Menu

أبومحمد الحوت:نؤكد إنحيازنا الكامل للإنسان الفلسطيني ويجب حل كافة قضايا المواطنين

 · الإغتيالات شكلت وقوداً لمسيرة لجان المقاومة وساهمت في تعزيز وجودها فالمقاومة مشروع شهادة

  • نؤكد بأن حدود المعركة مع العدو الصهيوني هي أرض فلسطين بكل جغرافيتها
  • نؤمن بأن نجاح المصالحة الوطنية يكمن في أن تكون فلسطين عنوان الجميع
  • لجان المقاومة تؤكد انحيازها الكامل للإنسان الفلسطيني وعلى أصحاب القرار العمل وبشكل جدي على حل كافة قضايا المواطنين

قـــاوم / صوت المقاومة / محمد حلمي/ أجرت صحيفة صوت المقاومة لقاء مطول مع الأستاذ حيدر الحوت " أبومحمد " عضو القيادة المركزية للجان المقاومة في فلسطين أكد خلاله على منطلقات لجان المقاومة ومحدداتها السياسية ورؤيتها لكافة القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية وكان اللقاء على النحو التالي ..

-   كيف ترى  لجان المقاومة بعد مسيرة طويلة من الجهاد والتضحية ؟

بداية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. حقيقة إن لجان المقاومة وبعد مرور 15 عاما على تأسيسها تمكنت من إضافة نوعية لملحمة المقاومة الفلسطينية , هذه المقاومة التي تقف ندا أمام عدو يتمتع بإمكانيات هائلة على كافة المستويات العسكرية منها والاقتصادية وحتى الدعم السياسي من قبل الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوربية والعالمية , ورغم ذلك فإن كل ذلك لم يكن سببا في تراجع المقاومة الفلسطينية بل كان حافزا وتحديا استطاعت من خلاله التصدي للعدو الصهيوني وإجباره على الانكسار أمامها في مواقع عديدة ... وفيما يتعلق بلجان المقاومة فإنها ومنذ انطلاقتها في العام 2000 بالتزامن مع انتفاضة الأقصى شكلت حالة جهادية تنطلق من عقيدة إسلامية وتتبنى فكرة لا تحيد عنها وهي ضرورة التعامل مع العدو الصهيوني بمنطلق القوة والبندقية , هذا المنطلق هو الوحيد الجدير بشعب يقع تحت وطأة احتلال او اقتلاع عنصري مجرم لا يقيم وزنا لأي شرائع سواء السماوية أو حتى الوضعية , إن لجان المقاومة استطاعت ان تعيش حالة التطور  في الأداء والتقدم خطوات واسعة في الفكر العسكري بعمليات نوعية , وهذا الفكر العسكري انتقل من مرحلة رد الفعل إلى مرحلة المبادرة بالفعل انطلاقا من المقاومة هي فعل يومي مشروع يجب استمراريته  لكي يفهم العدو أن وجوده على هذه الأرض غير مشروع ويتنافى مع كافة الشرائع السماوية والوضعية , إن الرؤية السياسية للجان المقاومة تتطور بما يتناسب وطبيعة كل مرحلة , مع التأكيد على أن هذه المنطلقات في تطورها لا تعني التنازل عن الثوابت الفلسطينية .

- هل نجح الكيان الصهيوني في إضعاف لجان المقاومة بعد حرب الاغتيالات التي شنها على الأمناء العامين للجان المقاومة والقيادات العسكرية لألوية الناصر صلاح الدين ؟ .

 

بالتأكيد فإن الكيان الصهيوني فشل في النيل من لجان المقاومة بعمليات الاغتيالات الجبانة والتي طالت الامناء العامين وعلى رأسهم أبو عطايا وأبو عوض وأبو يوسف وأبو إبراهيم وأبو الصاعد وغيرهم – رحمهم الله جميعا وتقبلهم شهداء – هذه الاغتيالات شكلت وقودا لمسيرة لجان المقاومة , وساهمت في تعزيز وجودها , فلجان المقاومة هي في أساسها مشروع شهادة , ولكن هذا لا يعني أن دمائنا مستباحة ولكنه يعني في المقام الأول أن لجان المقاومة تدرك تماماً طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وتعي أن المعركة معه هي معركة الحياة بعزة وكرامة أو الموت والدماء تكلل جبيننا .

