Menu

إلى المتحاورين : إما مقاومة أو مقاومة

إلى المتحاورين : إما مقاومة أو مقاومة  بقلم :عائد الطيب خياراتنا أصبحت محدودة و انحصرت كليا في تبني الجميع نهج المقاومة كخيار أساسي و يكاد يكون وحيدا أو هو كذلك في مواجهة المتغيرات و المخاطر الكبيرة التي تهدد مسيرتنا و تهدد  قضيتنا و قد تطالنا في عقيدتنا فالحرب تجاوزت المدى إلى حدود أصبح السكوت عليها جريمة  , فهذا العدو الصهيوني كشف عن الوجه القبيح له و بشكل سافر وقح , و أفصح عن توجهاته نحو التطرف و العنصرية و الإجرام و عدم القبول بالحلول الدولية السياسية للصراع و أكد أنه سيتخذ منحى و اتجاه أكثر إجراما و عنجهية في تعامله مع الشعب الفلسطيني , و الملاحظ انه في الخطوات التي قام بها العدو الصهيوني سواء في الحرب على غزة أو سياسة الحصار أو التهديد بحرب أخرى أو حتى فرض المزيد من العقوبات والظروف اللاانسانية على المعتقلين البواسل في الباستيلات و السجون الصهيونية من الحرمان من زيارة الأهالي و العزل الانفرادي و سحب أجهزة الراديو و التلفزيون و الكثير من الأمور نتيجة لعدم خضوع فصائل المقاومة الآسرة لشاليط للشروط الصهيونية في إتمام الصفقة  , كل ما سبق من خطوات تعسفية وإجرامية تلاقي الدعم و التأييد من الصهاينة على جميع المستويات الأفراد و المؤسسة و كل شرائحهم بما يعني توافقهم جميعا على التطرف و الجنوح إليه و نبذهم و إنكارهم لكل حقوق الشعب الفلسطيني        – ونحن لسنا في حاجة لاعترافهم بهذه الحقوق فهم لا يملكون شرعية التواجد على هذه الأرض الطاهرة – ويتجسد التطرف هذا في صورة واقعية وعملية باختيار الإرهابي العنصري ليبرمان وزيرا للخارجية في إشارة منهم إلى استهانتهم بكل العالم وتحديهم المستفز لأي تسويات سياسية قد يسوق لها دعاة الحلول السلمية الاستسلامية وطاولات المفاوضات العقيمة. إن ما سبق يتطلب منا جميعا مواجهة هذا التوجه الصهيوني المتطرف  و التوحد والتكاتف فلا معنى لضياع المزيد من الوقت في خلافات لا طائل منها سوى منح الفرصة للعدو الصهيوني في تكريس سياساته و تعميق الانقسام الفلسطيني وجعله أكثر صعوبة و تعقيدا في التوصل إلى إنهائه أن المتحاورين في القاهرة تقع على عاتقهم المسئولية و لا نبالغ أن نقول أنهم يحددون مسيرة شعبنا و يتحملون كافة النتائج الكارثية الناتجة عن إخفاقهم في التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام  , يجب عليهم أن يكونوا على قدر المسئولية والخطر المحدق بالجميع دون استثناء فما يجمعنا كثير- أكثر مما يجمع الصهاينة الذي اجمعوا على التطرف ودعم الإجرام والعنصرية - معاناة مشتركة و دماء و جراح طالت الجميع , ما يجمعنا فلسطين و أرض واحدة و هواء واحد , ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ,  أن معالجة الانقسام تتطلب وضوح الرؤية من الجميع و تتطلب أن تكون هذه الرؤية موحدة و في اتجاه واحد ألا وهو أن العدو الصهيوني هو العدو المركزي و أن خلافاتنا هي على الهامش و طارئة و لابد لها أن تنتهي بما يكفل إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح و بما يكفل اعتماد برنامج مقاومة موحد بمشاركة الشعب بكافة فصائله و شرائحه , و هذا البرنامج يشكل أساسا لأي اتفاق و بعد ذلك تكون التفاصيل أسرع في التوصل و الاتفاق عليها طالما أن الأرضية متفق عليها و الأساس صلب و راسخ في الأرض فالبناء بعد ذلك يكون سهلا و سلسا و لا يتطلب إلا بعض المجهود و النوايا الصادقة و المخلصة والتي تعرف أنها تنطلق من أسس قوية و تستطيع مواجهة كافة التحديات و تستطيع مواجهة العواصف الهوجاء فلا تستطيع اقتلاعها , وما دون ذلك ستكون الكارثة إذا ما استمرت حالة الانقسام و نتائجها ستطال الجميع بدون استثناء  و سيتحمل الجميع وزر كل معاناة تقع على شعبنا المجاهد و كل تراجع في قضيتنا و لا أتصور أن أحدا قادرا على تحمل مثل هذا الوزر . أيها المتحاورين لا خيارات أخرى أمامنا فإما مقاومة أو مقاومة تكون أساسا للوحدة و لكل المسائل العالقة و لجعل الصورة الفلسطينية أكثر إشراقا و عطاءا و بطولة.