Menu
الزي البرتقالي.. جولة جديدة في الحرب بين السجان والأسير

الزي البرتقالي.. جولة جديدة في الحرب بين السجان والأسير

قــاوم- قسم المتابعة: مع بدء إدارة السجون فرض الزي البرتقالي على الأسرى بالقوة والإكراه.. هل يتحرَّك الخارج دعمًا ومناصرةً لهم، خاصةً الضفة الغربية التي تعاني من تغييبٍ مبرمجٍ قسرًا وقهرًا لكل ما هو مقاوم؟   فقد بات من المعلوم أنه منذ اللحظة الأولى لاعتقال الأسير الفلسطيني تحاول إدارة السجون إفراغه من محتواه النضالي والجهادي، وقتل النفس المقاوم فيه باستخدام أساليبَ وطرقٍ عديدةٍ تختلف من فترةٍ زمنيةٍ لأخرى حسب الزمان ومكان السجن الذي يقبع فيه الأسير، في مخالفةٍ واضحةٍ لكل القوانين الدولية وحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف؛ حيث إن من هذه الأساليب الزي البرتقالي، والذي له مخاطر عديدة، وبدأت معركته بعد أن شرع الاحتلال في إجبار 20 أسيرًا على ارتدائه الخميس 23-4-2009م. ما الزي البرتقالي؟ محاولة إدارة السجون الاحتلالية فرض الزي البرتقالي على الأسرى لارتدائه ليست بالجديدة، وجرت باستخدام طرقٍ شتى؛ حيث اتخذت إدارة السجون في الآونة الأخيرة قرارًا بتبديل ملابس الأسرى من اللون البني الذي ساد واعتُمد منذ مطلع سنوات التسعينيات إلى اللون البرتقالي الصارخ؛ مما يؤثر سلبًا عليهم ويلزمهم بالزي الجديد أثناء ترحيلهم من السجن إلى أي مكان خارجه، سواء المستشفى أو المحكمة أو غيرهما، وكذلك أثناء زيارات الأهالي أو المحامين.   الأسير ناصر محمد ناجي (أبو حميد) من رام الله وممثل سجن ’عسقلان’ قال إن الإدارة حاولت إجبار الأسرى على ارتداء الزي الجديد، ’فقالت لنا إن الزي سيُفرض علينا إن شئتم أو أبيتم... و ما هي إلا أيام معدودة حتى يتم فرضه عليكم’.   والزي البرتقالي عبارةٌ عن قطعتين باللون البرتقالي يُجبَر الأسير على ارتدائهما في السجن وخلال التنقل خارجه، ويبقى مرافقًا له طيلة فترة أسْره، والتي قد تطول أو تقصر، حسب مدة الاعتقال. مساومة الأطفال وقد أكدت مؤسسة ’مانديلا’ أن الأسرى الأشبال في سجن ’تلموند’ يعانون من نقصٍ في الكثير من احتياجاتهم التي ترفض الإدارة توفيرها كجزءٍ من سياسة الضغط التي تمارسها بحقهم لفرض الزي البرتقالي الذين أعلنوا رفضهم إياه.   وأفادت أن السجَّانين حاولوا إرغامهم على ارتداء الزي البرتقالي للسماح لهم بمواصلة التعليم في السجن، والتي منعوا منها بسبب رفضهم ارتداء الزي، وأن الإدارة تمارس ضغوطًا مكثفةً على القاصرين لإرغامهم على ارتدائه، وقامت بعزل محمد العموري (من بيت لحم)، ومحمد العمار (من طولكرم) في قسم العزل منذ شهر.   وفي تقريرٍ لجمعية ’واعد’ التي تُعنَى بشؤون الأسرى، بيَّنت أن إدارة السجون استخدمت الكلاب للتنكيل بطفلين أسيرين؛ حيث أدخلت سلطات الاحتلال في سجن ’هشارون- قسم الأشبال’ ثلاثة كلاب بوليسية على الشبلين الأسيرين موسى أحمد موسى ووائل الخطيب؛ بهدف إرغامهما على ارتداء الزي البرتقالي، والذي يشبه لباس معتقلي غوانتانامو، وهذا يشير إلى مدى خطورة ما تصمم عليه إدارة السجون. لماذا يرفض الأسرى الزي البرتقالي؟ وعن رفض الأسرى الزي البرتقالي، بيَّن عددٌ من الأسرى المحرَّرين والمؤسسات التي تُعنَى بشؤون الأسرى، أن إدارة السجون تحاول ربط المقاومة الفلسطينية الباسلة بـ’الإرهاب الدولي’ وإلباسها نفس طابع المحتجزين في معسكرات غوانتنامو، والمساواة بين الجنائيين و’المخربين الإرهابيين’ حسب وصف الاحتلال؛ حيث إن الجنائيين يرتدون الزي البرتقالي، وكذلك كان لون الأعلام التي رُفعت من قِبل المغتصبين فترة الانسحاب من قطاع غزة قبل أعوام برتقاليةً.   