Menu

الذكرى السادسة لحرب الفرقان .. تاريخٌ كتب بالدماء

قاوم _ ذاكرة وطن /

مرت ست سنوات على ما رآه أبناء قطاع غزة من الويلات جراء أعنف حرب شنها الاحتلال الصهيوني، لتبقى ذكرى أليمة تكتب من دم في كتاب ذكريات شعب فلسطين وقطاع غزة بشكل خاص.

ففي ساعة الذروة من يوم السبت 27 ديسمبر 2008، اختار الاحتلال ساعة الصفر لبداية حربه والتي أسماها( الرصاص المصبوب) على القطاع، للقضاء على البنية التحتية العسكرية للمقاومة الفلسطينية إضافة إلى محاولة تحرير الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ يونيو 2006 جلعاد شاليط.

واستمرت حرب الفرقان 23 يوماً متواصلة، استخدم فيها الاحتلال أسطوله البري والبحري والجوي، ومارس خلالها أبشع ألوان القتل والتشريد وامتهان الكرامة الإنسانية، مستخدماً أسلحة محرمة دولياً سببت مآسٍ لم تنتهِ آثارها.

واستشهد في أول دقائق الحرب الوحشية على غزة أكثر من 250 شهيداً، حيث ضربت عشرات الطائرات الحربية الصهيونية المواقع الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ضربة واحدة دون سابق إنذار الساعة 11 صباحاً، تواصل بعدها القصف الهمجي العشوائي والمنظم على كافة أرجاء القطاع.

وبعد 8 أيام من القصف الجوي المركَّز الذي طال البيوت ومراكز الأمن والمساجد والمؤسسات التعليمية والمنشآت الاقتصادية والتجارية والبيئية والأراضي الزراعية ومحطَّات المياه ورياض الأطفال والآثار القديمة، بدأت الحرب البرية التي تواصلت حتى السابع عشر من يناير كانون الثاني 2009.

واجتاحت القوات البرية الغازية مناطق مختلفة من قطاع غزة، جرَّفت خلالها أراضٍ زراعية ومنازل سكنية ودمرت البنية التحتية، واعتقلت عشرات الفلسطينيين المدنيين من أماكن سكناهم قبل أن تنسحب.

شهداء وجرحى

وحسب إحصاءات لجنة توثيق الحقائق الحكومية وجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد أدت الحرب الوحشية إلى استشهاد أكثر من 1436 شهيداً بينهم 1223 ذكراً و 213 أنثى، منهم نحو 410 طفلاً و104 امرأة ونحو 100 مسن، فيما بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 14 شهيداً و4 صحفيين.

فيما جرح أكثر من 5400 من بينهم أكثر من 400 إصابتهم خطيرة، وبلغت نسبة الأطفال والنساء من بين الجرحى نحو 50%، بينهم مئات الإعاقات.

وحول الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة والتي قامت اللجنة بتوثيقها حيث سجلت 253 جريمة قتل توزعت على قطاع غزة كالتالي (84 في الشمال، و96 في مدينة غزة، و28 في الوسطى، و24 في خان يونس، و21 في رفح).

 أما بشأن الاعتداء على الطواقم الطبية والدفاع المدني بلغت 12 اعتداًء نصفهم في الشمال والنصف الآخر في غزة، فيما تم توثيق 20 حالة من التعذيب والمعاملة اللإنسانية توزعت(17 في الشمال، 2 في غزة، 1 في خان يونس).

كما ذكرت لجنة التوثيق أن الاحتلال أخذ 20 مواطناً رهائن، منهم (18 في الشمال، و1 من غزة، و1 من خان يونس، في حين استخدم أسلحة محرمة دولياً عدد 21 منها (16 شمال، و3 غزة، و2 خان يونس).

الخسائر المادية

وثقت اللجنة الحكومية الخسائر المادية التي لحقت بالمنشآت العامة والخاصة، حيث هدم الاحتلال الصهيوني 4100 مسكن بشكل كلي، و17000 بشكل جزئي، فيما دمر 20 مسجداً، و25 مدرسة وجامعة ومستشفى.

أما خسائر المرافق الحكومية، حيث تضرر 173 مرفق تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، منها تدمير 155 مسجداً حيث تم تدمير 45 مسجداً بشكل كلي و55 جزئي، ومثلهم ضرر خفيف.

كما قدرت خسائر مرافق وعقارات تابعة لوزارة الأوقاف 13مرفقاً حيث تم تدمير 6 مرافق بشكل كلي و7 بشكل جزئي، كما تضرر 5 مقابر.

