Menu

حصار قباطية يكسر "الهدوء النسبي" بجنين

قاوم _ وكالات /

ثلاثة أيام فقط وتداركت قوات الاحتلال الصهيوني خطأها، وانسحبت بشكل مفاجئ من بلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي حاصرتها بقرار من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عقب عملية القدس، التي نفذها ثلاثة شبان من البلدة، وتم الانسحاب دون اعتقالات تذكر.

وبتتبع تدحرج الأوضاع فإن حصار قباطية كسر حلقة "الهدوء النسبي" لجنين التي بقيت أقل مشاركة من غيرها في أحداث "انتفاضة القدس" بسبب عدم وجود نقاط تماس مباشر مع المستوطنات أو معسكرات الاحتلال على عكس غيرها من المحافظات التي تتداخل فيها المستوطنات ونقاط جيش الاحتلال مع منازل المواطنين.

تباهي صهيوني

وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تباهت في تقرير لها في 25 ديسمبر 2015 بأن جنين ما زالت خارج المعادلة، مسقطة من تقريرها غير الموضوعي أن السبب في ذلك هو عدم وجود نقاط تماس مع الاحتلال.

وادعت، حينها، أن ذلك يعود لتفضيل أهالي جنين الاستقرار الاقتصادي الذي يوفره دخول فلسطيني 48 على المواجهة مع الاحتلال.

ويشير ناشطون إلى أن جيش الاحتلال ودون أن يتنبه أوجد نقطة تماس مباشرة مع أهالي جنين سرعان ما تحولت لحلقة مواجهة ساخنة على مدار الساعة، حيث تلقفها الشبان من مختلف بلدات جنين وكأنها الحلقة المفقودة التي كانوا يبحثون عنها منذ بداية الأحداث.

وغدت منطقة مثلث الشهداء على مدخل قباطية نقطة التقاء وتجمع شبان المحافظة من ناحية جنين لمقارعة الاحتلال.

وتنبهت أجهزة أمن الاحتلال لذلك، وأنهت على عجل عمليتها العسكرية، وهو ما أشارت إليه القناة العبرية الثانية على لسان الناطق باسم جيش الاحتلال، والذي أشار إلى أن سبب الانسحاب هو خشية انطلاق انتفاضة جماهيرية في جنين.

وأضاف المتحدث "وهذا مالا تريده دولة الاحتلال على الأقل في الوقت الحالي، وهذا يساعد على خلق أرضية مناسبة لانتفاضة جماهيرية لا يمكن السيطرة عليها".

ويقول الناشط محمد السعدي إن  دولة الاحتلال تعمل وفق معادلة بسيطة اسمها التكلفة والمنفعة، "فإذا فاقت التكلفة المنفعة تراجعت، وإذا فاقت المنفعة التكلفة استمرت. وحصار قباطية يعني إشعال الشمال وهي ليست معنية في حدوثه حاليًا".

إرباك الاحتلال

ومع اندلاع الانتفاضة الأخيرة قبل نحو خمسة أشهر لم يجد أهالي جنين طريقا للمشاركة فيها سوى التوجه لمعبر الجلمة، الذي يبعد نحو سبعة كيلومترات عن مدينة جنين، ويقع في منطقة مكشوفة، حيث شهد مواجهات أيام الجمعة سرعان ما تلاشت بعد أسابيع قليلة، حيث يقف الشبان في منطقة سهلية مكشوفة أمام نقطة عسكرية محصنة، إضافة إلى حدوث ثلاث محاولات طعن استشهد منفذوها، ولم تنجح في اختراق الحاجز.

كما أن هذا المعبر هو الممر الوحيد لفلسطيني 48 إلى جنين ولعمال جنين إلى الأراضي المحتلة، وهو ما استدعى اتفاقًا أمنيًا بين السلطة و"إسرائيل"، انتشرت بموجبه قوات أمن فلسطيني على بعد 100 متر من الحاجز لمنع أي احتكاك أو عمليات.

وكذلك شهدت محافظة جنين مشاركات لشبابها في عمليات خارج إطار المحافظة، فستة من شهداء قباطية قضوا في عمليات طعن في حوارة قرب نابلس وحاجز زعترة وفي القدس، فيما نفذ شاب من بلدة العرقة بجنين عملية طعن في العفولة، وحاول الشهيد صادق غربية طعن جندي قرب حاجز الكونتينر في بيت لحم، وغيرهم.

ومع حصار قباطية اكتملت الحلقة وسادت روح تضامن ثوري محافظة جنين غذت روح المقاومة، ما أربك حسابات الاحتلال، وجاء بنتائج عكسية لمخططاته.