Menu

الأسير أنس حمدي دخل السجن شبلاً وسيخرج رجلاً

قـــــاوم / قسم المتابعة / اعتقالات الاحتلال وحملاته التعسفية لا تفرق بين شاب وطفل، بين رجل وامرأة، حيث طالت هذه الاعتقالات كل شرائح المجتمع الفلسطيني بحجج أمنية واهية، وبناء على اعتقادات وهواجس أمنية لا أساس لها من الصحة، لكن هذا الاحتلال المجرم يستهدف كل ما هو على الأرض المباركة .

مركز أسرى فلسطين للدراسات يسلط الضوء على احد معاناة احد الأسرى الأشبال الذي أصبح رجلا بعد مرور 7 سنوات على اعتقاله انه الأسير "أنس هاني حمدي" (23عاماً)، من مدينة نابلس، الشاهد الوحيد على نية الاحتلال تدمير مجتمع الغد "الأشبال" ، فعشرات الأطفال كان لهم ذات الحكاية، تختلف من واحد لآخر باختلاف اسمه ومنطقة سكناه؛ فحسب. 

اعتقلت قوات الاحتلال الأسير "حمدي" بتاريخ 19/9/2007 وكان حينذآك يبلغ من العمر 17 عاماً، وإمعاناً في قتل شبابه، وإرهاق ذوويه معاناةً وألماً، أصدرت بحقه حكم بالسجن 7 سنوات ونصف، بتهمة العمل في صفوف حركة حماس، كأحد أبرز الأشبال الناشطين في منطقته . 

لم يأبه الأسير حمدي لظلم الاحتلال، ولم يحقق آمالهم في زعزعة نفسيته وتدمير فكره، حيث واصل مشواره التعليمي داخل السجون ، واستطاع أن يحصل على الثانوية العامة بنجاح، وانتسب في إحدى الجامعات بتخصص التاريخ، كما أنه أتم حفظ القرآن إضافة إلى 100 حديث شريف. 

الأسير حمدي الممنوع من زيارة كل أفراد أسرته باستثناء والدته، هذا عدا عن الإجراءات التعسفية التي تتعرض لها والدته خلال الزيارة ما بين احتجاز تصريح الزيارة، والتفتيش الدقيق بغير مبرر، إلى انقطاع بث هاتف الزيارة بعد دقائق من بداية الزيارة.

يتمتع الأسير حمدي بعلاقات مميزة مع كافة الأسرى في السجون، حيث يقبع حالياً في قسم 5 بسجن النقب الصحراوي، لكن بقية الأسرى في الأقسام الأخرى ينتظرونه من الحين للآخر ليغرد لهم بصوته أجمل الأناشيد، كما أنه ينشد لهم ما يرغبون بسماعه عقب كل صلاة جمعة حيث يجتمع الأسرى لأداء الصلاة جماعة في ساحة السجن حتى أطلق عليه الأسرى لقب "منشد الأسرى" .

هكذا صنع الأسرى من القيود والأسوار العالية، ملاحم عز تتحدث عنها صفحات المجد، ليكون تاريخ الحركة الأسيرة أفضل تاريخ يمكن تعليمه للأجيال الصاعدة، فمن جعل من السجن مدرسة وأكاديمية ومحطة ارتقاء يستحق أن يكون أسطورة عبر التاريخ .