Menu

الانتفاضة تزرع الرعب داخل المجتمع الصهيوني

قاوم _ وكالات /

نجحت انتفاضة القدس في خلق حالة كبيرة من الرعب وفقدان الأمان داخل المجتمع الصهيوني الذي بات يفكر جلياً في الهجرة عقب حالة الاحباط التي أصابته في ظل استمرار العمليات الفردية وتصاعد المواجهات في مدن الضفة الغربية مؤخراً.

 

وقد أظهر استطلاع للرأي نشره موقع "معاريف" العبري أمس، أن 77% من الصهاينة باتو يعيشون حالة من الرعب وفقدان الأمن الشخصي منذ بداية انتفاضة القدس الحالية. وبين الاستطلاع أن 81% من الصهاينة قاموا بتغيير تصرفاتهم نتيجة موجة العمليات الأخيرة، في حين أعرب 48% من المستطلعة آراؤهم أنهم يفكرون مرتين قبل اشتراكهم بفعالية جماهيرية خلال عيد "الأنوار اليهودي" القريب. حالة الرعب التي يعيشها مجتمع الاحتلال باتت واضحة في تصرفاتهم الجنونية والتي دفعتهم في كثير من الأحيان إلى قتل بعضهم البعض بمجرد الشك بملامح أي يهودي قريب لملامح الفلسطينيين.

 

كل ما سبق دفع نخب صهيونية  للتحذير من حالة الإحباط التي يعيشها المجتمع الصهيوني بسبب فشل الإجراءات الأمنية المتبعة في وضع حد لانتفاضة القدس، التي مست بشكل غير مسبوق بالمزاج العام في دولة الاحتلال . وقد حذر المفكر الصهيوني البارز يوسي كلاين، من أن الإحباط سيدفع قطاعات من اليهود لمغادرة دولة الاحتلال بحثا عن الأمن والاستقرار في ظل تدني مستوى شعورهم بالأمن الشخصي. حالة ارباك حالة الارباك التي زعزعت منظومة الأمن لدى الاحتلال ونجحت انتفاضة القدس في زرعها داخل المجتمع الصهيوني  ترجع الى النمط الجديد للعمليات الفردية والذي أظهر عجز الاحتلال عن صدها، وفق ما يري الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني أحمد فياض.

ويؤكد فياض لـ "الرسالة نت " أن التحدي الذي بات يقلق العدو بشكل أكبر أن منفذي العمليات من مناطق الداخل المحتل الأمر الذي يجعل قرار التفكير والتنفيذ آني ولحظي. وبين أن استمرار العمليات وتصاعد وتيرتها في الفترة الأخيرة جعل قادة الاحتلال يعترفون بأن الانتفاضة ستستمر ولن تكون فقط موجهة ارهاب قد تنتهي خلال أيام معدودة. ويتفق الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة مع سابقه فياض بأن الانتفاضة نشرت الرعب وزعزعت الأمن داخل الوسط الصهيوني موضحاً أنها تحتاج لجهود وتضحيات كي توجع الاحتلال أكثر. تغذية الانتفاضة ويضيف أن استمرار المستوطنين في اقتحام المسجد الاقصى واهانة الفلسطينيين هو المغذي الأساسي لاستمرار العمليات الفردية وتصاعد المواجهة بالإضافة إلى الجيل الفلسطيني الشاب الذي يرفض القهر والذل الصهيوني .

وتوقع أبو شمالة في حديثه لـ "الرسالة" أن ترتقي المواجهة للعمل المسلح بعد أن تخطت الانتفاضة مرحلة الحجر والسكين. وبالعودة إلى فياض فقد أشار إلى أن استمرار القلق والخوف في المجتمع الصهييوني  مرتبط بتصاعد واستمرار العمليات الفردية، مبيناً أن تصاعدها سيجبر الصهاينة على التفكير الجدي في الهجرة والبحث عن الأمان. ولفت إلى أن حكومة الاحتلال أوعزت لوسائل الاعلام من أجل دعوة المجتمع الصهيوني إلى التأقلم مع هذه الحالة الجديدة في ظل عجز أجهزة الأمن على وقف المواجهة. وخلص المحللان إلى أن ازدياد حالة الرعب والارباك داخل الكيان مرتبط بتصاعد الانتفاضة وتنوع عملياتها والتي باتت تأخذ منحى جديدا قد يُغير معادلة الصراع في السنوات القادمة