Menu

هاجس الاجتياح يقض مضاجع أهالي مدينة نابلس

قـــاوم - المركز الفلسطيني للإعلام - باتت مدينة نابلس بشكل خاص، ومحيطها بشكل عام، تعيش على وقع عودة الاجتياحات الكبيرة، التي يتخللها تدمير بنيتها التحتية، وشن حملة اعتقالات واستجوابات جماعية.

 وتحول حديث المواطن النابلسي في الدواوين والمقاهي، وعلى صفحات شبكات التواصل الاجتماعي على التهديدات الصهيونية، واعتداءاته، والتي كان آخرها اجتياح يوم الجمعة الفائت، الذي استمر زهاء 5 ساعات، وشارك فيها مئات الجنود والضباط، وأدى إلى تخريب منازل وبيوت قديمة.

مدينة مستهدفة

وتتعرض مدينة نابلس ومخيماتها الثلاثة وقراها إلى عمليات توغل لا تنقطع البتة، ما جعلها بنظر المراقبين، مدينة مستهدفة كونها مصدر للكثير من المجموعات الفلسطينية المقاومة، كما كانت قبلة الاستشهاديين على مدار الانتفاضتين السابقتين.

الأسير المحرر علاء عبد الهادي (23 عامًا)، يقول: "إن الاحتلال لا يحتاج إلى إعلان مسبق لاجتياح المدينة، بل Yنه يمارس الدهم والاقتحام يوميًّا"، مشيرًا إلى أن نابلس هدف للمحتل ليس من اليوم وإنما منذ عشرات السنوات، وتتعرض للانتقام بصور عديدة.

يذكر أن المحرر عبد الهادي كان قد مكث عدة بضعة أشهر في سجن مجدو؛ حيث إن ثلثي الأسرى فيه من نابلس ومخيماتها، وبعضهم اعتقل منذ اجتياح المدينة في العام 2002.

وشهدت المدينة تسابقًا بين الشبان على نشر إشاعات حول مواعيد اجتياح المدينة، وذكر معلومات يقف خلفها عملاء للاحتلال، بقصد أو بغير مقصد.
 
كما ودعا عبد الهادي إلى عدم نشر أي مواعيد أو معلومات مغلوطة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تسبب إرباكًا لحياة المواطنين.

حرب نفسية

في ذات السياق ينتقد الناشط الشبابي عمر عفانة الإشاعات، ويرى أنها وسيلة من وسائل الحرب النفسية، والهدف بث حالة القلق والتوتر لدى المواطنين، واستهلاك أكبر كميه ممكنة للمواد التموينية وتفريغ الأسواق من المواد الأساسية، وبالتالي رفع الأسعار.

ومما زاد من تكهنات المواطنين بحملات أكثر عنفًا على المدينة، هو سحب الاحتلال قراره بالإعفاء الكامل عن نحو 65 مطلوبا، وإجبارهم على البقاء ليلاً في مقرات أجهزة الأمن الفلسطينية، والذي اعتبر  وسيلة ضغط على السلطة بعد توقف مسار التفاوض مع الاحتلال.

تحريض

وخلال الأيام الأخيرة شنت وسائل الإعلام الصهيونية حملة تحريض على مدينة نابلس ومخيم بلاطة، وادعت أن أنفاقا تم العثور عليها مليئة بمواد قتالية، كما أسهبت في شرح تعرض قافلة عسكرية لإطلاق نار وإصابة ضابط  صهيوني في محيط المدينة، وجندي آخر خلال اقتحام البلدة القديمة، جراء انفجار عبوة ناسفة من صنع محلي.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت منزل النائب الإسلامي الشيخ داود أبو سير، الأسبوع الفائت وجرى استجوابه لمدة ساعتين من ضابط المنطقة، وتركز الحديث معه حول المصالحة والأوضاع الراهنة.

اعتقالات وقائية

ويقول أبو سير إن الاحتلال "يتخبط ولا يدري إلى أين تتجه الأمور، وبالتالي يقوم بعمليات رصد ودهم واعتقالات وقائية، ويطلق تحذيرات عقابية مع إثارة أجواء من الخوف".

وتصف المواطنة أمينة أصلان من سكان حي رأس العين، ما جرى يوم الجمعة الفائتة بنابلس بأنها "ساحة حرب لم ينم فيها الأطفال، مشيرة إلى أن حجم الغاز المسيل للدموع لا يقاوم من شدته، كما كانت أصوات الانفجار مرعبة، والكل استذكر ما جرى قبل 11 عامًا".

ووفقًا لرائد عامر مدير نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد أسرى محافظة نابلس الذين يقبعون في سجون الاحتلال يقارب الـ 1000 أسير، ومنهم 90 أسيرًا محكومون بالمؤبدات، كما أن أعلى عدد للأسيرات هو في محافظة نابلس إذ تحتوي سجون الاحتلال على ست أسيرات من المحافظة، وذلك من مجموع 5000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.

ورغم تهديدات الاحتلال وتخوفات المواطنين، إلا أن جاهزية المواطنين لمقاومة التوغلات تعد في أعلى درجاتها، وهو ما أثبتته وقائع يوم الجمعة، من حيث حجم الخروج للشوارع ليلا، وتعاون الأهالي مع الشبان.