Menu

كاتب صهيوني : الجيش ارتدع عن احتلال غزة

قــــــاوم / قسم المتابعة / اعتبر الكاتب الصهيوني أمير أورن، في صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن عملية الرد تعمل بالمقلوب، حيث أن إسرائيل ارتدعت عن احتلال قطاع غزة، وأن الحرب الأخيرة هي دليل خامس على ارتداع الاحتلال، التي وصفها الكاتب بأنها إمبراطورية أنهت توسعها، وتواجه الآن آلام التقلص، كباقي الإمبراطوريات السابقة التي لم تكن حذرة من التوسع الزائد.

بدأ الكاتب مقالته بالحديث عما أسماه جهود نتانياهو لتبرير إخفاقاته في الحرب العدوانية على قطاع غزة، ساخرا من تصريح لنتانياهو وصفه بأنه يقلد نفسه وساما على تسليح الجيش بآلاف صواريخ الاعتراض لمنظومة "القبة الحديدية".

وأشار في سياق مقالته إلى أن نتانياهو الذي كان قبل شهرين فقط يتحدث عن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، بموجب النظرية القديمة "فرق تسد"، اضطر للترحيب بـ"كتائب دايتون" التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي يصفها الكاتب بأنها كتيبة أمريكية بشكل مماثل للجنرال غلوب باشا في الأردن في سنوات الخمسينيات، ما يعني إعادة إحياء فكرة "الممر الآمن" والربط بين جزئي فلسطين بضغط عالمي بما يسمح بإقامة دولة فلسطينية.

وبحسب الكاتب فإن نتانياهو غير مبادر، ومنذ أن انتخب للمرة الأولى لرئاسة الحكومة استمر في "عملية أوسلو"، مع تغييرات طفيفة، أسوة بسابقيه يتسحاك شمير ويتسحاك رابين وشمعون بيرس. وعندما انتخب للمرة الثانية واصل الطريق من النقطة التي وصل إليها إيهود باراك وأرئيل شارون وإيهود أولمرت.

ويضيف أن الإمبراطورية الصهيونية أنهت توسعها، وهي الآن تواجه آلام التقلص، كباقي الإمبراطوريات السابقة التي لم تكن حذرة من التوسع الزائد. وفي هذا السياق قال إن الحرب الأخيرة على قطاع غزة كانت الإثبات الخامس خلال عشر سنوات على الارتداع الصهيوني عن احتلال مناطق فلسطينية مأهولة (كذلك في لبنان في العام 2006)، مضيفا أن نتانياهو، تبنى بشكل رسمي ما كان يدأب على التحريض ضده، ومفاده أن الاحتلال ليس على استعداد لتحمل مسؤولية 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، ما يعني أنه يدعم الانفصال عن قطاع غزة، وأن عملية الرد تعمل بطريقة مقلوبة.

ويقول الكاتب إن "قطاع غزة نفسه هو قذيفة هاون واحدة مضغوطة تهدد بإطلاق ذاتها والانفجار في وسط جيرانها، ولا يوجد أي قوة عسكرية قادرة على تفكيك هذه القنبلة"، مشيرا إلى أن عملية "الرصاص المصبوب" دفعت المقاومة باتجاه حفر الأنفاق، وأن الحروب اللاحقة ستدفع العقول العملانية في المقاومة إلى الحصول على صواريخ "بر بحر" تطلق في المرة القادمة باتجاه حقول الغاز في البحر. وكتب في هذا السياق أن "العمليات الاستشهادية التي نفذتها المقاومة عام 1996 ساعدت نتانياهو في التغلب على بيرس في الانتخابات. أما في الانتخابات القادمة فيكفي إطلاق صاروخين وثلاث قذائف هاون لكي يستفيد خصوم نتانياهو".

وفي حديثه عن وزير الأمن موشي يعالون، يكتب أن الأخير أظهر ولاء لنتانياهو وصل حد السجود له. ويشير في هذا السياق إلى أن كبار الضباط في الجيش يبدأون العمل في السياسي في مكانة متقدمة جدا وباستدعاء مباشر، وأنهم يظلون أسرى ماضيهم، ويعالون مثل رابين.