Menu

الاحتلال يجبر مواطنًا على هدم معمله

قـــــــاوم / الضفة المحتلة / أجبرت سلطات الاحتلال الصهيوني صاحب منشأة لتدوير المعادن "الخردة" على هدم محلّه في بلدة ديرسامت جنوب غرب مدينة الخليل بالضّفة الغربية المحتلة.
وأفاد المواطن خليل عودة الحروب أنّ ضابط التنظيم الصهيوني حضر إلى المنشأة، وأبلغهم بقراره الماثل في هدمهم لمنشأتهم الواقع على أرض تبلغ مساحتها الدّنمين، وتحذيرهم من إحضاره لجرافات وآليات عسكرية لإخلاء المحلّ وهدمه على حسابهم الخاص.
وذكر أنّ الاحتلال ادّعى أنّ المنشأة تقع في منطقة مصنّفة (جـ) وفق اتفاق أوسلو، والخاضع تحت سيادة الاحتلال الأمنية والمدنية، وبالتالي ممنوع فيها أيّ نشاط، في الوقت الذي أكّد فيه الحروب أنّ محلّه واقع وسط السّكن، ولا يبعد سوى أمتار قليلة عن مبان ومنشآت ومنازل لم يصلها أيّ نوع من الإخطار.
وأكّد الحروب أنّه استأجر المكان قبل ستّة شهور لمدة 5سنوات، وقام بأعمال مسح للأرض وتسوية لها، لكنّه يؤكّد أنّ قرار الاحتلال إجباره على هدم الموقع سيكبّده ما يزيد عن 250 ألف شيقل، فيما سيحرم 30عاملًا من مصادر رزقهم وعيش عائلاتهم.
ولفت إلى أنّه اضطّر للاستجابة لطلب الاحتلال ليقينه بأنّ الاحتلال سيعمد إلى هدم المنشأة المشيدة من الحديد و"الزّينكو"، وبالتالي مضاعفة خسائرته المالية.
من جانبه، كشف العامل بذات المنشأة محمد خليل الحروب أنّه يعيل (23نفرًا)، ويعيش من هذا العمل، مبينًا أنّه ممنوع أمني من دخول فلسطين المحتلة للعمل، واعتقل عدّة أشهر لضبطه يعمل بإحدى ورش العمل هناك، ما يضطّره للعمل في هذا المكان.
لكنّه يشير إلى أنّ الاحتلال يلاحقه حتّى في هذا الموقع، خاصّة وأنّ يوميته هنا لا تتعدّى (60شيقلاً)، مؤكدا أن هدم المعمل سيحرمه هذا المبلغ الزّهيد، وقد لا يجد بعدها مصدر رزق يجلب لعائلته الكبيرة، مطالبا كافّة الجهات النظر لما تحدثه إجراءات الاحتلال بحقّه وما تمارسه من حرب للفلسطينيين على أرزاقهم.
أما الطفل محمد الحروب (10 أعوام)، فيقول اضطررت لترك مدرستي والعمل في هذه المهنة لاعتقال الاحتلال لشقيقي البكر، واتّهامه بقتل ضابط صهيوني بالأغوار، والمطالبة بحكمه بالمؤبّد، فيما مرض والدي مؤخّرا في القلب وأصيب بضعف في النظر وعاجز عن العمل، لذا اضطررت للالتحاق بهذا العمل لأعيل شقيقاتي الثمانية.
وأعرب الطفل عن حزنه لأنّه سيفقد مصدرا عيشه الوحيد في هذا المكان، مشيرا إلى أنّ هذا المحل هو المكان الوحيد الذي لجأ إليه لتحصيل قوت عائلته، ويشعر الآن بفقده.
يشار إلى أنّ الحروب يواصل تفكيك منشأته، فيما هدّده ضابط الاحتلال بالعودة خلال الأيام القادمة للكشف عن الإخطار، بينما كان تلقى خلال الشهور الماضية إخطارات متوالية من الاحتلال بهدم هذا المكان وإزالته.
وهذه هي المرّة الأولى التي يقدم الاحتلال فيها على إجبار مواطن على هدم ممتلك له، بينما تكرر الأمر في مدينة القدس كثيرًا.