-   ما هي الاستراتيجية العامة التي تنتهجها لجان المقاومة في حربها مع الكيان الصهيوني ؟ .

تنطلق لجان المقاومة من إستراتيجية ثابتة بأن فلسطين أرض وقف إسلامي من نهرها إلى بحرها , وأن الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة , وأن تحرير هذه الأرض واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة , وهذا الواجب مقدم وله الأولوية , أما فيما يتعلق بالحرب مع الكيان الصهيوني , فإن لجان المقاومة ترى أن هذه الحرب تتخذ أشكالا متنوعة سواء العسكري أو السياسي أو الاقتصادي بمعنى أخر هي حرب وجود بكل مكوناتها , ومن هنا فإن لجان المقاومة تنتهج فكرة تركيز كافة الجهود والإمكانيات في هذه الحرب , مع القول بأن البندقية لها الأولوية عن كل الأدوات الأخرى , وأن  حدود المعركة هي أرض فلسطين بكل جغرافيتها , وانه لا حاجة لاستنزاف الجهد والإمكانيات في معارك جانبية خارج الحدود الفلسطينية , هذه المعارك التي لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني .

-   كيف تنظر إلى مستقبل المقاومة الفلسطينية في ظل تطورات الوضع سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة؟

المقاومة هي قدر الشعب الفلسطيني وهي خيار لا مجال للمفاضلة معه , وفي ظل العقلية الصهيونية المتأصلة بالتطرف والفكر الإرهابي والدليل على ذلك الانتخابات الصهيونية الأخيرة والتي أظهرت مدى ذلك , فإنه من المنطقي أن يواجه ذلك بالمقاومة , أما فيما يتعلق بتطورات الوضع في الضفة وغزة فإن يضع مهمة جديدة أمام المقاومة تتمثل في إنهاء كافة المعوقات والتفرغ للمعركة مع العدو الصهيوني , والقفز على أي خلافات لا طائل منها سوى منح العدو الصهيوني المزيد من الوقت لسرقة واغتصاب الأراضي الفلسطينية وتهويد الأماكن المقدسة.

-  في الشأن الداخلي الفلسطيني .. كيف ترى المصالحة الوطنية وما هي سبل إنجاحها من وجهة نظركم ؟

إن المصالحة الوطنية هي استحقاق أصيل للشعب الفلسطيني هذا الشعب دفع فاتورة باهظة من دماء ومعاناة وحصار وصبر وتحمل ومس بكافة تفاصيله الحياتية , و الإنسان الفلسطيني يستحق الكثير فلا أقل من إعادة شيء من الطمأنينة , وفتح أبواب الأمل في وجهه , إن المصالحة الوطنية باتت ضرورة ملحة لا مجال لتأجيلها أو التلاعب فيها , وفي اعتقادنا إن نجاح المصالحة الوطنية يكمن في أن تكون فلسطين عنوان الجميع , والتخلي عن المصلحة الحزبية وقبل كل ذلك إعادة الاعتبار للإنسان الفلسطيني ووضعه على رأس الاولويات من خلال مشروع وطني يضمن التفاف الكل حوله والانطلاق من خلاله نحو المعركة المركزية مع العدو الصهيوني .

