Menu

احتفاء صهيوني ببدء السنة الدراسية لإخفاء الهزيمة

قاوم _ وكالات / مثلما دمر العدوان الصهيوني عشرات المدارس في قطاع غزة، فإن المقاومة أحدثت خللا واضحا في الداخل الصهيوني  وأثرت على كثير من مناحي حياة المستوطنين، وبذلت دولة الاحتلال جهدا كبيرا للاحتفاء ببدء السنة الدراسية اليوم، في محاولة للتعمية على حالة الهلع الواسعة التي أصابت الطلاب وأسرهم جراء صواريخ المقاومة التي تسببت في هروب كثيرين، خاصة في مستوطنات الجنوب والوسط.

وكما هدد العدوان الدراسة في قطاع غزة، فإنه هدد بعرقلة بدء السنة الدراسية بانتظام في أنحاء دولة الاحتلال ، خاصة بعد أن أعلن سكان المستوطنات الجنوبية قبيل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار أنهم لن يعيدوا أبناءهم إلى المدارس ما لم تتم إعادة التهدئة.

وخرجت الصحف الصهيونية اليوم بنشرات وطبعات احتفالية خاصة بالسنة الدراسية الجديدة، لكنها لم تخل من الثمن الذي دفعه جهاز التعليم الصهيوني ، وأبرز مظاهره تقليص 655 مليون شيكل من ميزانية هذا العام، التي أقرتها الحكومة أمس لتغطية مصاريف وتكاليف العدوان على غزة.

وأعلنت الصحف الصهيونية أن مليوني تلميذ (بينهم نحو 400 ألف تلميذ فلسطيني من الداخل) عادوا إلى مقاعد الدراسة، فيما أشارت الإذاعات الصهيونية والقنوات التلفزيونية إلى أن بدء السنة الدراسية تم بشكل سلس ولم تتخلله عقبات باستثناء إضرابات محلية هنا وهناك.

وبدا أن الجهد الإعلامي في هذا السياق، جاء ليغطي على "المزاج الشعبي العام" في إسرائيل بعدم تحقيق الانتصار، وبات مجرد قدرة دولة الاحتلال على بدء السنة الدراسية في موعدها المحدد نصرا يحتفى به.

وأبرزت الصحف الخطوات الحكومية الحالية والمرتقبة لضمان ملاجئ آمنة للتلاميذ في المدارس، مع الإشارة إلى أنه تقرر أن يتحدث المربون في الصفوف في الأسبوعين الأولين من السنة الدراسية الجديدة عن العدوان على غزة، ومحاولة طمأنة التلاميذ وإعادة الهدوء النفسي لهم داخل المدارس والمؤسسات التعليمية.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم رسالتين من تلاميذ في الصفوف الأولى لكل من الرئيس الصهيوني الحالي، رئوبان ريفين والسابق شمعون بيريس لتهنئتهم بالسنة الدراسية الجديدة.

وتضمنت الرسالتان إشادة "بدور التلاميذ" في المعركة من خلال صمودهم وانصياعهم لتعليمات الجبهة الداخلية.

في المقابل بينت وسائل الإعلام والمعطيات الرسمية أن نسبة من ليسوا "يهودا ولا صهاينة" ترتفع باستمرار، وأن نحو عشرين في المائة من الطلاب هم من فلسطينيي الداخل، فيما تقدر نسبة التلاميذ "الحريديم" غير الصهيونيين وغير العلمانيين بنحو 17 في المائة.

ويخشى المسؤولون من فقدان الأغلبية اليهودية الصهيونية في جهاز التعليم الصهيوني في السنوات القادمة في ظل تنامي أعداد الآخرين.

إلى ذلك تساءلت الصحف الصهيونية عن قدرة جهاز التعليم الصهيوني على "مكافحة العنصرية" التي تنخر المجتمع، فيما تساءل مراسل الشؤون التعليمية في هآرتس، أور كاشتي عن قدرة الجهاز على تأمين المساواة وحب الاستطلاع والمعرفة لدى التلاميذ.

وكان مركز طاوب للدراسات الاجتماعية، قد قال في تقرير نشره مؤخرا إن عدم المساواة وغياب العدل الاجتماعي والفوارق الاجتماعية والطبقية، تهدد بحرمان مئات آلاف التلاميذ من فرصة متساوية في الحصول على التعليم الذي يستحقونه داخل دولة الاحتلال .