Menu

باب العامود.. ساحة الشهداء التي حولها الاحتلال لثكنة عسكرية

قاوم/ما إن تضع قدمك اليوم عند باب العامود ومحيطه حتى ترصدك عيون الكاميرات التي وضعها الاحتلال الصهيوني وترصدك بنادقهم وأسلحتهم وتتعرض للتفتيش المهين وشبه العاري أمام أعين المارة.

هذا المشهد اليومي لباب العامود والذي تحول مع بدء انتفاضة القدس لثكنة عسكرية متكاملة، وسقط عنده أكثر من خمسة شهداء كان آخرهم الشهيدان منصور الشوامرة وعمر عمرو واللذان قدما من شمال غرب القدس المحتلة  ليزفوا شهداء عند هذا الباب، والذي أطلق عليه المقدسيون مؤخراً باب الشهداء.

باب الشهداء

باب العامود  أو "باب الشهداء" حديثاً يقع في الجهة الشمالية من السور المحيط بالبلدة القديمة للقدس القديمة، وهو من أجمل أبوابها من حيث الزخرفة والبناء.

"من  الصباح وحتى المساء ما بيتركوا باب العامود بكونوا واقفين أمامه أو خلف الحدائد وفجأة يبدأ مسلسل "التشليح ".. هذا ما يقوله المواطن أحمد خلف أحد رواد باب العامود بشكل يومي.

ويضيف خلف"قوات الاحتلال لا تترك لا صغير ولا كبير ولا شاب ولا حتى فتاة يعبر باب العامود إلا وتعمل على تفتيشه بدقة في مشهد مخزي لأنها تجبرهم على خلع قطع ثيابهم أمام أعين المارة وأعينهم وهم أيضاً يبدأون بالرفس والضرب إن رفض أحدهم وإن اشتبهوا بشئ تبدأ البنادق وبساطريهم تنهال على الشاب ومن ثم يقتادوه والدماء على جسده".

ويشير خلف إلى أنه: "منذ عدة أشهر لم أجلس بمكاني اليومي على درجات باب العامود إلا مرات عديدة ولا تتعدى العدة الدقائق، ولم أبرح من تفتيشات متكررة تعدت أكثر من عشر مرات خلال الأشهر السابقة".

ثكنة عسكرية

ويضيف: "ما أن يستشهد أحد الشبان عند باب العامود حتى تتحول لثكنة عسكرية، تقمع الجميع مستخدمة قنابل الصوت والغاز والدفع والضرب والاعتقال لعدد من الشبان".

أما الحاج توفيق النتشة يقول"باب العامود باب مهم لأبواب القدس فهو المفضي للمسجد الأقصى، ويعبره المستوطنون باتجاه طريق شارع الواد التي استولوا فيها على العديد من المنازل".

ويستذكر الحاج توفيق النتشة قائلاً: "من زمان كان الوضع الأمني أخف بس اليوم ما بتركوا حد بدون تفتيش أو ضرب أو اعتداء وبتزيد وحشيتهم يوم عن يوم".

ويضيف "باب العامود ليس بابا عاديا فأنا أجلس عليه أراقب الناس ويعتبر مأواي اليومي للجلوس وملاقاة الأصدقاء وشرب القهوة، اليوم لم يعد الأمر عادياً فالجلوس على مقاعده ومدرجه يجعل المحتل يعتبرك مجرما بمجرد جلوسك".

ويتابع: "هو المشهد الذي لا يغيب فحجارته وأقواسه بهية وغاية في الجمال، وجمال باب العامود بناسه فتجد الباعة والأطفال والمشاكسات والمجاملات، عنده حياة أخرى واستثنائية".

وكان قد استشهد عند باب العامود بعد تنفيذه عملية طعن أثناء تفتيشه الشهيد محمد علي والذي عرف بكوموندوز السكاكين، حيث استلها وقام بطعن جندي من قوات اليسام.

وكان آخر هذا المشهد اليومي لبطولات باب العامود اعتقال فتاة فلسطينية 15 عاماً بحجة محاولة طعن.

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام