Menu

حواجز الاحتلال الصهيونية في الضفة.. إذلال وتفتيش عارٍ وإعدام بدم بارد

قاوم/دقائق قليلة كانت تفصل الشابة إسلام فوزي (23 عاما) عن الوصول للمسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاة الجمعة كما كل أسبوع، إلا أن جنديا صهيونيا مدججا بالسلاح، وبجانبه جنود آخرون يقفون على حاجز عسكري، استفزا الشابة لمنعها من الدخول، بعد الإجراءات الصهيونية المشددة على بوابات الأقصى.

ينادي الجندي الصهيوني على الشابة الفلسطينية، التي ترتدي حجابها وتحمل بيدها مصحفا، مستفزا إياها بصوته وطريقه حديثه عند كل باب من أبواب المسجد الأقصى حاجز يُمنع دخولنا منه إلا بعد التفتيش، لكن هذه المرة كانت الطريقة التي فتشوني بها استفزازية بشكل كبير".

وتضيف إسلام: قام الجندي الصهيوني بسبي وشتمي، كما يفعل الصهاينة مع كل الشباب الفلسطينيين قرب بوابات الأقصى، ومتعمدين يؤخروننا عن وقت الصلاة".

وأشارت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يمنعها جنود الاحتلال الصهيوني وغيرها من الفلسطينيين من الصلاة بالأقصى، وتفتيشهم بأسلوب بذيء وغير أخلاقي، حسب وصفها.

وانتشرت الحواجز العسكرية الصهيونية بين الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة والضفة الغربية بشكل كثيف، في أعقاب اشتداد وتيرة العمليات الفدائية التي ينفذها فلسطينيون ضد جنود ومستوطنين صهاينة.

ومن خلال هذه الحواجز، يتعمد جيش الاحتلال إعاقة الفلسطينيين وتأخيرهم أحياناً عن الأماكن التي يرغبون في الوصول إليها، بالإضافة إلى تفتيشهم بأساليب استفزازية متعددة، منها إجبارهم على خلع ملابسهم، والتنكيل بهم وضربهم، والتحرش بهم في بعض الأحيان.

سياسة التفتيش

الشاب حسام الجندي ( 19 عاماً) من مخيم الفوار جنوبي مدينة الخليل أوضح أن الاحتلال الصهيوني، يكثف هذه الأيام عمليات تفتيش الفلسطينيين مع زيادة نصب الحواجز العسكرية في مدينته.

وبين الجندي أن جميع الطرقات الرئيسية في الخليل يوجد بها حواجز عسكرية، تعيق حركة دخول المواطنين وخروجهم، لافتاً إلى أن جنود الاحتلال يقومون بتفتيش الصغير والكبير والمرأة والرجل على تلك الحواجز.

وقال: الجندي الذي يقوم بتفتيشنا لا يفرق بين الرجل والمرأة، فهو يجبر النساء على خلع الحجاب ويقوم بتعريتنا من ملابسنا، كما حدث معي أول أمس عند دخولي من بوابة المخيم"، لافتاً إلى أن الصهاينة متخوفون بشكل كبير في ظل استمرار انتفاضة القدس، "لذلك يقومون بتفتيش الفلسطينيين كل وقت عند الدخول والخروج".

وأشار الجندي إلى أن الخليل من أكثر مدن الضفة التي يقيم بها الاحتلال حواجز عسكرية، وزادت أكثر في انتفاضة القدس، وتفاقمت معها معاناة المواطنين تحت وطأة التفتيش والتنكيل والتأخير.

ونصب الجيش الصهيوني الأسبوع الماضي حواجز إسمنتيّة عند مداخل بعض الشوارع في البلدة القديمة بالخليل، وأغلق حي تل رميدة في وجه من لا يسكنون في الحيّ، حيث يجري إجراءات تفتيش طويلة عند الحواجز وينصب حواجز فجائيّة في الشوارع.

تمييز عنصري

أساليب وإجراءات عديدة يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، حيث اعتبر رائد موقدي، الباحث في قضايا الاستيطان والبيئة بمركز أبحاث أراضي القدس هذه الإجراءات، من أبشع أنواع "التمييز العنصري".

وقال موقدي في حديثه له ما يجري الآن في الضفة الغربية والقدس هو أبشع أنواع التمييز العنصري الممارس من قبل الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين بما ينافي الديمقراطية والإنسانية التي يدعيها الاحتلال".

وأوضح أن هناك أكثر من 550 حاجزا عسكريا صهيونيا في القرى الفلسطينية، " فإذا أراد الفلسطيني التنقل من مدينة لأخرى يصطدم بعدة عوائق، أولها الحواجز، حيث تقوم قوات جيش الاحتلال بالتنكيل بالفلسطينيين بأساليب وحشية".

وأضاف موقدي: من أساليب التنكيل التي يتبعها الجيش الصهيوني التفتيش شبه العاري، والضرب والإهانة الجسدية واللفظية للفلسطينيين، وإجبار النساء على خلع الحجاب أحياناً بحجة البحث عن مواد متفجرة أو أسلحة حادة"، منوهاً إلى استخدام الاحتلال أساليب لا أخلاقية عند تفتيش الشباب والنساء عبر الحواجز.

وتشير المعطيات الحالية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إلى أن قوات الاحتلال نصبت 152 حاجزاً "طياراً"، أي غير ثابت، فيما تمركز جنودها بصورة دائمة عند 16 حاجزاً، من بين 25 حاجزاً في الضفة الغربية لم يكن يتمركز عندها الجنود سوى في بعض الأحيان.

إذلال..

باتت حياة الفلسطينيين وحركتهم معقدة ومحفوفة بالمخاطر، بسبب هذه الحواجز، إذ أصبح السؤال الأول الذي يشغل بال الطالب والعامل والموظف والمواطن، وسائق المواصلات العامة، "كيف أحوال الطريق اليوم؟"، ليسلك طريقا آخر حال كانت الطرق الرئيسية مغلقة بالحواجز.

المتخصص في الشأن الصهيوني والباحث بشؤون الاستيطان، د. جمال عمرو، أكد أن أسلوب التفتيش الذي يستخدمه الجيش الصهيوني عند الحواجز العسكرية بحق الفلسطينيين، مذل واستفزازي ويكون مصحوباً بالتهديد والشتائم".

وقال عمرو فضلاً عن سرعة إطلاق النار عند الضرورة، حيث يعدم الصهاينة الفلسطينيين على الحواجز بدم بارد وبدون محاكمة لمجرد الاشتباه، كما شاهدنا مرارا خلال الانتفاضة المستمرة"، منوهاً إلى أن التفتيش يصاحبه في بعض الأحيان أساليب استفزازية كالتحرش بالشباب والنساء بعد إجبارهم على خلع ملابسهم، ولافتاً إلى أن إسرائيل هي من ابتكرت سياسة التعرية بالتفتيش "وهي ثقافة انحطاط منغرسة في أخلاق قوات الاحتلال الصهيونية"، على حد قوله.

ونشرت وسائل الإعلام أمس الثلاثاء مشاهد وصورا، تظهر خلالها قوات الاحتلال الصهيوني وهي تقوم بتفتيش الشبان الفلسطينيين بطريقة مذلة في القدس المحتلة عند باب العامود.