Menu

قريوت تقاتل بأظافرها ضد استيطان التهم أغلب أراضيها

قـــاوم - المركز الفلسطيني للإعلام - بحسرة كبيرة، ينظر الحاج محمد صقر من بلدة قريوت جنوب مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة إلى دونماته العشرة التي ورثها عن أبيه، والتي قرر الاحتلال تحويلها وآلاف الدونمات الأخرى جنوب القرية إلى حدائق تراثية للمستوطنين.

إصرار على الحق
لكن الحاج صقر عاد وقال بإصرار لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" -خلال مشاركته في فعالية ضد مصادرة الأراضي-: "لن تقر لي عين حتى أسترد أرضي".

وأضاف "لقد سرق الاحتلال مئات آلاف الدونمات من الفلسطينيين عام 1948، وهي جريمة في عنق كل المفرطين، أما هذه الأرض، فهي أمانة في عنقي".

وأضاف "سأواصل معركتي مع هذا الاحتلال بشتى السبل القضائية والمقاومة الشعبية، حتى أستردها، لقد ورثت هذه الأرض عن والدي، كما ورث إخواني مثلها، ويجب أن أورثها لأبنائي مهما كان الثمن".

استهداف متواصل
على مدار سنوات الاحتلال، وأراضي البلدة هدف للتوسع الاستيطاني، يقول الناشط ضد الاستيطان في البلدة بشار القريوتي: إنّ "الاستيطان صادر من البلدة 14 ألف دونم من مساحتها الإجمالية البالغة 20 ألف دونم على  مدار سنوات الاحتلال".

وبين أنه أقام عليها ثلاث مستوطنات هي: (راحيل) و(شيلو) في الجنوب، و(عيليه) في الغرب، إضافة إلى أربع بؤر استيطانية، وأضاف إن المخطط الهيكلي المسوح للبلدة البناء فيه، هو فقط 366 دونما، بعد أن وضعت اتفاقية أوسلو، 78 % من أراضي البلدة في المنطقة (ج)، ولا يسمح البناء في هذه المنطقة، دون إذن الاحتلال.

ونوه إلى أن الاحتلال أخطر 12 منزلا أقيمت في هذه المنطقة من بين 29 منزلا، بالهدم.

مخطط لشطر الضفة
إنه مخطط لشطر الضفة، هو ما يؤكده منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة جمال جمعة، في حديثه لمراسلنا بالقول: إن "هذه المنطقة -جنوب نابلس- واحدة من أكثر المناطق المستهدفة بالاستيطان في الضفة".

وأكمل "هذه المنطقة جزء من أصبع (أرئيل) الاستيطاني، حيث يسعى الاحتلال لقطع الضفة الغربية إلى نصفين، ببناء جسر استيطاني متواصل من الأغوار شرقاً حتى مدينة كفر قاسم في المناطق المحتلة عام 48 غرباً".

وأضاف إن "للاحتلال أهدافا أكبر مما هو منظور؛ فمساعيه تهدف لإحداث توازن ديمغرافي في الضفة بين المستوطنين، بالاستيلاء على أكبر قدر من الأرض الفلسطينية، لزيادة عدد المستوطنين من 700 ألف مستوطن حالياً، إلى مليون مستوطن، ومن ثم القيام بخطة فصل أحادية الجانب، والتي أقرها شارون عام 2001".

 صامدون هنا
يقول بشار القريوتي الناشط ضد الاستيطان: "سنعمل على كل المستويات للتصدي لهذا المخطط الاستيطاني، فرسمياً سنعمل على إلغاء هذا القرار عن طريق القضاء، أما شعبياً، فإننا نتوجه إلى أراضينا بفعالية أسبوعية بالصلاة فيها، وزراعتها".

وزاد "نوجه إلى المحتل رسالة واضحة: أننا لن نتخلى عن أي شبر من أرضنا مهما كان الثمن".

أما عن دور الجهات المسؤولة، فطالب القريوتي السلطة وكافة المؤسسات المعنية بضرورة الوقوف إلى جانب القرية، ودعم صمود أهلها العزل، للتصدي لهذا التمدد الاستيطاني الكبير، قبل أن يجهز على تبقى من أرض".