Menu

ثماني سنوات على عملية " الوهم المتبدد "

قــاوم _ خــاص /

قضى قادة المقاومة الليل في التخطيط لكيفية الهجوم على قاعدة عسكرية صهيونية  في عملية أطلقوا عليها "الوهم المتبدد".

يمر الوقت في النقاش والتخطيط , يعرض القائد عماد حماد على إخوانه القيام للصلاة والتضرع لله طالبين منه التوفيق, يصلون ويبتهلون, يبكون, يقنتون, وفي النهاية يقررون بعد صلاة الفجر وفي الساعة 05:15 من صباح يوم الأحد 29 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 25-6-2006، التوجه إلى مواقع الإسناد والحماية التابعة للجيش الصهيوني على الحدود الشرقية لمدينة رفح.


التجهيز للعملية..

 

في تمام الساعة 05:15 من صباح يوم الأحد 29 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 25/06/2006م قام سبعة من المقاومين ينتمون لتنظيمات ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة في فلسطين و كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، وجيش الإسلام بتنفيذ العملية التي أطلق عليها الوهم المتبدد وكان الهدف منها اسر احد جنود موقع صهيوني  بالقرب من معبر كرم أبو سالم وقتل من فيه، وذلك ردا على مجموعة من عمليات اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني  كان آخرها اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشهيد القائد جمال أبو سمهدانة.

 

 وقد تم التجهيز لعملية الوهم المتبدد قبل موعدها بما يقرب من العام إذ تم إنشاء وحفر نفق طويل جدا يمتد من مكان ما في القطاع لمسافة 280 مترا (داخل الأراضي المحتلة)، ما يعني أن طول النفق لا يقل عن 400 متر بعمق 9 أمتار تحت الأرض. واستغرق التجهيز والإعداد للعملية ما يقارب أربعة أشهر فيما استغرق حفر النفق وتجهيزه ستة أشهر.

 

تنفيذ العملية ..

 

 تم تقسيم المقاومين السبعة إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى قامت بتفجير دبابة الـ"ميركافاة 3" المطورة باستهدافها بصاروخ مضاد للدبابات، فيما تحركت المجموعة الثانية تجاه ناقلة جند وزرعت عبوة ناسفة فيها وفجرتها ما أدى إلى تدميرها، وأما المجموعة الثالثة فقامت بالاشتباك مع ثلاثة عسكريين صهاينة داخل أحد الأبراج العسكرية قبل أن تدمره بقذيفة (آر بي جي)". وفي هذا التوقيت حضرت تعزيزات عسكرية من جنود الاحتلال فاشتبكت معهم المجموعة الثالثة وأوقعت فيهم قتلى وإصابات فأصيب الاستشهادي محمد فروانة في قدمه ما حدا بزميله الآخر الشهيد حامد الرنتيسي للتغطية عليه تمهيدا لخروجه فصعد إلى برج عسكري آخر واشتبك مع من فيه وفجر نفسه بين الجنود –من اثنين إلى ثلاثة جنود- بحزام ناسف كان على وسطه.

 

وفي تلك الأثناء نجحت المجموعة الثانية في مهاجمة دبابة صهيونية بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما أسر الجندي الرابع وهو الجندي غلعاد شاليت. وبعد الانتهاء من العملية عاد المجاهدون إلى قطاع غزة سيرا على الأقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق، فقد أطلقوا صاروخا على السياج الأمني وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم، ولم تتمكن من التعرف على مسارهم حتى طائرات الهليكوبتر التي انطلقت إلى الجو فورا بحثا عنهم.

 

رد الفعل الصهيوني ..

 

 أقر الصهاينة بأن العملية الاستشهادية "الوهم المتبدد" في معبر "كرم سالم" على الحدود مع قطاع غزة كانت نوعية نفذها المجاهدون كما لو أنهم جنود في جيش منظم ومدرب على أعلى المستويات.

وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين 26/6/2006 أن خلافات حادة نشبت بين جهاز الأمن الصهيوني  "شاباك" والجيش الصهيوني  حول الفشل ألاستخباري الذي صاحب العملية وعدم تمكن جيش الاحتلال ومخابراته من الاستفادة من المعلومات التي قدمها "شاباك" حول العملية التي أسفرت عن مقتل جنديين صهاينة وأسر ثالث.

 

وقالت الصحيفة إن غضبا يسود أوساط قادة الجيش مما اعتبروه محاولة من "شاباك" لإلقاء المسؤولية عليهم مشيرين إلى أن ديسكين قائد "شاباك" قدم معلومات عامة عن وجود محاولة الاقتحام من دون معلومات مفصلة. كما عقَّب رئيس الوزراء الصهيوني في ذلك الوقت إيهود أولمرت على عملية "الوهم المتبدد"، في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية قائلاً: "الحكومة والسلطة الفلسطينية وأبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية مسئولين عما جرى في كرم أبو سالم بكل ما يحمل الحدث من معنى".

 

وعقب هذه العملية شن جيش الاحتلال الصهيوني حربا على قطاع غزة، كما قام جهاز الاستخبارات الصهيوني الداخلي "شين بيت" بتفعيل مئات من عملائه في قطاع غزة للبحث وللتحري عن مصير جلعاد شاليط ومكان اعتقاله وهوية محتجزيه.

 

كما شن الجيش الصهيوني على سنوات أسره الخمس سلسلة من العمليات الخاصة في مناطق متفرقة في القطاع في محاولة لتحرير شاليط أو إلقاء القبض على أشخاص فلسطينيين يشتبه في ضلوعهم في احتجازه، إلا أن جميعها باءت بالفشل.

 

صفقة وفاء الأحرار ..

 

وفي الثاني من تشرين أول (أكتوبر) 2009 وبعد وساطة ألمانية مصرية، وافقت فصائل المقامة الآسرة للجندي المختطف على نشر شريط مصور يظهر فيه جلعاد شاليط، وهو على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن تسعة عشر أسيرة فلسطينية من اللواتي حُكم عليهن بأحكام عالية.

 

وبعد مفاوضات شاقة مع فصائل المقامة الآسرة , تم التوقيع على صفقة تبادل الأسرى عبر الوساطة المصرية في الحادي عشر من تشرين أول (أكتوبر) 2011، تقضي بإطلاق سراح ألف وسبعة وعشرين أسيرًا فلسطينيًا، على مرحلتين، 450 أسيرًا منهم من أصحاب الأحكام العالية، وذلك مقابل الإفراج عن الجندي شاليط.