Menu

الخطيب: الاحتلال يستعد لاتخاذ إجراءت خطيرة بحق الأقصى

قاوم_قسم المتابعة/قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب إن ما شهده المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية هو استمرار للانتهاكات الصهيونية التي بدأت منذ اليوم الأول لاحتلال مدينة القدس المحتلة، ولن تنتهي إلا مع سعي المؤسسة الصهيونية لتنفيذ قناعاتها الدينية بهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

وحذر الخطيب في تصريحات صحفية مما أسماه بـ "سياسة الخطوة خطوة التي تعتمدها "الاحتلال الصهيوني" لتهويد الأقصى، وقال: "إن المؤسسة الصهيونية تعتمد منهجية الخطوة خطوة للوصول إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، ففي عام 1998 وخلال المفاوضات التي جمعت السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال في كامب ديفيد وواي بلانتيشن، كان الحديث موجها عن عرض أن ما تحت الأرض لليهود وما فوق الأرض للمسلمين ورفض هذا العرض طبعا".

وتابع "اليوم في عام 2014 كل ما تحت الأرض أصبح لليهود عبر مشاريع الأنفاق والحفريات حيث بات من الأكيد وجود كنس ومعابد ومتاحف ومدارس دينية يهودية تحت المسجد الأقصى، وبالتالي فهم الآن وقد أنهوا السيطرة على كل ما تحت الأرض تحت المسجد الأقصى، وباتوا الآن يتطلعون إلى ما فوق الأرض إلى ساحات وباحات المسجد الأقصى، عبر مشاريع التقسيم الزماني تمهيد لتقسيم المكاني انتهاء ببناء هيكلهم المزعوم".

وأوضح الخطيب، أن المؤسسة الصهيونية تقدم على خطواتها، فإذا رأت ردة فعل تتناسب مع حجم هذه الخطوة، فإنها تعيد تقييم الخطوة القادمة فتنتظر وتؤجل، أما الآن ومع الأسف الشديد ولعدم وجود ردات فعل فإنها باتت تسارع وتعمل على تنفيذ مخططاتها بحق المسجد الأقصى، وذكر لذلك مثالا واضحا ومهما، وقال: "لقد كانت المؤسسة الصهيونية تدخل أفرادا إلى ساحات المسجد الأقصى، وأصبح هؤلاء الآن بالمئات الذين يقتحمون المسجد الأقصى في اليوم الواحد، كما لم تكن هناك أي فتوى دينية تجيز دخول اليهود إلى ساحات المسجد الأقصى، واليوم نرى أن هناك تنافسا في إصدار الفتاوى من الحاخامات لتشجيع اليهود على اقتحام المسجد الأقصى".

وأشار الخطيب إلى أنه منذ سنوات خلت كان شهر رمضان خالصا للمسلمين ولا يدخله اليهود أبدا، ومنذ سنتين باتت الاقتحامات حتى في شهر رمضان.

وقال: "في رمضان الأخير منعنا نحن المسلمين من دخول المسجد الأقصى في الجمع الأربع إلا لمن كانوا فوق الخمسين عاما، ولم يتجاوز عدد المصلين في أيام الجمعة عن 30 ألف مصل، بينما كان في أشهر رمضان السابقة يتجاوز الربع مليون مصل في المسجد الأقصى، وصلى الباقون في الشوارع، في ليلة القدر تجرأ الاحتلال على منعنا من إحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى، ولم يتجاوز عدد المصلين في تلك الليلة إلـ 50 ألفا، من أصل نصف مليون مصل كانوا يحيون ليلة القدر في كل عام في المسجد الأقصى، وكل ذلك يدخل في إطار خطوات انتهاك حرمة المسجد الأقصى، ومحاولة إثبات السيادة الصهيونية عليه".

وكشف الشيخ الخطيب النقاب عن أن الاحتلال في الفترة الأخير أقدم ولأول مرة على وضع قائمة اقتحامات سنوية مفصلة وفق المناسبات اليهودية القادمة، ضاربا عرض الحائط بكل فلسطيني وعربي ومسلم.

ولفت القيادي الإسلامي إلى أن من كان في الماضي يقتحم المسجد الأقصى هم الجماعات الدينية وجماعات المستوطنين، بينما في الآونة الأخير من يقوم بالاقتحامات ويبادرون لها ويدعون لها هم سياسيون صهاينة من حكومة الاحتلال، ونتحدث عن وزير الإسكان أوري اريئيل، ووزير الأمن الداخلي اسحق أهرونوفيتش، ورئيسة لجنة الداخلية في الكنيست ميري ريغيف، ونائب رئيس الكنيست موشي فيغلين والذي يعد أشهر المقتحمين، كما أن من دعا لاقتحامات الأسبوع الماضي هم "منظمة طلاب من أجل الهيكل"، وهي جزء من حركة الشبيبة التابعة لحزب الليكود الحاكم.

