Menu

منع إدخال مواد البناء يتسبب بشلل مصانع الباطون

قــــــاوم / غزة / حالة صمت تعاني منها ماكينات مصانع الباطون والصناعات الإنشائية الواقعة على امتداد الطريق الشرقية لبلدة جباليا.

الهدوء التام يسود المكان، لا يتخلله سوى وقع خطوات لمشاة أو عربة كارو تقطع الطريق المحطمة بفعل الجرافات الإسرائيلية التي اجتاحت المنطقة في السابق، والتي لم تشهد أية أعمال ترميم أو صيانة منذ عدة سنوات.

على طول الطريق الممتدة لنحو أربعة كيلومترات من مفترق حمودة شمالاً، وحتى مفترق الجعل القريب من مقبرة الشهداء جنوباً، يوجد عدد كبير من الورش الصناعية ومعامل الطوب والأحجار والأسفلت، ومعامل الصناعات الإنشائية جميعها مغلقة ومتوقفة عن العمل منذ عدة أشهر، بسبب نقص المواد الخام اللازمة للإنشاءات وفرض الحصار على محافظات غزة.

قال فؤاد عزيز (55 عاماً) أحد الحراس بمصنع للطوب والأحجار: لا أحد هنا والمصنع لا يعمل، ويشير بيده إلى الغبار الذي غطى الماكينات وبعض الأعشاب التي نمت فوق كومة من الرمل المُعد لصناعة الأحجار.

وأضاف لصحيفة"الأيام" لقد توقفت الحال ولم يعد هناك حياة في تلك المنطقة، فمصنعنا لا يوجد به أسمنت ولا حصمة التي لم تعد تدخل إلى غزة بسبب الحصار منذ ما يقارب ثمانية شهور، مشيراً إلى أنه يعمل في حراسة المصنع من لهو الأطفال والفتية بداخله.

وقال: كان نحو 15 عاملاً يعملون في صناعة أحجار الجبهة والطوب اللازم للبناء والتشييد، في هذا المصنع، أما الآن فهم عاطلون عن العمل والخسارة طالت الجميع.

إلى الجنوب بمئات الأمتار يوجد مصنع لتجهيز الباطون، لكنه مُغلق الأبواب بشكل جزئي، وتلهو بداخله الكلاب الضالة ولا أحد يقترب من المكان، وشوهد الصدأ بوضوح على أحدى الماكينات نتيجة توقفها فترة طويلة عن العمل.

قال الشاب محمد أبو سويرح (30 عاماً) الذي مر بطريق الصدفة من المكان: إنه مغلق منذ عدة شهور ومالكوه أوقفوا العمل وسرحوا العمال، ويقومون بتفقده كل أسبوع أو أكثر.

وأضاف لـ"الأيام" الأوضاع هنا هادئة ولا يوجد عمل في هذه المصانع، مشيراً إلى أن هذه المنطقة التي كانت تعج بالشاحنات الثقيلة والحركة الدائمة، تحولت إلى منطقة هادئة وخالية تماماً.

وأوضح أبو سويرح، الذي يقطن في منزل قريب، المنطقة تنشط فقط في أيام الخميس والجمع عندما يتوجه الناس إلى المقبرة إما لزيارة قبور موتاهم، أو للتنزه وسط الحقول والمزارع، وأحياناً يتوجه الشبان ناحية السياج الحدودي.

وظهر واضحاً تدمير كل شيء في المنطقة الشرقية لبدة جباليا، فلا المصانع تدير ماكيناتها بسب الحصار، ولا المزارع تكتظ بأصحابها ومزارعيها بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، ولا أية حالة إعمار على الطريق الرئيسية بسبب غياب مشاريع التطوير التي تستهدفها.

لكن، تجدر الإشارة إلى استمرار العمل في بعض الورش المخصصة في مجال الصناعات المحلية كالبلاستيك، والنايلون، والخيزران.

وقال عماد الزين (42 عاماً) صاحب ورشة صغيرة لصناعة خراطيم المياه أن مصنعه يعمل بوتيرة أقل من السابق، نظراً لانحسار الكميات الموردة من إسرائيل، وضعف الطلب على إنتاج مصنعه بسبب توقف الإنشاءات في قطاع غزة.

أوضح لـ"الأيام" أنه يعمل لثلاثة أيام أسبوعياً وتشغّل ورشته ثلاثة عمال فقط.

ويوجد على طول الطريق بعض المخازن للمواد التموينية التي تعود لشركات محلية والتي يعاني أصحابها من حالة الكساد التجاري بشكل عام.