Menu

الحبس المنزلي .. سلاح صهيوني لقتل المقدسيين نفسيًا

قـــــاوم / قسم المتابعة / لم يتخيل الفتى المقدسي سلمان أبو سبيتان (17عامًا) يومًا ما أن تحرمه سلطات الاحتلال الصهيوني من تقديم امتحانات الثانوية العامة التي كان يحضر لها منذ بداية العام، وذلك بسبب حبسه منزليًا، والحكم عليه بالسجن الفعلي سبعة شهور.
واعتقل أبو سبيتان في 9 ديسمبر 2013، من منزله في بلدة الطور بالقدس المحتلة، بتهمة إلقاء الحجارة على سيارات مستوطنين، وقد أفرج عنه في 24 يناير الماضي بشرط الحبس المنزلي لمدة سبعة شهور.
ويشعر أبو سبيتان بحزن شديد لحرمانه من تقديم امتحانات التوجيهي، ويقول :"عندما رأيت زملائي يقدمون الامتحان التجريبي عصبت وبكيت بحرقة، وقد أثر ذلك كثيرًا على نفسيتي، لأنني كنت أنتظر ذلك على أحر من الجمر، وأحضر له".
معاناة مضاعفة

ويمكث في منزله منذ 4 شهور، لا يستطيع الخروج مطلقًا حتى إلى مدرسته، الأمر الذي ضاعف من معاناته، خاصة أنه ينتظر قضاء فترة محكوميته التي أصدرتها المحكمة المركزية الصهيونية، والبالغة 7 شهور.
وشكل قرار الحكم صدمة كبيرة لوالدته التي كانت تنتظر بفارغ الصبر انتهاء مدة حبسه المنزلي، حتى يواصل حياته بشكل طبيعي كبقية أصدقائه وزملائه.

وبهذا الصدد، تقول والدته إن المدعي العام الصهيوني طلب حكمًا لمدة 24 شهرًا، ولكن المحامي تدخل وتم تخفيض الحكم إلى 7 شهور، مشيرة إلى أن ابنها سيسلم نفسه في الأول من يونيو المقبل لإدارة السجون الصهيونية كي يقضي فترة محكوميته.
ولم تتوقع أم سلمان عودة ابنها مجددًا للسجن الفعلي، قائلة "يكفي أن فرض الاحتلال عليه الحبس المنزلي لمدة 7 شهور، وقد حرمه من الذهاب لمدرسته وإكمال مسيرته التعليمية، رغم تفوقه، والآن يريد عودته للسجن".
ورغم قرار حكمه إلا أن أبو سبيتان يتمتع بمعنويات عالية، غير آبه للاعتقال الذي ينتظره، قائلًا "لم أكن أول أسير ولا آخر، فاعتقالي هذا فداءً للمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لاعتداءات الصهيونية متواصلة".
ويضيف "حرموني من المدرسة ومن امتحانات التوجيهي، ولكنهم لن يحرموني من حبي وانتمائي للمسجد لأقصى ولمديني المحتلة، فالاعتقال سيزيدني عزيمة وإصرارًا على مواصلة طريقي ودفاعي عن القدس والأقصى".
واعتقلت قوات الاحتلال خلال العام الماضي نحو 300 طفل مقدسي، جزء كبير منهم خُضعوا للحبس المنزلي لمدد تتفاوت ما بين أسبوع – لما يزيد عن عام، وذلك وفق لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين.
سجن كبير

"ما أصعب أن يتحول منزلك الجميل إلى سجن كبير، وأن تكون والدتك وعائلتك سجانين عليك، وأن تفقد تواصلك مع زملائك بالعمل وأصدقائك، وشعورك بأن حياتك لا معنى لها"، بهذه الكلمات عبر أحمد هديب (24عامًا) عن معاناته من الحبس المنزلي الذي فرضه الاحتلال عليه منذ مارس الماضي.
واعتقل هديب سبع مرات، كان آخرها في السابع من مارس الماضي، خلال مشاركته في مسيرة سلمية خرجت احتجاجًا على استشهاد ثلاثة مواطنين في محافظة جنين.
ويتحدث لوكالة "صفا" عن تفاصيل اعتقاله، قائلًا إن قوات الاحتلال اعتقلتني، وتم نقلي إلى مخفر شرطة صلاح الدين بالمدينة، وجرى التحقيق معي، حيث وجه له المحقق ست لوائح اتهام تضمنت "مشاركتي بمظاهرة غير قانونية، والاعتداء على أحد عناصر الشرطة وضربه، وكذلك تخريب ممتلكات عامة".
ويضيف "بعدها تم نقلي إلى مركز تحقيق المسكوبية، وحقق معي أحد عناصر الشاباك، وجرى بعدها توقيفي لمدة تسعة أيام، ومن ثم أفرج عني بكفالة مالية قدرها 6 آلاف شيكل، وحبس منزلي، وكذلك غرامة مالية قدرها 20 ألف شيكل حال خروجي من المنزل".
ويقبع هديب من سكان البلدة القديمة، منذ مارس الماضي في الحبس المنزلي، وكان من المفترض أن يتم حكمه في الأول من مايو الجاري، ولكن تأجلت محاكمته لـ16 أيلول المقبل.
وبشكل مفاجئ يُداهم عادةً بعض أفراد شرطة الاحتلال منزل هديب كي يتأكدوا من وجوده، ويقول بعزيمة كبيرة "لست خائفًا من الاعتقال والسجن الفعلي، معنوياتي ستبقى عالية، فالقدس والأقصى يحتجان منا الكثير دفاعًا عنهما، ويجب أن نبقى صامدين، وأن نحافظ على هويتنا المقدسية".
سياسة قبيحة

ويقول رئيس لجنة أهالي الأسرى أمجد أبو عصب لوكالة "صفا" إن الحبس المنزلي أو الحبس المنزلي مع الإبعاد سياسة قبيحة تستخدمها سلطات الاحتلال للتخفيف عن كاهلها أعداد الأسرى داخل السجون، ولتحطيم نفسية الأسير وأهله بحكم أنهم أسرى معه.
ويوضح أن هذه السياسة تعود بشكل سلبي على الأهل، وهي بمثابة كابوس تهدد أمن العائلة، خاصة عندما يأتي أفراد من شرطة الاحتلال لتفقد الأسير بالمنزل.
وللحبس تأثير سلبي على الأسرى، وخاصة الأطفال الذين يتعرضون لاضطرابات نفسية صعبة تحطم معنوياتهم، نتيجة عدم خروجهم من المنزل، وممارسة حياتهم كبقية الأطفال، حتى الأهل قد يصلوا إلى مرحلة الضغط وعدم التحمل، كما ويشكل عبئًا ماديًا كبيرًا على الأسرة، خاصة إذا كان متزوجًا، وفق أبو عصب.
ويتلقى الأسير في الحبس المنزلي كما باقي الأسرى في سجون الاحتلال راتبًا شهريًا من وزارة شؤون الأسرى برام الله، لرفع الأعباء الاقتصادية عن عائلته.
وحول دور مؤسسات الأسرى، يبين أبو عصب أن بعض المؤسسات تلقت دعمًا من الأوروبيين لتنفيذ برامج تأهيل ودعم للأطفال الذين تعرضوا للحبس المنزلي، وهناك مؤسسات تزور بعض الأطفال في منازلهم، ولكنه أكد وجود تقصير كبير من قبل المؤسسات والسلطة الفلسطينية وحتى الفصائل حيال الأسرى.