وأضاف "خطورة ما يجري الآن في المسجد الأقصى هو التقاء الإرادة السياسية والإرادة الشعبية، فلم يعد هناك فوارق بين يهودي علماني وبين يهودي يساري وبين يهودي يميني، فكلهم يرمون عن قوس واحدة باتجاه المسجد الأقصى.
 
وبخصوص تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والتي دعا فيها أجهزة أمن الاحتلال بالتشدد في مواجهة احتجاجات المواطنين الفلسطينيين في القدس المحتلة، قال الشيخ الخطيب: "إن هذه التصريحات بلا شك والتي وردت  خلال اجتماع للمجلس "الأمني الإسرائيلي" والذي قال فيه بشكل واضح: إنه لا يريد أن يرى أي مظاهر للفوضى في المسجد الأقصى"، تعني أنه يعتبر وجود المسلمين في المسجد الأقصى فوضى، والتكبيرات فوضى، وحلقات العلم في مصاطب العلم فوضى، أي أنه يريد أن ينهي كل المشاهد الإسلامية، لصالح اليهود واقتحاماتهم".

وأضاف: "إن نتنياهو ما كان ليجرأ على هذه التصريحات إلا لعلمه أن الموقف العربي الرسمي على الأقل بأحسن أحواله سيكون صامتا، وهو في الحقيقة موقف على ما يبدو أنه يبارك ويؤيد هذه الخطوة التي يقوم بها نتنياهو بعد أن كشف عن رسائل غير مباشرة ولعلها مباشرة وصلته ممن يسموهم المعتدلين العرب تدعم خطواته كما دعمت مجازره في حرب غزة الأخيرة".

ورأى الشيخ الخطيب أن حالة الاضطراب التي يعيشها العالم العربي، والانقلاب في مصر، ومجازر سورية، والفتنة في العراق، وفتنة الحوثيين في اليمن، بدعم من قوى إقليمية لهم وغير ذلك من الواقع المضطرب، جعلت نتنياهو يشعر بحالة أمان فأخرج من دواليبه مخططاته السوداء وراح يطبقها في المسجد الأقصى والقدس المحتلة.

وحذر نائب رئيس الحركة الإسلامية من أن طرح تقسيم المسجد الأقصى على "الكنيست الصهيوني" (البرلمان) وقرار الاحتلال تشكيل وحدة شرطة خاصة، واستعمال طيارة من دون طيار لمراقبة ومعالجة الأحداث في القدس والمسجد الأقصى، ما هي إلا إشارات ودلائل على أن المؤسسة الصهيونية تستعد للإقدام على إجراءات تصعيدية وخطوات خطيرة جدا ضد المسجد الأقصى.

وأضاف: "كما يبدو هناك توجه الآن فعلا لتنفيذ مشاريع باتت جاهزة لبناء الهيكل، مشيرا إلى أن حجم هذه القوة والمخططات والإعداد الأمني، يتلاءم مع عظم الجريمة التي يخطط الاحتلال لارتكابها في المسجد الأقصى والقدس الشريف".

وأكد الخطيب أن المعتكفين والمرابطين من الداخل الفلسطيني وأهل القدس، أفشلوا مخططات الاقتحامات الصهيونية الأخيرة، مشددا على أن الرباط والاعتكاف الفلسطيني لن يطهر المسجد الأقصى والقدس من الاحتلال، ولكنه رسالة للاحتلال أن وجوده غريب، فنحن أصحاب الدار وأصحاب الحق وأنت محتل، وبرباطنا واعتكافنا نقرع آذان المحتل ونقول له أنت غاصب.

وشدد على أن الأقصى يتطلب جهود الأمة كلها لتطهيره من دنس الاحتلال.

وطالب الخطيب الجميع فلسطينيا وعربيا وإسلاميا بالوقوف عند مسؤولياتهم، موضحا أن القدس والمسجد الأقصى ليس مقدسا عند 1.5 مليون فلسطيني في الداخل، ولا عند 13 مليون فلسطيني، وليس مسرى 400 مليون عربي فقط، إنما هو قبلة 1500 مليون مسلم يعظمون هذا المسجد.

وحث الخطيب الشعوب العربية والإسلامية على أن تأخذ دورها في الدفاع عن المسجد الأقصى، مشددا على أنه لا عذر لها إن قصر الزعماء والحكام فهم مقصرون حتى النخاع، فهي قادرة على أن تتحرك في كل أرجاء الوطن العربي والإسلامي بجموع هدارة ترسل رسائل إلى الأنظمة الصامتة وللاحتلال.

ووجه الشيخ الخطيب كلامه لقادة العرب والمسلمين قائلا: "إن طريقهم للتكفير عن خطاياهم ومساوئهم وما أكثرها هو بنصرة الأقصى والقدس، وإلا فإن التاريخ لن يرحم، والله جل جلاله لن يغفر لمن ما زالوا ينظرون إلى القدس وهي تهود؛ بينما هم يتفرجون"، على حد تعبيره.