Menu

قريوت .. كف أعزل في مواجهة " استيطان " حاقد

قاوم _ تقارير / إلى الجنوب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وعلى بعد 26 كيلومترًا منها تقع قرية قريوت مبتعدة بنفس المسافة عن مدينة رام الله لتضم بين جنباتها 3 آلاف نسمة يعتاشون على الزراعة.

وتعدّ قرية قريوت واحدة من أكثر القرى استهدافاً في الضفة الغربية؛ حيث صودرت منذ سنواتٍ آلافُ الدونمات لصالح  التوسع الاستيطاني، وتشتهر القرية بزراعة الخوخ، والعنب والتين والزيتون، إلى جانب الخضراوات والبقوليات واللوزيات.

  بشار القريوتي عضو المجلس القروي ومسؤول هيئة مقاومة الاستيطان في قرى جنوب نابلس، أكد على أن قريوت تعاني الحصار؛ كونها تقع بين العديد من الكتل الاستيطانية التي أقيمت على أراضي القرية.

وتابع: "يحيط بقريوت ثلاث مستوطنات، وهي: عيليه وشيلو وشفوت راحيل، بالإضافة إلى أربع بؤر استيطانية أخرى هي جيفعات وأرائيل وكيدا وعاد".
 
ويشير القريوتي إلى أن تلك المستوطنات ابتلعت ما نسبته 65 % من أراضي القرية، إذ صودر أكثر من  أربعة عشر ألف دونم  لصالحها، محدثة عوائق تحول بينها وبين أي توسع للقرية  أو أي استثمار للأراضي الزراعية  فيها.
 
اعتداءات مستمرة


ولم يتوقف مسلسل الانتهاكات الصهيونية بحق قريوت وأراضيها عند حد مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات؛ بل إن المستوطنين القاطنين في تلك البؤر يمارسون يومياً أشكالاً متعددة من العربدة والإرهاب بحق المواطنين وأراضيهم وممتلكاتهم كما قال القريوتي.

وعقب الرجل بالقول: "تم قطع آلاف الأشجار وحرق مئات بل آلاف الدونمات، واعتُدي على الكثير من المزارعين، ومنعوا من الوصول إلى أراضيهم، وما يزيد من همجية وعنصرية وحقد هذا المحتل بأن تلك الجرائم يتقاسمها المستوطنون وجنود الاحتلال".

وأردف القريوتي: "يعمد المستوطنون الصهاينة وبشكل ممنهج إلى إغراق أراضي المواطنين بمياه المجاري والمصانع  لقتل أي فرص للحياة في الأراضي الزراعية، هذا عدا عن إطلاق العنان  للكلاب الضالة والخنازير البرية تعيث فسادا ورعبا في القرية  وأراضيها".

 وذكر أن الاحتلال وكأحد طرق الإذلال لمواطني القرية عمد إلى إغلاق الشارع الذي يربط بين القرية ومدينة رام الله، الأمر الذي سبب معاناة كبيرة؛ حيث "بات المواطن يحتاج إلى ما يقارب الساعة للوصول إلى المدينة بعد أن كان يصلها خلال أقل  من نصف ساعة فقط".

ويشار إلى أن الاحتلال عمد إلى مصادرة العديد من الأماكن الأثرية وينابيع المياه الحيوية، بالإضافة إلى إنشاء المتنزهات، وجعل منها أماكن سياحية دينية مغلقة ونسبها إلى أماكنه السياحية. 
 
وكشف القريوتي عن أن الاحتلال يسعى إلى التوسع على حساب أراضي أهالي القرية، وفي ذات الوقت يعمل في مسار آخر يقوم على محاولات نشر الإحباط واليأس بين شبان القرية من خلال الملاحقة والاعتقال والاستدعاء والتهديد لكل من يقاوم ممارسات الاحتلال والمستوطنين. 

وذكر كذلك بأن الاحتلال، وفي الخفاء، ومن خلال بعض الجهات المشبوهة سعى إلى تسهيل حركة الهجرة بين شبان القرية في شكل دفع الكثير من الشبان إلى التنبه لها.