Menu

حقوقي يرصد 129 اعتداء على صيادي غزة بـ2014

قـــــــاوم / قسم المتابعة / رصد تقرير موسع أصدرته "أصدقاء الإنسان الدولية" و"حماية لحقوق الإنسان" "129" اعتداء للبحرية الصهيونية على الصيادين في عرض البحر الأبيض المتوسط خلال العام الفائت.

ويوضح التقرير أنه ابتداءً من شهر كانون الثاني "يناير" وحتى شهر كانون الأول "ديسمبر" 2014 نجم عن هذه الاعتداءات مقتل صياد واحد، وإصابة أربعة عشر آخرين بصورة مباشرة، واعتقال 47.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال كثفت خلال العام المنصرم 2014 من اعتداءاتها على الصيادين في قطاع غزة، وذلك من خلال ملاحقتهم في عرض البحر المتوسط قبالة سواحل القطاع بصورة مستمرة، حيث هددت سلامتهم وحياتهم.

وقد تم منعهم من مزاولة أعمالهم اليومية في الصيد، ومصادرة شباكهم ومعداتهم ومراكبهم، إضافة لقيام سلطات الاحتلال بالتلاعب في تحديد عمق المياه البحرية المسموح لهم بالصيد فيها.

فتارة كانت تحددها بثلاثة أميال بحرية وتارة أخرى بستة، وهو ما ألحق أضرارا كبيرة بالصيادين، وجعلهم غير قادرين على الاستمرار في مزاولة أعمالهم وركوب البحر؛ لشدة الأخطار التي كانت تتهددهم من قبل قوات "البحرية الصهيونية".

ويتضح من المعلومات والإفادات التي حصل عليها فريق إعداد التقرير الذي عنون بـ "الحصاد المر"، تعمد قوات الاحتلال منع الصيادين من مزاولة أعمالهم واهانتهم والمس بسلامتهم البدنية وتهديد حياتهم.

وكذلك مطاردتهم في عرض البحر، وإلحاق أضرار مختلفة بهم وبمعداتهم وقواربهم واعتقالهم في عرض البحر من دون مبرر، ونقلهم إلى أماكن مجهولة.

وشدد التقرير على أن هذه الممارسات تنتهك بلا ريب التزامات الاحتلال بموجب القانون الدولي الإنساني؛ لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة بشأن المدنيين في زمن الحرب، التي تحظر العقوبات الجماعية.

كما تحظر استهداف المدنيين وممتلكاتهم الخاصة، وكذلك التزاماتها بموجب العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتقوم قوات الاحتلال بتلك الأعمال العدوانية من غير أي إشعار أو تنبيه مسبق للصيادين، وهو ما يتسبب في إثارة الخوف لديهم، ويمنعهم من مزاولة أعمالهم بحرية وأمان، ويحيلهم إلى صفوف العاطلين عن العمل، وهو ما يتنافى مع حقهم في العمل، والحياة، والأمن والسلامة.

وتفرض قوات الاحتلال الصهيوني حصار بحرياً على قطاع غزة منذ سنوات طويلة، وهو ما ألحق أضرارا كبيرة بالصيادين ومهنة الصيد، وخلف ظروفا معيشية صعبة جدا على مزاولي المهنة، سواء على صعيد حياتهم اليومية، أو عملهم في الصيد، أو مصادر دخلهم.

 ويعانى ما يقارب من 3800 صياد؛ يعيلون قرابة 50 ألف فرد في قطاع غزة ويعملون على طول 40 كم من سواحله، إضافة إلى 2000 عائلة أخرى تضم أكثر من عشرة ألاف فرد تعتاش على صناعات أخرى متعلقة بمهنة صيد الأسماك، من ظروف معيشية مزرية، تتمثل في انتشار البطالة، والفقر، وعدم القدرة على تلبية الحاجات الأساسية لعائلاتهم.

وبحسب الإفادات التي تم جمعها من الصيادين فإن غالبيتهم أصبح غير قادر على مزاولة مهنته، ولا الحصول على عوائد مناسبة من عملهم، كما تعاني عائلاتهم من الشح وعدم القدرة على توفير مستلزمات حياتها اليومية.