Menu

"الأورومتوسطي"يحذِّر الاحتلال من استخدام الكلاب البوليسية خلال اعتقال الأطفال

قاوم/حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من سياسة استخدام الكلاب البوليسية الصهيونية خلال عمليات اعتقال الأطفال والمدنيين الفلسطينيين التي يقوم بها جنود الجيش الصهيوني في الضفة الغربية، مشيراً إلى ما يتسبب به ذلك من إصابات وترويع بصورة وحشية وغير مقبولة، معتبراً ذلك "فعلاً مخالفاً للقانون الدولي وانتهاكاً للإنسانية".

وقال "الأورومتوسطي" في بيان صدر عنه اليوم الثلاثاء إنه تلقّى بالصدمة فيديو بثته بعض وسائل التواصل الاجتماعي الإثنين 2/3/2015 ويظهر فيه جنديان صهيونين من وحدة "عوكتس" المتخصصة بالتعامل مع الكلاب وهما يحرّضان كلبين بوليسيين على نهش جسد الطفل الفلسطيني "حمزة أبو هاشم" (16 سنة)، بدعوى قيامه بإلقاء الحجارة عليهم قرب مدينة "بيت أمّر" شمال الخليل.

وأكّد المرصد الحقوقي الدولي أنّ الطفل "أبو هاشم" كان يصرخ من الألم بشدة بعد أن عضه أحد الكلاب بطريقة متوحشة، وسُمع صوت أحد الجنود الصهاينة وهو يقول للطفل باللغة العبرية "من هو الجبان يا ابن الزنا"، ثم عاد الجندي وحرّض الكلبين على مهاجمة الطفل مرة أخرى، وأخذ أحد الكلبين يعض الطفل من ذراعه والآخر يحاول عضه من كتفه.

وبحسب المرصد الأورومتوسطي، فإن الفيديو يُظهر بوضوح أن الطفل "أبو هاشم" لم يكن يشكِّل أي تهديد على الجنود يستدعي تحريض الكلاب على نهشه، بما يؤشر بوضوح إلى أن هذا الفعل الذي قام به الجنود كان مقصوداً لذاته، وأن الجنود أرادوا الانتقام من الطفل وتعمدوا إهانته وبثّ الرعب في نفسه.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أن استخدام الجيش الصهيوني للكلاب البوليسية في اعتقال الأطفال والمدنيين الفلسطينيين هي سياسة رسمية متبعة منذ سنوات لدى الجيش الصهيوني، منوّها إلى أنه كان أصدر تقريراً حول هذه السياسة في آذار (مارس) 2012، غير أن ممارسات الاحتلال لم يطرأ عليها أي تغيير يُذكر. وتابع المرصد أنّ جيش الاحتلال يحتوي وحدة خاصة بالكلاب البوليسية يستورد معظمها من ألمانيا، ويقوم بتدريبها على القيام بأعمال عنف، تمهيدا لوضعها في خدمة وحدات الجيش العاملة في مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية.

ولفت "الأورومتوسطي" الانتباه إلى أنّ هذه الحادثة التي يوثقها الفيديو كانت قد جرت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ومرّت وقتها دون ذكر، حيث اقتيد الطفل "أبو هاشم" إلى مستشفى صهيوني، ونُقل لاحقا إلى سجن عوفر جنوب الضفة الغربية وحُكم عليه بالسجن ثمانية عشر شهراً. غير أن نشر الفيديو اضطر الجيش الصهيوني للإعلان عن فتح تحقيق في الحادثة واتخاذ التدابير الضرورية للحيلولة دون تكرار حوادث مشابهة.

واعتبر المرصد الأورومتوسطي استخدام الكلاب في اعتقال الأطفال والمدنيين العزّل ضرباً من ضروب "ممارسة التعذيب" و"المعاملة اللا إنسانية والمهينة"، التي يجرّمها القانون الدولي، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة (1949) واتفاقية مناهضة التعذيب (1984). وطالب الأورومتوسطي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالتحرك والقيام بدورها في حماية الأطفال الفلسطينيين والعمل على الضغط على الحكومة الصهيونية لوقف هذه السياسية اللاإنسانية.