Menu

فقدان المستوطنين يقلب كآبة خيمة الأسرى إلى فرح في غزة

قــاوم _ تقارير / تعالت الزغاريد ووزعت الحلوى فبددت الكآبة والحزن والألم ونار الحرمان، إلى فرح وبهجة ودموع تهللت بنصرٍ قريب ولقاءٍ للحبيب.. هكذا بدت خيمة التضامن التي أقامها أهالي الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر بغزة، ابتهاجاً بنبأ أسر ثلاثة جنود صهاينة في الخليل أول أمس.

وفي الوقت الذي تحاول فيه قوات الاحتلال جاهدة العثور على أسراها الثلاثة وشن حملات مداهمات مسعورة في كافة أرجاء محافظة الخليل، يتضرّع أهالي الأسرى إلى الله لأن يجعل على أبصارهم غشاوة، آملين أن تعيد لهم هذه العملية المُحكمة ذكرى الصفقات التبادلية، ليرى أسرانا من خلالها نور الحرية.

باقة أمل
داخل خيمة الاعتصام تلك البسمة التي عادت لترتسم من جديد على وجه والد الأسيرين رامي وراجي مصباح عبد ربه، واللذين اعتقلا أثناء العدوان الصهيوني على قطاع غزة بتاريخ (7/1/2009)، من منزلهما الكائن في عزبة عبد ربه شمال القطاع. ويقبع رامي البالغ من العمر (30عاما) ومتزوج ولديه بنت في سجن أيشل بينما يقبع راجي البالغ من العمر (22عاما) في سجن عسقلان، بتهمة الانتماء لكتائب القسام.

يقول مصباح والد الأسيرين والفرحة تغمر فؤاده بعملية الخليل: "هي بالتأكيد بشرة خير ليس فقط لي كوالد لأسيرين، بل لجميع الأسرى في السجون الذين يعانون الأمرّين نتيجة الإضراب الذي يدفعونه ثمنا لحريتهم، ونسأل الله من خلال هذه العملية وهذا النجاح أن يتم الإفراج عن كل الأسرى وأبنائي الذين أتحرق شوقا لرؤيتهم مرة أخرى".

والد الأسيرين وصف العملية بأنها باقة أمل للأسرى تقدّم للأسرى داخل السجون، مضيفا: "نحن نفتخر بهذه العملية، ونطلب من أذرع المقاومة وكل الفصائل أن تعمل جاهدة من أجل الأسرى، رافضاً في الوقت ذاته بشكل مطلق موقف السلطة الذي يساعد الصهاينة في العثور على أسراهم.

مطالبة بالمزيد
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للحاج نضال، والد الأسير علي الصرافيتي، وهو كذلك والد الشهيدين حسني ومحمد الصرافيتي، واللذين ارتقيا بعد استهدافهم من قبل طائرة اف 16، بتاريخ 16-3-2004، لقيامهم بعمليات مشتركة حركتي بين فتح والجهاد الإسلامي، ضد القوات الصهيونية.

الأسير علي الصرافيتي قضى 14 عاما في الأسر وهو محكوم 16 عاماً، بتهمة الاشتباك مع القوات الصهيونية، وتم اعتقاله من منطقة بيت حانون "إيرز" يقول والده.

وعن عملية الخليل التي أعادت الأمل لقلبه بعودة ابنه يقول الحاج نضال: "نحن كنا من المطالبين بمثل هذه العمليات والمزيد منها، أسر الجنود الصهاينة لتحرير أبنائنا من السجون وتبييضها، وإن شاء الله يكون هناك المزيد من هذه العمليات وتحرير جميع الأسرى".

ويتمنى الحاج أبو حسني أن يكون هناك عمل عسكري بجانب العمل السياسي.

آمال كبيرة
الأسيرة المحررة هناء شلبي تواجدت داخل الخيمة لتشارك الأسرى وذويهم الفرحة، وتشاطرهم الأمل بصفقة وفاء جديدة، تقول لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، "نحن نبارك عملية خطف الصهاينة في الضفة الغربية، ونوجه التحية لمن قام بخطف الصهاينة ونسأل الله أن يتم نجاح هذه العملية حتى يتم تحرير أسرانا وتخليصهم من العذابات والألم".

وتضيف هناء:" سيكون هناك صفقة بإذن الله كما حصل مع الأسير جلعاد شاليط وتحرر مقابله 1127 أسير، فهنا نعلق آمالا كبيرة على عمليات خطف الجنود" .

وتعلق شلبي آمالا كبيرة على عملية الخطف وتتمنى أن يتمكن الخاطفين من الخروج بالصهاينة خارج الخليل بل خارج الضفة وقيادتهم لأماكن آمنة، ليتم تبادلهم بكل الأسرى الفلسطينيين. كما تقول.

وبرفقة هناء تواجدت كذلك الأسيرة المحرر سهاد أصلان والتي قضت 4 سنوات من العذاب النفسي والجسدي حيث تصف  جزءا من معاناتها بالقول: "تم ضربي بوحشية كبيرة جدا من مجندين ومجندات وأصبت بنزيف حاد بيدي اليسرى، وتلقّيت أسوأ معاملة من السجن والسجان، يلقوا علينا بالفئران والجرذان تفتيش وإهانة والحمد لله خرجنا مرفوعين الرأس".

تقول عن عملية الخليل بأنها خطوة إيجابية جدا، راجيةً أن تتمكن المقاومة من أسر المزيد "حتى نستعيد أرضنا كما خطفت منا".

وعن سياسة التعنت التي تنتهجها دولة الاحتلال في الآونة الأخيرة تجاه قضية الأسرى تقول أصلان: "دولة الاحتلال كما عهدناها جبانة جدا، لدرجة خوفهم من الأٍسير وهو في أسره، وسيضعفون كما ضعفوا أيام شاليط وسيتم تبادل الأسرى بإذن الله".