Menu

الانتخابات الصهيونية..نتائج وسيناريوهات تكشف عن تطرف الاحتلال

قـــاوم - قسم المتابعة- حققت نتائج الانتخابات الصهيونية مفاجآت كبيرة بعد ساعات قليلة من الإعلان عن النتائج الأولية لها، رغم الإجماع على أن الشارع الصهيوني في غالبيته يميل إلى اليمين الصهيوني حيث كشفت نتائج الانتخابات وجه الكيان المتطرف.

وجاءت نتائج الانتخابات الصهيونية الـ20 مخالفة لمجمل استطلاعات الرأي التي جرت مؤخرًا، حيث أظهرت فوز المعسكر اليميني بحصوله على 68 مقعدًا، مقابل 39 للوسط واليسار، والقائمة العربية الموحدة على 13 مقعدًا.

مفاجآت غير متوقعة

ورغم السمعة السيئة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي عرف بالكذب طوال توليه منصب رئيس الحكومة، إلّا أن الناخب الصهيوني أدلى له بكثافة بأصواته ليتصدر مرة أخرى قائمة المرشحين لرئاسة حكومة صهيونية جديدة.

حيث كانت هذه المفاجأة الأولى لنتائج الانتخابات كما يراها الخبير في الشؤون الصهيونية فتحي بوزية الذي عدّ أنه لأول مرة في التاريخ "تفشل استطلاعات الرأي بتقدير قوة الأحزاب الكبيرة حيث أعطت مجمل استطلاعات الرأي حزب الليكود 21 مقعدا، حتى العينات التلفزيونية أعطت نتنياهو 27 مقعدًا بفارق مقعد واحد عن المعسكر الصهيوني، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى حصول نتنياهو على قرابة 30 مقعدًا، وهي نتيجة مفاجئة نوعا ما".

وقال بوزية في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إنه: "ليس خافيا على أحد أن نتنياهو كان مستهدفًا من عدة أطراف سمّاها، إلّا أنه نجح في التفوق في هذه الانتخابات رغم أنه كذاب في خطابه، وساعده في ذلك أنه شخص مفوّه أمام الجماهير".

وأضاف "إن المفاجأة الأكثر أهمية أيضاً تقدم القائمة العربية المشتركة إلى القوة الثالثة في هذه الانتخابات رغم الحملة الشرسة التي شنّها عليها اليمين الإسرائيلي؛ حيث استطاعت تحقيق مفاجأة بحصولها على 14 مقعدا رغم توقع استطلاعات الرأي لهذه النتيجة".

وأوضح بوزية أن "نظام التمثيل النسبي في قانون الانتخابات الصهيونية أعطى كافة الأحزاب الصهيونية والأقليات حجمها في المشاركة في العملية السياسية".

الحكومة القادمة وسيناريوهات تشكيلها

ورغم إعلان نتنياهو أنه ينوي الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة خلال ثلاثة أسابيع استبعد بوزية صدق هذا الاعلان، قائلا "ما يزال هناك عقبات كأْداء أمام نتنياهو في تشكيل الحكومة الصهيونية القادمة، ولا بد له أن يستقطب أحزاب الوسط الصهيوني، ومن غير المعقول استقطاب يئير لبيد الذي طرده من الحكومة السابقة".

وأضاف بوزية "السناريوهات المتوقعة والممكنة لتشكيل الحكومة الصهيونية صعبة، حيث إن أول هذه السيناريوهات يواجه صعوبة كبيرة وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية أو قومية مع كافة الأحزاب الصهيونية، وهذا الخيار مستبعد وصعب المنال رغم أنه من الممكن أن يحدث".

أما السيناريو الثاني برأي بوزية هو "تشكيل حكومة ضيقة من اليمين الديني والمتطرف في حال انضم لهذه الحكومة موشيه كحلون رئيس حزب "كلنا"، ولكن هذه الحكومة لن تصمد كثيرا لأن أيًّا من الأحزاب اليمينية المتطرفة الذي له 5 مقاعد في الكنيست يستطيع أن يسقط هذه الحكومة".

