Menu

إستشهاد أحمد النيرب وزوجته و3 توائم انتظرا ولادتهم 25 عاماً

قـــاوم - قسم المتابعة - كل شهيد يسقط في غزة، مع استمرار المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني، يترك وراءه قصة إنسانية تثير الألم والوجع لدى من فارقهم، ولعل آخرهم "أحمد النيرب" وجميع أفراد عائلته، والذين قُصف منزلهم الليلة الماضية في حي الصبرة، في مدينة غزة.

أحمد وزوجته انتظراً 25 عاماً بأكملها لكي يُرزقا بأطفالهما الثلاثة، وزارا مئات المستشفيات والمراكز المتخصصة داخل وخارج غزة، قبل أن يولد أطفالهما الثلاثة
في لحظة واحدة دمّر صاروخ من طائرة أف 16 منزل العائلة، ليسقط أحمد (58 عاماً) شهيداً ومعه زوجته "سهيلة"، وأطفالهما الثلاثة التوأم "محمد ومحمود ومؤمن"، دون أن ينجو أحد، لينضموا إلى قوافل العائلات التي أبادتها العدو الصهيوني خلال العدوان.

لعل استشهاد عائلة بأكملها في غزة لم يعد أمراً جديداً، لكن المختلف في قصة هذه العائلة هي أن أحمد وزوجته انتظراً 25 عاماً بأكملها لكي يُرزقا بأطفالهما الثلاثة، وترددا على عشرات المستشفيات والمراكز المتخصصة داخل وخارج غزة، قبل أن يولد أطفالهما الثلاثة، بعدما كادا أن يفقدا الأمل.

يقول أقارب هذه العائلة، إن الأب والأم، كانا يعيشان حياة بسيطة، ولم يكن يشغلهما في الحياة سوى أطفالهما الثلاثة التوأم، يجتهدان في تربيتهم وتعليمهم، ويعتنيان بهم بطريقة تفوق الوصف، دون أن يدري كثيرون ممن يرونهم إن كان هؤلاء الصغار الثلاثة أبناءهما أم أحفادهما.

لا أحد يعلم كيف كانت الليلة الأخيرة لتلك العائلة، وكيف حرص الأبوان على تهدئة أطفالهما واحتضانهما مع اشتداد وطأة القصف واهتزاز المنزل من الصواريخ التي تنهال على المنازل المجاورة، لا أحد يعلم كيف خفق قلباهما مع ارتطام الصاروخ في سقف المنزل، وتحويله إلى كومة من الحطام، وتحويل أجساد الأبوين والأطفال إلى أشلاء.

وسيطرت مشاعر الألم والحزن على أقارب العائلة، وهم يلقون نظرة الوداع في مستشفى الشفاء على ما تبقى من أجسادهم، ولا أحد يكاد يصدّق ما حصل لعائلة مسالمة، ولسان حالهم يقول إن الله اختارهم جميعاً، ولم يترك منهم أحداً ليتذوق مرارة الفراق والعيش وحيداً.