وفيما يخص خسائر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، سجلت لجنة التوثيق تضرر 62 منشأة، حيث تم تدمير مقار الأجهزة الطبية العسكرية عدد 3 تدمير جزئي، مقار الأمن والحماية( 8 بشكل كلي و6 بشكل جزئي)، الأمن الوطني(33 تدمير كلي و 1 تدمير جزئي)، الدفاع المدني( 2 تدمير كلي و3 شبه كلي و4 جزئي)، القضاء العسكري(2 تدمير كلي).

الإعلام

وطالت آلة الحرب الصهيونية عين الحقيقة الإعلامية حيث سجلت لجنة التوثيق تعرض 8 مؤسسات إعلامية للاعتداء، حيث تم تدمير 3 مؤسسات بشكل كلي، و5 بشكل جزئي.

فيما تضرر 30 نادياً رياضياً، حيث تم تدمير 7 أندية تدمير كلي، و17 آخرين تدمير جزئي، و6 تدمير متوسط.

واتجهت فوهة الآلات الحربية الصهيونية تجاه المرافق السياحية، حيث تم تدمير69 معلماً سياحياً ضمت تدمير12 فندقاً سياحياً(4 كلي و4 جزئي و4 طفيف).

وتضرر4 منتجعات سياحية(3 حجم كبير و1 متوسط)، و25 مطعم(2 كبير، 5 متوسط، 18 طفيف)، و6 صالات للمناسبات(كبير و4 متوسط و1 طفيف،)، و19 موقعاً أثرياً( 4 تدمير كلي و15 تدمير جزئي).

في حين لحق أضراراً بوزارة الشؤون الاجتماعية والتي بلغت 11 ضرراً، توزعت الأضرار على تدمير مؤسسة واحدة تابعة للشؤون الاجتماعية تدمير كلي، و8 تدمير جزئي، كما تضررت مؤسستين اثنتين تشرف عليها الشؤون الاجتماعية.

وقد نالت وزارة الصحة نصيباً من خسائر الحرب، حيث تضررت بشكل جزئي47 منشأة، منها 33 عيادة حكومية وواحدة أخرى خاصة و9 مستشفيات حكومية، و2 مستشفيات خاصة، فيما تضرر 20 سيارة إسعاف ودفاع مدني.

وتضرر بشكل جزئي 183 مبنى تعليمي منهم 180 مبنى تابع للتربية والتعليم، و3 آخرين لوكالة الغوث.

 ولحق وزارة النقل والمواصلات182 ضرراً ،توزعت الأضرار على 17 ضرراً لحق مطار غزة الدولي، و تدمير ميناء غزة التجاري بشكل كلي، وتضرر7 محطات وقود(2 كلي و5 جزئي)، و5 كراجات تدمير جزئي.

وتضرر بشكل جزئي8 معارض بيع للسيارات، و 90 ورشة(12 تدمير كلي و79 جزئي)، و53 محلاً لقطع الغيار(15 كلي، و38 جزئي).

كما تضررت بشكل جزئي 12 منشأة تابعة للبلديات في جميع مناطق قطاع غزة، و2 جسور، محطات توليد كهرباء عدد 10، طرق بالكيلو متر 50كم، مصانع ومحلات صرافة ومنشات تجارية1500.

خسائر اقتصادية

وقدر مجموع خسائر البنية التحتية والمباني حوالي 1.098 مليون دولار.

فيما أدى العدوان إلى توقف شامل للحركة الاقتصادية في قطاع غزة، وقدرت الخسائر الاقتصادية من الإنتاج خلال اليوم الواحد، حيث بلغت خسائر الزراعة وصيد الأسماك حوالي 311.0 ألف دولار.

فيما بلغت خسائر التعدين والصناعة التحويلية والمياه والكهرباء ب438.0 ألف دولار، والإنشاءات بلغت خسائرها حوالي 335.3 ألف دولار، وبلغت خسائر تجارة الجملة والتجزئة بـ306.5، أما خسائر النقل والتخزين والاتصالات بلغت72.5.

 وقدرت خسائر الوساطة المالية بـ179.0 ألف دولار، فيما شملت خسائر الخدمات حوالي 1175.8 ألف دولار، الإدارة العامة والخدمات 853.5 ألف دولار، والشركات المملوكة للقطاع العام بلغت 269.4 ألف دولار.

ليكون إجمالي الخسائر للأنشطة الاقتصادية حوالي 3940.9 ألف دولار.

وبلغت خسائر الأنشطة الرياضية في قطاع غزة بحوالي 86.7 مليون دولار منذ بدء العدوان الصهيوني وحتى نهاية يوم 17/1/2009.

وقدرت خسائر الاقتصاد الفلسطيني حتى استرداد النشاط الاقتصادي عافيته بعد عام كامل قدرت حوالي 804 ملايين دولار جراء العدوان الصهيوني على القطاع وتبعاته.