والسيناريو الأخير أيضا قد يكون مستبعدا كما يرى بوزية إلّا أنه ممكن وهو "فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، وبالتالي يكلف رئيس الدولة المعسكر الصهيوني بقيادة هيرتسوغ بتشكيل الحكومة، وتكون الأحزاب العربية قوة مانعة لها من الخارج، وقد ينضم إليها بعض الأحزاب اليهودية المتدينة الاجتماعية مثل "يهودود هتوراة" بالإضافة إلى شاس".

ونوه بوزية إلى أنه "يجب أن لا نغفل قضية مهمة هي أن هناك محرمات في التحالفات؛ إذ إن ميرتس مثلا ترفض الدخول في حكومة مع شاس، ولبيد كذلك يرفض، لذلك الموضوع شائك جدا، ولا يمكن حل هذه القضية إلّا من خلال تعديل قانون الانتخابات الصهيونية في المراحل القادمة".

وحول القائمة العربية المشتركة وسيناريوهات تأثيرها على السياسة الصهيونية؛ قال بوزية "باستطاعة نواب القائمة العربية المشتركة أن يكونوا لوبي ضاغطًا من أجل التأثير في القضايا الحياتية للفلسطينيين في الداخل، وأستبعد أن يكون له أثر على سياسات الحكومة الصهيوني القادمة".

وأضاف "إذا كان هناك حكومة وحدة وطنية فبالتالي سترأس القائمة المشتركة المعارضة داخل الكنيست، وبذلك يجب أن تبني على هذه النتيجة من أجل فضح ممارسات الحكومة الصهيونية".

انعكاسات على الواقع الفلسطيني

وأكد الخبير فتحي بوزية أن على قيادة السلطة أن تستثمر كذب نتنياهو خلال الدعاية الانتخابية التي أعلن فيها عن استمرار الاستيطان ومنع قيام دولة فلسطينية، وعلى هذا الأساس يجب أن تبني موقفها بفضح موقف نتنياهو والاستمرار في إجراءاتها التي بدأت بها ولا تتوقف بعد تشكيل الحكومة الصهيونية القادمة.

من جانبه يرى المحلل السياسي عبد الستار قاسم أنه "لا أمل في الحديث مع ما يسمى بالقيادة الفلسطينية للتحرك في وجه إفرازات هذه الانتخابات ولا جدوى من محاولة استفزازها، وعلى الشعب الفلسطيني التحرك من أجل قضيته والانتفاض في وجه التطرف الصهيوني".

وقال قاسم في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" "أتمنى على القيادة الفلسطينية والعرب أن يتعلموا درساً من هذه الانتخابات، التي أكدت أن المشكلة ليست في نتنياهو كما يدعي البعض، المشكلة أن الشعب الصهيوني لا يبحث عن سلام من خلال تصويته لنتنياهو الذي توعد بعدم إقامة دولة فلسطينية وإجهاض عملية السلام".

وتساءل قاسم "إذا كان الشعب في الكيان الصهيوني لا يبحث عن سلام، فعن ماذا تبحث القيادة الفلسطينية؟"، وقال مجيبا على تساؤلاته "إنها تبحث عن مبررات للاستسلام، وهذه الانتخابات لم تترك لهم مبررا".

وأوضح قاسم أن "الموقف الحقيقي للاحتلال من خلال الإجراءات العملية له على الأرض، وليس بحاجة لإعلان نتنياهو وغيره، ولا جدوى من الحديث عن استثمار مواقف نتنياهو ضد سياسات الحكومة الصهيونية من قبل الفلسطينيين والجدوى الحقيقية لمقاومة هذه السياسة على الأرض".

وأضاف "السياسة الصهيونية لن تتغير تجاه الفلسطينيين والعرب، والعبرة ليست بعدد المقاعد لهذا الحزب أو ذاك، ولكن العبرة أن سياسة إسرائيل قائمة على أساس احتلالي عنصري".

وحول موقف السلطة الفلسطينية من نتائج الانتخابات الصهيونية وأملها بعودة عملية السلام والمفاوضات بعد تشكيل الحكومة الصهيونية القادمة؛ قال قاسم "هذا رد سخيف يستهزئ بالشعب الفلسطيني، وهذا كلام غير مسؤول وانتهازي واستسلامي".