Menu

مبعدات عن الأقصى.. حنين لركعات سجود بباحاته في رمضان

قـــاوم - قسم المتابعة- تعمد سلطات الاحتلال، وكما هو الحال كل عام مع بداية شهر رمضان، إلى تشديد قيودها وتصعيد إجراءاتها العقابية بحق المرابطين في المسجد الأقصى، بإبعادهم عنه، في الوقت الذي تحرص فيه آلاف مؤلفة من الفلسطينيين على شد الرحال إلى المسجد من الضفة الغربية وقطاع غزة وشتى بقاع الأراضي المحتلة.

وتفرض سلطات الاحتلال غرامات مالية باهظة على المبعدين في حال قيامهم بمحاولة دخول المسجد الأقصى خلال فترة الإبعاد، كما أنها تقوم بإحالتهم إلى المحاكم بتهمة عصيان الأوامر ومحاولة إثارة الشغب.

 تقول الشابة المقدسية نهلة صيام: "لو كان شهراً عادياً لما كنت تعبتُ هكذا، حقاً أغبط كل من يدخل إلى الأقصى ويصلي التراويح، ويجوب المسجد ومصاطبه وأروقته ومصلياته، أغبط كل من يتصوّر في جنباته، أو يفطر في باحاته مع عائلته وأحبابه، أما أنا فلن أكلّ أو أملّ من تواجدي ورباطي قرب باب السلسلة، بإذن الله سأقاومهم بعبارة (الله أكبر)، فهي التي هزت عرش الطغاة، وحقاً الله أكبر على كل من بغى وتجبّر في المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة"، كما قالت.

وأضافت المرابطة المقدسية التي جرى اعتقالها نهاية آذار (مارس) الماضي وتقرّر إبعادها عن الأقصى لـ 3 أشهر: "كيف لي أن أسكت وأنا أرى حرمة المسجد تدنّس كل يوم وفي الشهر الفضيل من قبل مستوطنين متطرفين، وأنا بأمر احتلال ظالم، لا يمكنني الوصول إليه والصلاة فيه، لكنها أيام وبإذن الله سنعود إلى أقصانا الحبيب، ولن يثنينا عن الدفاع عنه أي بشر حتى لو كان المحتل بذاته".

ذكريات ما قبل الإبعاد

 ولم تقتصر أوامر الإبعاد عن المسجد الأقصى المرابطات المقدسيات فقط، وإنما اتسع نطاقها لتطال مرابطات من داخل الخط الأخضر، من بينهن آيات وسمية طه من قرية كابول (تقع في منطقة الجليل الغربي على بعد 15 كيلومتراً جنوب شرق مدينة عكا) داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حيث منعهما الاحتلال من الرباط أو حتى التواجد داخل المسجد الأقصى لمدة أسبوعين.

 آيات، اعتادت على مدار الأعوام الماضية أن تخرج كل يوم جمعة في رمضان من قريتها في الساعة السادسة صباحاً، لتستغرق رحلتها إلى القدس ثلاث ساعات، تملؤها بالأذكار والتسابيح، وما إن تصل المدينة المحتلة حتى تجوب أسواقها المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك.

تقول آيات: "على الرغم من الألم الذي عشته في فترة إبعادي الأول والأطول (45 يوماً) إلا أن الأيام الـ15 الأخيرة هي الأصعب، فلم أستقبل الشهر الفضيل ككل عام، خاصة وأن هذه المرة الأولى التي أمنع فيها من دخول الأقصى في شهر رمضان بسبب الاحتلال".

وأضافت المرابطة الفلسطينية: "يؤلمني خبر اقتحامات المستوطنين في مكان لا يحق لهم التواجد فيه، فالمسجد الأقصى للمسلمين فقط، وفي المقابل أُمنع أنا وأخواتي المرابطات وإخواني المرابطين من الوصول إلى عتبة أحد أبواب المسجد، وهم يتجولون كما يحلو لهم بحماية شرطة الاحتلال"، على حد قولها.

وتروي آيات تفاصيل أيامها التي اعتادت قضاءها في رحاب الأقصى، قائلة: "في أيام الشهر الفضيل أصلي ثم أقرأ وِردي اليومي المكثف، ثم أجتمع مع صديقاتي في باحات المسجد ونبدأ بقراءة الورد الجماعي، ثم الدروس الدينية، فالتسابيح، وأذكار المساء، إلى أن يحين موعد الإفطار".

وتضيف بالقول: "لهذا الوقت حكاية أخرى، حيث صوت مدفع رمضان في القدس الذي يعدّ إصراراً على الصمود في وجه آلة التهويد، وموائد الرحمن الممتدة في باحات المسجد الأقصى التي لا تفرق بين غني وفقير أو صغير وكبير، فتجد الشيخ والمسن والشاب والطفل يجتمعون على مائدة واحدة، وأيّ مائدة، إنها مائدة في المسجد الأقصى، بعد ذلك نؤدي صلاة المغرب والتراويح ونغادر المدينة على أمل اللقاء بها في يوم جديد".

وتصرّ هؤلاء الشابات الفلسطينيات على حقهن في العودة إلى رحاب الأقصى فور انتهاء فترات الإبعاد، مؤكدات على عزمهن الرباط في المسجد والتصدّي لاقتحامات المستوطنين بـ "الله أكبر".