Menu

خبراء مقدسيون : الأقصى في لحظاته الأخيرة والعدوان أصبح علنيا

قاوم - القدس المحتلة  – لم يعد استهداف المسجد الأقصى يقتصر على الاقتحامات اليومية ومحاولة أداء طقوس دينية داخله، بل تعددت أشكال وطرق تهويده، لتحقيق الهدف اليهودي المتمثل في إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد، وهو "حلم" يقترب إلى "الحقيقة" شيئاً فشيئاً بفعل الجماعات اليهودية المتطرفة المدعومة بالكامل من حكومة اليميني المتطرف الارهابي بنيامين نتنياهو.

الاقتحامات التي تدعو لها المنظمات اليهودية يشارك فيها ويقودها عدد لا بأس به من قادة الاحتلال، ونواب الكنيست الصهيوني، والتي كان آخرها مشاركة وزير الزراعة اليهودي أورى أرئيل، أدت إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين المعتكفين و المصلين في المسجد الأقصى المبارك و بين قوات الاحتلال و الشرطة الصهيونية الخاصة التي اقتحمت الأقصى واعتدت على المرابطين بإطلاق قنابل الغاز والصوت وغاز الفلفل تجاههم.

دولة الاحتلال بدأت تقترب من هدفها الرامي إلى تحويل المسجد الأقصى من الطابع الإسلامي إلى الطابع اليهودي، فقد بدت فعلياً بالتقسيم الزماني الذي فرضته على أرض الواقع من خلال تحديد ساعات لصلوات اليهود، كما الحرم الإبراهيمي الشريف، والآن عينها على التقسيم المكاني لتحويل مسرى الرسول إلى "هيكل سليمان".

بدأ الاقتراب

حنا عيسى، الأمين العام للهيئة "الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" أكد أن الاحتلال الصهيوني قد بدأ فعلياً بالاقتراب من السيطرة على المسجد الأقصى بالكامل، مشيراً إلى أن هناك مدينة تحت المسجد الأقصى ستكون جاهزة خلال عام 2020.

وقال عيسى : بشكل يومي يقوم الاحتلال بعمل حفريات تحت الأقصى وصلت لأكثر من ثمانية أمتار، لإقامة مدينة جاهزة سنة 2020 تستقبل 6 ملايين شخص، هذا بالإضافة إلى وجود 104 كنائس حول الأقصى، والعديد من البنايات اليهودية المحيطة بالمسجد".

وأشار إلى أن الإجراءات التهويدية التي تقوم بها سلطات الاحتلال بالمدينة المقدسة والمسجد الأقصى؛ هدفها إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى، وطمس الهوية العربية الإسلامية لهذا المكان واستبداله بالطابع اليهودي".

وتحاول دولة الاحتلال بين الفينة والأخرى إصدار قوانين جديدة ضد المصلين والمرابطين داخل المسجد الأقصى المبارك، للوصول إلى مبتغاها الذي يتمثل في السيطرة عليه وإفراغ المصلين المسلمين وتمكين المستوطنين منه.

واعتدت قوات الاحتلال صباح أمس الأحد، بشكل عنيف على المعتكفين في المصلى القبلي وحاولت إخراجهم بالقوة، وأطلقت قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي من خلال النوافذ داخله مما أدى إلى اشتعال النار في أجزاء منه.

أهداف علنية

من جهته، يرى الخبير في شؤون القدس، د. جمال عمرو أن أهداف الاحتلال في الأقصى باتت علنية" وذلك من خلال تصريحات القادة السياسيين الواضحة للانقضاض على المسجد الأقصى".

وأكد عمرو في حديث صحفي أن الاحتلال قطع شوطا طويلا للوصول إلى المسجد الأقصى، مضيفاً: أراد الاحتلال أن يكون لهم مكانة خاصة بالأقصى، بالتقسيم المكاني والزماني، ووضع استراتيجية لهذا الغرض، وسار عليها ووصل إلى ما وصل إليه الآن".

ونوه إلى أن دولة الاحتلال حققت إنجازات كبيرة في هذا السياق من ضمنها التقسيم الزماني، "الوقت الأكثر لليهود كما جرى في الحرم الإبراهيمي الشريف، والوقت الأقل للمسلمين"، مبيّناً أن التقسيم المكاني ما هو إلا تحصيل حاصل وما هو إلا مسألة وقت.

وأضاف: نؤكد أن الوقت يسير في مصلحة الاحتلال طالما أن الأمة منقسمة على نفسها، والشعب الفلسطيني منقسم أيضاً"، لافتاً إلى أن الأقصى في تلك الفترة يشهد أسوأ الحالات منذ الاحتلال عام 1967 حتى يومنا هذا.

وكان وزير الأمن الداخلي الصهيوني جلعاد أردان، قام بتقديم طلب لوزير الجيش الصهيوني الارهابي موشيه يعالون، باعتبار الجمعيات الفلسطينية الناشطة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والمرابطة فيه "جمعيات خارجة على القانون ومحرضة على العنف"، بحسب تعبيره.

وفي سابقة خطيرة، منعت شرطة الاحتلال موظفي و حراس الأقصى من الدخول إلى المسجد، و طردت كل من تواجد بداخله، و اعتدت على الشيخ عمر الكسواني مدير الأوقاف في الأقصى.

وتقوم سلطات الاحتلال بإبعاد عدد من الرجال والشباب والسيدات المرابطات والأطفال والحراس عن الأقصى لفترات متفاوتة وبشكل شبه يومي، لاحتجاجهم على اقتحامات المستوطنين المتواصلة.