Menu

الطفل دودين.. إعدام بدم بارد ينذر بجرائم خطيرة

قــاوم _ تقارير/ أفقدت رصاصة صهيونية الطفل محمد جهاد دودين (14 عامًا) حياته في لحظة خاطفة، بينما كان يحاول استطلاع عملية عسكرية إسرائيلية موسّعة بمسقط رأسه في مدينة دورا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة؛ ردًا على اختفاء ثلاثة مستوطنين الأسبوع الماضي.

وتسود مخاوف من تصاعد عمليات القتل والاستهداف الصهيونية لسكّان الخليل، في إطار عجز الاحتلال عن الوصول إلى دلائل تقوده لحلّ لغز اختفاء مستوطنيه الثلاثة في الخليل منذ مساء الخميس 12 يونيو 2014.

ولم يملك الوالد سوى التعبير عن حالته ببضع كلمات تصف فاجعة لم يحضّر لها من قبل ولم تخطر على باله يومًا، ولم يتمكّن من الحديث لوكالة "صفا" إلّا وهو مسنود على كتفي اثنين من أقربائه، بعدما لم تتمكّن قدماه من حمله، لهول المأساة.

"إعدام بدم بارد"


وحول ملابسات استشهاد محمد يقول والده : سمعت عن ارتقائه صباح اليوم، وكنا قد قضينا الليلة الماضية معا في العمل، قبل العودة إلى المنزل، مؤكدًا أن ابنه "طفل بريء لم يرتكب أي جريمة وقتل بدم بارد".

وتساءل "ما الذنب الذي اقترفه طفل بهذا العمر، ليجري إعدامه بإطلاق الرصاص عليه وقتله (..) إسرائيل دولة إجرامية ترتكب كلّ المحرمات، وهي كلب مسعور ويطلق العالم لها العنان، لممارسة ما يحلو لها من جرائم دون محاسبة من أحد".

ويلفت إلى أنّ ما جرى مع نجله نموذج واضح وجلي لما يمارسه الاحتلال من اعتداءات بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني في كافّة أماكن تواجده، مشيرًا إلى أنّ نجله قُنص وهو جالس على الرصيف.

والشهيد محمد هو أول شهيد يسقط خلال الاقتحامات الصهيونية لمدينة الخليل وما تخللها من مواجهات، وأصابت رصاصة أخرى فتىً من عائلته خلال مواجهات.

هتافات للمقاومة


لكن هتاف الجماهير في مسيرة تشييع الشّهيد بعد صلاة الجمعة، طغت عليه هتافات دّاعية المقاومة للرّد على الجريمة بمزيد من العمليات ضدّ الاحتلال، وهتافات أخرى تتساءل عن وجود السلطة وسيادتها في ظلّ عمليات الاقتحام المتكررة لمناطقها.

وندّد المشاركون باستمرار سياسة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، خاصّة بعد هذه الحادثة، التي وصفها المشاركون بالجريمة المعدّة مع سبق الإصرار.

جريمة حرب


من جانبه، يرى الباحث الحقوقي هشام الشّرباتي في حديثه أنّ استخدام الاحتلال للذخيرة الحيّة ضدّ المواطنين الفلسطينيين العزّل هو جريمة وتجاوز خطير لكل القوانين الدولية، لافتا إلى أنّ التحقيقات الأوّلية في استشهاد الطفل دودين، تبين أنّ الجنود أطلقوا النّار عليه رغم أنّه لم يشكّل خطرًا على حياتهم، والذين قُدّرت أعدادهم بالآلاف.

ويؤكّد أنّ الاحتلال يمارس في حملته الأمنية الأخيرة سياسة العقاب الجماعي ضدّ الفلسطينيين، من إغلاق للطرق، وحرمان للمواطنين من السّفر، وتفجير لأبواب المنازل أثناء أعمال الاقتحام وتخريب لأثاث المنازل، واحتجاز للمواطنين في بيوتهم دون الاكتراث لحاجاتهم الإنسانية.

ويشير الشرباتي إلى أنّ ما ينفّذه الاحتلال بالمناطق الفلسطينية لا يعدو كونه جرائم حرب، يحاسب عليها القانون الدّولي، وهو الأمر الذي يجب أن تتحرك فيه كافّة الجهات لمقاضاة الاحتلال.

تعبير عن فشل


أمّا المختص في الشؤون الصهيونية هاني أبو سباع فيقول في تعقيبه على قتل الطفل دودين إنه رد على حالة الفشل لدى أجهزة الاحتلال الأمنية، معتقدًا أنّ عمليات القمع والارهاب للمواطنين في محافظة الخليل وسائر محافظات الضّفة الغربية قد تشهد تصاعدا ملحوظا خلال الفترة القادمة إن استمر عجز الاحتلال عن الوصول إلى معلومات جديدة.

ويوضّح أن الطّفل دودين هو ثالث شهيد يسقط خلال الحملة بعد شهيد مخيم الجلزون وشهيد مخيم قلنديا، معتقدًا أنّ الحملة الاحتلالية ما تزال بأوّلها، وأنّه من المرشّح أن يرتكب جنود الاحتلال مزيدا من الجرائم.