وقالت المحامية شيرين عيساوي نقلاً عن الأسرى إن اللون البرتقالي الصارخ له آثارٌ نفسيةٌ سيئةٌ على الأسير؛ حيث إنه في الأماكن الضيقة والمزدحمة بالأسرى يُحدث اضطرابًا وتناقضًا صارخًا في نفوس الأسرى.   وأضافت أن ’الدلالة الأكثر خطورةً لفرض هذا اللون هو ارتباطه بأحكام الإعدام؛ حيث اشتُهر في العالم إلباس الأسرى المحكوم عليهم بالإعدام بدلات برتقالية اللون، مشيرةً إلى أنه تزداد خطورة هذا القرار حين يرتبط اللون بتلك الصورة التي انتشرت في العالم لمعتقل غوانتنامو سيئ الذكر وما يتم فيه من ممارساتٍ تتعارض مع حقوق الإنسان ومواثيق ’جنيف’ والقانون الدولي، موضحةً أنه لا شك في أن فرض هذا اللون الصارخ خطورةٌ من هذا الوجه؛ حيث إن ذلك إن نجح سينعكس على الكثير من الحقوق التي يتمتع بها الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال وعلى طريقة التعامل معهم.   وأكدت أن فرض هذا الزى من قِبل إدارة السجون يدعو إلى العجب، خاص مع العلم أنه يذكر بتلك النجمات والعلامات الصفراء والبرتقالية التي ’كانت توضع على ملابس الأسرى اليهود في معسكرات الإبادة النازية، وهي تحمل نفس الإشارة إلى أن من يلبس هذا اللون مصيره الإبادة والحرق، وهي نفس التصريحات المشهورة على السنة القادة والوزراء؛ الأمر الذي يوجب على كل شعبنا وأمتنا وأحرار العالم أن يهبُّوا هبة رجل واحد لوقف هذا البرنامج الخطير ووضع حدٍّ لكل سياسات القهر والتعذيب واختراق القانون الدولي والضرب بعرض الحائط مواثيق ’جنيف’’، على حد قولها. رفض الفرض وبيَّن الأسرى في ’عسقلان’ خطةً لمواجهة محاولات إدارة السجون فرض الزي البرتقالي، وبيَّنوا أنهم لديهم إصرارٌ على رفض الزي في حال الخروج للمحكمة والتمسك بالزي المدني، وفي حال أجبروا على ارتداء الزي البرتقالي سوف يتخذون إجراءً بعدم دخول المحكمة، وهو ما حصل الخميس 23-4-2009م.   وأضافوا أنه إذا تم الاعتداء على الأسير بالضرب لإجباره على ارتداء اللباس فسوف يقوم الأسرى بتوكيل محامين لتقديم اعتراضات إلى المحكمة، ودعوة كافة المحامين إلى وقف الترافع أمام المحاكم، وأكد الأسرى أنهم قاموا برفع قضية على موضوع اللباس، وأن هناك اتفاقًا بين أسرى كل السجون على ذلك.   وفي ضحى يوم الخميس 23-4-2009م شرعت قوات الاحتلال في محاولة فرض الزي البرتقالي؛ حيث أفاد ’فارس أبو حسن’ محامي ’مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان’ أن أكثر من 50 جنديًّا من وحدة ’النحشون’ الصهيونية اعتدت بالضرب على عددٍ من الأسرى أثناء نقلهم بباص ’البوسطا’ من سجن ’عسقلان’ إلى المحكمة.   وأشار أبو الحسن إلى أن جنود الوحدة الصهيونية قاموا برش الأسرى بالغاز المسيل للدموع وهو مقيدون في الباص، ثم انهالوا عليهم بالضرب بالعصي؛ ما أدى إلى إصابة 20 أسيرًا برضوضٍ وكسورٍ مختلفةٍ.   وذكر أبو الحسن أن من بين المعتقلين الذين أصيبوا الأسير حمزة خلف صالح (من بيت لحم)؛ حيث أصيب في وجهه ويديه، والأسير ماهر أبو فنونة (من الخليل)، والذي أصيب في رأسه ووجهه ويديه، والأسير محمد أحمد صلاح (من بيت لحم)؛ حيث أصيب في كسرٍ في أنفه وإصابة في الفخذ.   وقد برَّرت مصلحة السجون الصهيونية هذا الاعتداء برفض الأسرى ارتداء الزي البرتقالي أثناء مثولهم أمام القاضي في المحكمة.   وبعد هذا الاعتداء أجبر جنود ’النحشون’ الأسرى على ارتداء الزي البرتقالي رغمًا عنهم، ثم اقتادوهم إلى قاعة المحكمة.   هذا، وقد أدان المحامي فارس أبو الحسن هذا الاعتداء، واصفًا إياه بـ’العمل الوحشي’، كما طالب أبو الحسن جميع المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر بالتدخل وتوحيد الجهود لمنع فرض الزي البرتقالي على الأسرى، كما حذر أبو الحسن من يكون هذه الاعتداء هو الأول من أجل إرهاب الأسرى وتخويفهم لفرض هذا الزي البرتقالي.