Menu

الإعلام والحرب النفسية... ميدان للمواجهة

قــاوم _ وكالات /

تجمدت أوصال دولة الاحتلال  لمدة ساعة على الأقل من التاسعة مساء يوم السبت وأصبحت تل بيب مدينة أشباح على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفاز الصهيونية والعالمية، بعدما بثت كتائب القسام بيان "التاسعة" لضرب تل أبيب. وهو نموذج لمواجهة مختلفة بين الاحتلال والمقاومة.

ولا تقتصر أسلحة المعركة الدائرة الآن بين الاحتلال والمقاومة على الصواريخ والقذائف بل يتقدم ميدان الإعلام والحرب النفسية في مقدمة الجبهة خصوصا وأن المقاومة تحقق نجاحات مستفيدة من التجارب السابقة.

ومن المعلوم أن الإعلام الصهيوني في مجمله يتجند خلف الجيش أوقات الحروب بل متابعة ورصد لوسائل الإعلام الإسرائيلية تكشف دورا لافتا في التحريض لتنفيذ العمليات الجارية.

واستطاعت رسائل المقاومة من الوصول إلى معقل الإعلام الصهيوني  بوسائله المختلفة، ونجحت في التشويش عليه واختراق حسابات إلكترونية لشخصيات سياسية وحكومية وإعلامية. وتحذر تلك الرسائل من ردة فعل المقاومة مما يجري من تصعيد إسرائيلي على غزة.

في المقابل استفادت وسائل الإعلام المحلية والتابعة للفصائل الفلسطينية في غزة من التجارب السابقة خصوصا خلال العدوان على غزة (الفرقان –وحجارة السجيل)

وتلعب الصورة دروا بارزا في هذه المواجهة لهذا اعتمدت أجنحة المقاومة على تصوير عمليات إطلاق الصواريخ واستهداف الآليات العسكرية في المناطق الحدودية لاستعراض القوة أمام الجمهور الصهيوني واختراق التعتيم الإعلامي.

 وتفرض الرقابة العسكرية الصهيونية تعتيما إعلاميا مشددا على وسائل الإعلام الصهيونية في نقل نتائج عمليات المقاومة خصوصا المتعلقة بمواقع سقوط الصواريخ المنطلقة من غزة

وتمتلك أجنحة المقاومة وحدات متخصصة في الإعلام الحربي من بين مهام عناصرها المشاركة بالتصوير والتوثيق لعمليات عسكرية خصوصا النوعية منها.

وتحمل الصورة الصادرة من ميدان المعركة تأثيرا معنويا كبيرا، فيما تستخدم قوات الاحتلال وسائل الحرب النفسية التقليدية من خلال إلقاء المناشير التحذيرية على سكان القطاع وإرسال رسائل تهديد عبر الهواتف.

وتعتمد المقاومة والاحتلال أيضا على الأسماء الرمزية في المعركة الإعلامية من خلال إطلاق الاحتلال اسم "الجرف الصامد" على عمليته مقابل إطلاق كتائب القسام اسم "العصف المأكول" أو "البنيان المرصوص" وهو الاسم الذي اعتمدته سرايا القدس، وتحمل هذه الأسماء دلالات دينية ورمزية تضيف للمعركة بعدا معنويا جديدا.

من جانبها تستعين قوات الاحتلال بناطق عسكري يجيد العربية لتمرير الرواية الصهيونية عبر وسائل الإعلام المختلفة خصوصا العربية منها، ويلعب هذا الدور بشكل لافت افيخاي ادرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الذي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بالعربية أيضا.

لكن اللافت والجديد أن وسائل الإعلام الجديد دخلت إلى ميدان المواجهة خصوصا وسائل التواصل الاجتماعي.

ويلعب اليوم كل فلسطيني دور المواطن الصحفي لديه منصة إعلامية من خلال امتلاكه لجهاز لاب توب وانترنت وتدور معركة حامية الوطيس عبر وسائل الإعلام الجديد من خلال الفيس بوك وتويتر ويوتيوب بين المعسكر المؤيد للفلسطينيين والآخر المؤيد للاحتلال ويحشد كل طرف جهدا إعلاميا لكسب مؤيدين لقضيته.

وفي ظل استمرار العدوان يتضح أن المقاومة تدير الحرب النفسية وتستثمر الإعلام بشكل لافت أبهر الأعداء قبل الأصدقاء، في ظل حالة التخبط الإعلامي وتضارب مواقف وتصريحات قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية والتأثير السلبي في معنويات الجبهة الداخلية الصهيونية.