-  كيف تتعامل لجان المقاومة مع هموم الناس اليومية والمشاكل الحياتية التي تتفاقم يوم بعد يوم ؟

كما قولنا سابقا يجب ان يكون الانسان الفلسطيني على رأس الأولوية لكافة الفصائل والتنظيمات والحكومة فهذا الانسان يواجه معاناة متفاقمة في كل شؤون حياته من كهرباء وبطالة وإغلاق معابر وتدني مستويات المعيشة وخلافه , ومن هنا فإن لجان المقاومة تؤكد على أن كافة الشرائع السماوية نزلت لحفظ حياة وتكريم الانسان وعلى الجميع في مراكز صنع القرار الفلسطيني العمل وبشكل جدي على حل كافة هذه القضايا والتصدي لكل من يساهم في خلقها , ولجان المقاومة تؤكد انحيازها الكامل للإنسان الفلسطيني وانه في حال عدم التعامل بجدية مع كافة القضايا الملحة فإنها لن تتوانى عن اتخاذ ما تراه مناسبا للتخفيف من هموم الناس اليومية .

تطرح في الآونة الأخيرة أخبار عن هدنة طويلة المدى مع العدو الصهيوني بوساطة أوروبية .. ما هو موقفكم اتجاهها ؟.

نحن في لجان المقاومة لم نتلقى أي رسائل رسمية بخصوص هذا الموضوع وما نسمعه من أخبار حوله في وسائل الاعلام المختلفة غير كافي لصياغة موقف رسمي ولكن في كافة الأحوال نحن في لجان المقاومة دائماً وأبدا مع الاجماع الوطني ومع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني , وفي حال عرض علينا الموضوع بشكل رسمي سيتم دراسته بشكل مستفيض والخروج بموقف يتوافق مع المصلحة الوطنية العليا .

-  علاقة لجان المقاومة بمختلف الفصائل والتنظيمات على الساحة الفلسطينية .. كيف تقيمونها ؟ .

نحن وبفضل الله نتمتع بعلاقات طيبة مع كافة التنظيمات الفلسطينية وتاريخنا يشهد على ذلك من خلال العديد من العمليات النوعية المشتركة مع معظم التنظيمات ولكننا نطمح وفي ظل الواقع الفلسطيني والعربي والإقليمي لتطوير هذه العلاقات بما يخدم القضية الفلسطينية ويعزز الصمود في المعركة العدو الصهيوني , إضافة إلى تخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا المجاهد .

-  هل تتوقعون إقدام العدو الصهيوني على شن عدوان جديد على قطاع غزة؟

في اعتقادنا ان نتنياهو وبعد فوزه بالانتخابات الصهيونية الأخيرة سيقوم بإجراء ألف حساب وحساب قبل اقدامه على عدوان جديد على غزة , فحربه الأخيرة على غزة وانتصار المقاومة كاد أن يطيح به في هذه الانتخابات ولكن يظل احتمال ارتكابه لحماقات جديدة وارد , ولجان المقاومة دائما وأبداً على اتم الاستعداد لمواجهة أي حماقة صهيونية .

-  أخيراً .. كيف تنظر لجان المقاومة للمستجدات الخارجية العربية والإقليمية .. وهل يؤثر ذلك على وضع القضية الفلسطينية .. وكيف تتعامل اللجان مع هذه المستجدات ؟ 

 تمر المنطقة العربية والإقليمية بحالة من التغير وإعادة التشكيل في الخارطة السياسية ونشوء تحالفات وإنتهاء أخرى وبالتأكيد فإن فلسطين وقضيتها ليست بمعزل عن ذلك بل هي على العكس تتأثر أكثر من غيرها بهذه التغيرات , ومن هنا فإن لجان المقاومة تعتبر أن هذه المرحلة هي الأخطر على القضية الفلسطينية في ظل انشغال العمق العربي والإسلامي بقضاياه الداخلية ومواجهة محاولات التفكيك والتجزئة وهذا الوضع سيمنح الفرصة للعقلية الإجرامية كعقلية نتنياهو لاستغلال ذلك وتمرير كافة مخططاته والمس بالوجود الفلسطيني مما يعني ضرورة الانتباه والحرص والتوحد فلسطينيا للتصدي لكافة المحاولات الصهيونية الرامية إلى إسدال الستار على القضية الفلسطينية وفرض الرؤية الصهيونية .