Menu

طائرة تجسس روسية في سوريا تزيد من قلق الاحتلال

قاوم - القدس المحتلة – بعد لقاء رئيس الحكومة الصهيونية الارهابية بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو مؤخراً، أشاعت أوساط رسمية في تل أبيب أجواء تفاؤل بنتائج اللقاء, غير أن تطورات الأيام اللاحقة أظهرت أن ما من شيء جديد يقود إلى زيادة اطمئنان الصهاينة تجاه خطوات الروس في سوريا، وأن العكس هو الصحيح.

ومن الجائز أن هذا ما قاد الصهاينة إلى محاولة ترسيم حدود جديدة للعمل، مفادها تهديد الروس باستهداف مواقع الجيش السوري على الأقل قرب هضبة الجولان المحتلة.

واصبحت دواة الاحتلال تتعامل جوهريا مع روسيا وكأنها طرف في، أو حليف لما تسميه "المحور الشيعي".

ولا تخفي المصادر العسكرية الصهيونية قلقها من تطورات الموقف الروسي في سوريا، وهي تعتبر أصلا أن مجرد التواجد الروسي يمنح النظام السوري ثقة متزايدة بنفسه.

وأمس نشر موقع "AVIATIONIST" نبأ يعتبر مقلقاً جداً من وجهة نظر صهيونية ، وهو أن الروس أرسلوا إلى سوريا طائرة تجسس متقدمة من طراز "أليوشن 20".

 وحسب الموقع فإن هدف هذه الطائرة توفير معلومات استخباراتية عن تحركات قوات تنظيم "داعش" في مناطق القتال، لكن النشاط الألكترومغناطيسي للطائرة ينطوي على عواقب مباشرة على دولة الاحتلال, وما زاد الطين بلة أن الموقع نشر أيضا أن روسيا أرسلت 6 طائرات سوخوي أخرى زيادة عن السرب الروسي الموجود.

وترى مصادر عسكرية صهيونية، وفق وسائل الإعلام الصهيونية ، أن تعزيز التواجد الروسي في سوريا زاد الثقة بالنفس في صفوف أنصار الرئيس السوري بشار الأسد، الذين يحاولون في عدة أماكن استعادة مواقع كانوا خسروها.

وأوضحت هذه الجهات الصهيونية أن تل أبيب ليست معنية بالتصعيد، رغم استخدامها صواريخ "تموز" أمس الأول في قصف مرابض مدفعية سورية في القنيطرة بدعوى الرد على سقوط قذائف طائشة في الجانب المحتل من الجولان.

وتقول هذه الجهات إن الوضع في سوريا يتغير في كل يوم، وبسرعة يصعب متابعتها.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر أمنية صهيونية قولها إنه "لا ريب في أن دخول روسيا إلى سوريا زاد من ثقة الأسد"، ولذلك فإنها توضح أن دولة الاحتلال ترى ما يجري في مناطق تحت سيطرة الأسد، بما فيها تصرفات روسيا التي تعزز الأسد وجيشه لدرجة أنه في بعض المناطق بات "حزب الله" الداعم للجيش السوري يحزم حقائبه.

وتحدث المصدر الصهيوني عن القلق من تواصل التقارير في العالم عن نشر طائرات سوخوي، ونصب منظومات دفاع جوي ليست معروفة غاياتها، لأن أعداء الأسد لا يملكون طائرات تهدده.

ومع ذلك هناك في دولة الاحتلال من يعلق آمالاً على لجنة التنسيق بين الجيشين الصهيوني والروسي، والتي ستجتمع بعد أقل من عشرة أيام. ولكن ربما ليس بينهم وزير الحرب الارهابي موشي يعلون.

وأعلن يعلون، أمام المستوطنين في غلاف غزة أمس، "أننا لا ننسق نشاطاتنا في سوريا مع روسيا".

وقال "في الحدود الشمالية في الجانب الثاني في سوريا ليس هناك هدوء منذ أربع سنوات. ورغم ذلك فإننا ننجح في إبعاد هذا الخطر عن سكان هضبة الجولان وسكان الشمال".

وأضاف أن دولة الاحتلال سترد على كل إطلاق أو تسرب إطلاق من الحدود السورية، كما فعلت قبل يومين وذلك رغم القلق الذي أعرب عنه الرئيس الروسي بشأن غارة سلاح الجو الصهيوني على مواقع للجيش السوري.

وأضاف يعلون "هناك تطورات أخرى في سوريا، مثل الدعم الروسي والتواجد الإيراني، لكننا أيضا هنا أوضحنا للروس – في هذه الحالة أثناء اللقاء بين رئيس الحكومة وبوتين - أنه لا نية لدينا للتنازل عن قدرتنا في الدفاع عن مصالحنا, وأنه أقترح عليهم ألا يختبرونا, وسوف نواصل الدفاع والرد على انتهاك خطوطنا الحمراء".

وشدد يعلون على أن تل أبيب لا تنسق مع موسكو نشاطاتها في سوريا، وأنها لن تكف عن الدفاع عن مصالحها الأمنية. وقال "نحن لا ننسق نشاطاتنا مع روسيا.

وكما قلت فإن رئيس الحكومة أبلغ بوتين أننا لن نتدخل في من سيسيطر على سوريا، لكن توجد لنا مصالح، وأنها عندما تتعرض للخطر فإننا نعمل, وهاكم البرهان, في فترة الأعياد عملنا وسنواصل العمل ضد كل من يحاول المساس بمصالحنا, ومن سيحاول نقل وسائل قتالية متطورة لمنظمات إرهابية – وتحديدا لحزب الله - فسوف نضربه".

وكان المعلق الأمني لصحيفة "معاريف" يوسي ميلمان كتب أن قذائف طائشة، جراء القتال بين الجيش السوري والمسلحين، كانت تسقط في الجولان، ولم تكن إسرائيل ترد عليها.

وأشار إلى أن العسكريين كانوا يقولون في الماضي أن ليس هناك رد تلقائي على كل قذيفة، وأن هناك اعتبارات أخرى, لكن هذه المرة بمشاورات بين الارهابيين نتنياهو ويعلون ورئيس الأركان وقائد الجبهة الشمالية تقرر الرد وفق سياسة لخصها يعلون بقوله: "نحن نرى في النظام السوري وجيشه الجهة المسؤولة عما يجري في مناطقهم".

وأوضح أن "قرار الرد هذه المرة يشهد أيضاً على الرغبة في إيصال رسالة في الواقع الجديد المتشكل في سوريا, والرسالة كانت موجهة أيضا لروسيا، التي تواصل تعزيز تدخلها في سوريا, وهي رسالة تقول أنه طالما ليست هناك اتفاقات وتفاهمات بين دولة الاحتلال والكرملين – كما طالب رئيس الحكومة الارهابي نتنياهو في لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي - ستواصل دولة الاحتلال العمل وفق مصالحها.