الاحتلال بحق مخيمي النصيرات والبريج، فكلما هاجت ذكراهم تؤُنس القلب الحزين، وكلما عادت توقظ في قلوب محبيهم وذويهم الحنين.

السابع من مارس لكل عام تاريخ تجلت به تضحيات رجال المقاومة ، حيث  يصادف ذكرى أليمة على أهالي المحافظة الوسطى، ذكرى تجلت بها التضحيات، ويوم سال فيه الدماء، وتاريخ ودعت به المحافظة العظماء، وحكاية عزة كتبت فجر 7-3-2004.

ويصادف هذا اليوم الذكرى السنوية الثانية عشر للمجزرة الصهيونية البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيمي النصيرات والبريج، ارتقى على إثرها 14 شهيدا، 11 شهيدا منهم من سكان مخيم النصيرات وثلاثة شهداء من سكان مخيم البريج، وأصيب ما يزيد عن 180 مواطن خلال اجتياح الاحتلال لأطراف المخيمين في عملية بشعة أسموها بـ "العب خارج".

استيقظ أهالي المحافظة الوسطى فجر الأحد 7-3-2004 على أصوات زخات الرصاص وقذائف الدبابات، حيث سالت الدماء في كل جزء من أرجاء النصيرات، فلا تجد حارة أو حي إلا وبه شهيد، يوم بكت فيه النصيرات دما مع الدموع، يوم ودعت فيه المحافظة الوسطى 9 شهداء مقاومين ، يوم هب فيه المجاهدون للذود عن أعراض المسلمين فاصطفاهم الله شهداء مقبلين غير مدبرين.


ارتقى تسعة شهداء مجاهدين في مجزرة 7-3-2004، ستة منهم من مخيم النصيرات وهم "الشهيد حسن أحمد زهد، الشهيد محمد اسماعيل الشطلي، الشهيد فارس فتحي الحواجري، الشهيد الحافظ لكتاب الله عمر محمد الجمل، الشهيد خالد قاسم الحزقي، الشهيد يوسف محمود السنوار"، ولمخيم البريج ثلاثة شهداء وهم "الشهيد شادي أحمد السعيدني، الشهيد المجاهد موسى منار حمو، والشهيد المجاهد حازم روحي عقل".

ارتقى هؤلاء التسعة خلال معركة حامية الوطيس، دافعوا فيها عن أعراض المسلمين، وتقدموا الصفوف بلا تراجع أو انهزام، فنالوا بحق شرف الشهادة في سبيل الله، وكانت لسيرتهم الطيبة خير تأكيد على الكرم الذي أكرمهم به رب العالمين.


كما ارتقى خلال هذه المجزرة خمسة شهداء من المدنيين وهم "الشهيد محمد بدوي، والشهيد الطفل محمود يونس، والشهيد محمد أبو زريق، والشهيد هيثم العيسوي، والشهيد أحمد حرب ابن ألوية الناصر صلاح الدين" وجميعهم من مخيم النصيرات.

وعلاوة على ارتقاء 14 شهيدا فقد أصيب ما يزيد عن 180 مواطنا، تراوحت اصابتهم بين الخطيرة والمتوسطة، وتعرض عدد كبير منهم إلى إعاقات دائمة، منهم شقيق الشهيد يوسف السنوار "محمد" الذي لا يزال يمشي إلى يومنا هذا مستندا على "عكاز".

الذكرى الثانية عشرة

برغم مرور 12 عاما على مجزرة مخيمي النصيرات والبريج، إلا أنها لا زالت تشكل يوما لا ينسى، وذكرى أليما انتفضت بها الوسطى، وودعت يومها 14 جنديا من جنود الله، حيث لا تزال تنظم الاحتفالات التي تحيي بها الجماهير هذه الذكرى، وتستذكر من خلالها رجالا مضوا بأجسادهم ولا تزال كلماتهم حاضرة فينا.

وما لا ينساه أهالي الوسطى ما كتبه الشهيد المجاهد الحافظ لكتاب الله عمر الجمل في وصيته :"أيها الشهداء .. لكم مني أعطر تحية، يا من كتبتم الوصية وحملتم البندقية، وعقدتم النية، وقاتلتم دون تعصب أو حمية، وكان شعاركم الشهادة في سبيل الله أسمى أمنية، لكم مني أعطر تحية، يا من جندلتم اليهود بالمصحف والبندقية، وارتقيتم إلى بارئكم وسالت دماؤكم الوردية، تركتم لنا تبسماتكم ورائحة المسك الزكية، وظلت ذكراكم في القلوب المؤمنة الحية، لن ننساكم يا من صعدتم إلى الباري بنفوس وقلوب نقية، لكم مني أعطر تحية".

وفي ذكرى رحيلهم الثانية عشر لهم منا أعطر تحية، ولأرواحهم سلام حيث أجسادهم الزكية، فطوبى لمن سار على درب الرجال، وحمل البندقية، وامتشق سلاحها مسرعا للمنية، وتمترس على ثغور غزة بلا تراجع أو حمية، وتمسك بثوابت شعب أقسم بالعودة خير أمنية.