Menu

بين أقبية "هشارون" .. شيرين تعيد تجربة سامر

قــــاوم / قسم المتابعة / "قوات الاحتلال تقتحم البيت وانقطاع الأخبار عن الأهل وطائرة تحلق فوق البيت، أتمنى منكم وسائل الإعلام الذهاب لبيتنا الأن"، كانت أخر كلمات شيرين العيساوي التي سطرتها على "فيسبوك" دون أن تعلم بأن أخبارها هي ما ستنقطع بعد الاقتحام.
وغيّبت أقبية سجن "هشارون" الاحتلالي المحامية العيساوي، في محاولة لقتل فرحة عائلتها بخروج ابنها سامر من السجون، وذلك بعد اقتحام المنزل واعتقالها وشقيقها مدحت في السادس من مارس الماضي.
وبعد مسيرة من النضال خاضتها شيرين برفقة أفراد عائلتها المقدسية على مدار 270 يومًا تضامنًا مع سامر الذي انتصر بإضرابه ضد الاعتقال الإداري، ونال حريته إلى مسقط رأسه بمدينة القدس المحتلة، جاء الدور الأن على شيرين لتعيد خوض ذات المعركة التي خاضها شقيقها متحدية ذات السجن والسجّان ونفس العنجهية وتعلن إضرابًا مفتوحًا عن الطعام بدأته منذ 12 أيام.
معاقبتها على انتصاره

ويقول شقيقها الأسير المحرر سامر إن الاحتلال يريد معاقبة شيرين على الانتصار الذي حققته في مسيرة الإضراب التي خضتها وساندتني فيها وكانت صوتًا لي ولكافة الأسرى بنزولها للشارع وتضامنها معي ورفع صوت الأسير للعالم.
ويتهم الاحتلال شيرين بنقل معلومات عن الأسرى من داخل السجون، مع العلم أنها موقوفة منذ 3 أعوام عن العمل في المحاماة أو دخول السجون.
ويضيف سامر "هذه التهمة وجهها لها المدعي العام الصهيوني وهي الأولى من نوعها في تاريخ الاحتلال، وقد شهدت محامية تعمل في ذات المركز الذي كانت تعمل فيه شيرين، وأكدت أنها تنقل نفس المعلومات التي تنقلها، وأن اعتبار ذلك تهمة أمر غير منطقي".
وبالرغم من شهادة المحامية، إلا أن المدعي العام يصّر على إبقاء شيرين في الاعتقال، وهي موقوفة لمدة عام ويوم وفقًا لحكم يسمى بـ"مدار الدين" في القانون الصهيوني، كما شقيقها مدحت.
وتقول والدتها إن هذا الحكم يعني أنهما سيبقيان موقوفان لمدة عام ويوم، ويتم خلال هذه المدة تحديد تاريخ محاكمتهما أو يبقيان هكذا لحين انتهاءها والبث في الحكم أو التمديد.
حرمانها من دراستها

ولكن والدة شيرين تكشف عن هدف أخر للاحتلال باعتقال ابنتها وهو حرمانها من تقديم رسالة الماجستير في القانون الدولي.
وكما تقول "لقد اعتقلوها قبل ذلك في ذات اليوم الذي كان محددًا لها لاستكمال دراستها في القانون الدولي وحكموها أنذاك عاما إضافة للاعتقال المنزلي وغرامات".
وتتابع "وهذه المرة أيضًا اعتقلوها في تاريخ امتحانها لرسالة الماجستير، فالاحتلال لا يريدها أن تكمل دراستها ولا تزاول عملها، وهو دائمًا يتهمها بأنها تقدم مساعدات للأسرى وتوصّل رسائلهم من داخل السجون".
ولم تتوفق عائلة شيرين في توكيل محامي للدفاع عنها في قضيتها، ولذلك فهي تدافع عن نفسها من موقعها كأسيرة ومحامية وتحمل قضيتها وقضية كافة الأسرى بمطلب واحد وهو الحرية، على الرغم من أن الاحتلال منعها أن تكون محامية عن نفسها.
وبدأ عشرات الناشطين والأصدقاء بمشاركة كتاباتهم مع حساب شيرين على "فيسبوك" ليكملوا دورها في الدفاع عن قضية الأسرى، ويؤكدوا أنها وإن غابت لكنها حاضرة بإرادتها وحملها لقضيتها العادلة.
وفي أحد المنشورات يقول صديق لها "من لديه أخت كشيرين وأم كأم رأفت وأب كأبو رائف وإخوة كمدحت ورأفت وشادي فراس وفادي لابد أن يكون أهم شخصية عالمية لهذا العام".
كما يقول أخر "موضوع الإضراب عن الطعام زاد عن حده !!! هذا عالم متوحش لا رحمة ... يرمون البريء بالمعتقل ويتناسوه في غيابات الجب ثم يشترون ضمير الامة بدراهم وثلاثين قطعة من فضة ثمن بخس ... ملعون ملعون".
مذكرات تتحوّل لواقع

ولشيرين مذكرات كتبتها بعد إطلاق سراحها في الاعتقال الأول بعنوان "من ذكرياتي كأسيرة" تحدثت فيها عن أحد أوجه المعاناة التي واجهتها في السجن.
وتقول فيها "فيما أذكره أثناء وجودي في زنازين تحقيق المسكوبية لدى مخابرات الاحتلال الموجودة تحت الأرض مدة ٢٩ يومًا متواصلة ولم ينتزعوا مني أي اعتراف؛؛ أدخلوا فتاة محجبة تبكي أو المحامي وفجأة تحضر هذه الفتاة، تغاضيت وتجاهلتها، سألتني عن الماء تريد الوضوء فأعطيتها، استغرق وضوئها ثوان معدودة ومن ثم بدأت الصلاة وأنا اراقبها كيف تصلي وأتخيل أنني أصلي لا علم إن كانت فعلا تصلي أم تدعي ذلك، المهم ما أن انهيت بعقلي قراءة سورة الفاتحة وإذ بها تنهي الصلاة وتسلم، تأكدت أنها عميلة او شرطية وبمصطلحنا الفلسطيني( عصفورة)".
وتكمل "فأخذت حذري منها ويبدو أنها ادركت ذلك عندما لم تحصل مني على إجابة لأي سؤال توجهت به لي وبقيت على هذا الحال لثلاثة أيام وهي تحاول انتزاع اعتراف مني بشتى الوسائل وأنا متماسكة وقوية.. فما كان منها إلا أن اعتدت علي بالضرب وحاولت قتلي، صرخت ودافعت عن نفسي.. واتهمت أنني اعتديت عليها وعوقبت !!!".
وفي نهاية مذكرتها قالت "احذرن أيتها الفلسطينيات عند الاعتقال"، لكن الاعتقال أعاد الكرّة بشيرين وحوّل هذه الذكريات إلى واقع تعيشه الأن في سجنها.
ويشدّ شقيقها سامر على يديها برسالة قال فيها "تمسكي بإرادتك فهي أقوى من أكبر قوة عسكرية في الوجود، وحتمًا ستنتصرين كما انتصر شقيقك من قبل، فأنتِ عاملاً من عوامل انتصاري؛ أما أنا فسأحاول بكل جهدي أن أقف تلك الوقفة التي وقفتيها معي حتى تنالين مطلبكِ أنتِ وكل الأسرى بنيل حريتكم".