Menu

والدة الشهيد القائد جبر الأخرس: لم نربي أبنائنا للأكل والشراب بل للدفاع عن القضية و المقدسات

الحاجة " أم ثائر " والدة الشهيد القائد جبر الأخرس تروي لنا مقتطفات من سيرة الشهيد البطولية : -

  • ·        عندما طالبه العدو بتسليم نفسه رد عليهم " الغزاوي طالب شهادة " .
  • ·        كانت يركز في عمليات القنص على قتل الضابط الصهاينة .
  • ·        الشهيد جبر كان يؤكد لي أنه لن يسلم نفسه وسوف يلقى الله وهم يقاتل اليهود .
  • ·         

قــاوم - محمد العرقان - لأنهم الشهداء... الجسر الذي ينقلنا إلى العزة والشموخ والإباء... لأنهم الضياء الوهاج في المشوار الطويل الذي بدأناه على أمل التحرير والإنعتاق من الذل والمهانة ... لأنهم الذين كتبوا على صفحات الزمان ونظموا عليها أجمل قصائد العشق لفلسطين الشموخ والكبرياء من دمائهم الطاهرة الزكية ... لأنهم من تقاسموا الأكفان بينهم على طريق الحرية والاستقلال ,منادين بعضهم البعض بأن حاصروا حصاركم لا مفر.. وقاتلوا عدوكم لا مفر .

لأنه جبر الأخرس الرجل القوي الشجاع الذي استطاع قطع الحدود وان يلقى الله شهيدا مقبلا غير مدبر وعلمأ أن جنود الأعداء جبناء فباغتهم في معقلهم وقتل منهم الكثير وقاد الهجوم ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية واستطاع أن يكون بحق قائد ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة في مدينة بيت لحم واستشهد في عمليةاغتيال جبانة في بيت لحم بعد ثلاثة سنوات من مطاردة الاحتلال بتاريخ 9/4/2006م

روح جهادية منذ نعومة أظافره

في منزل العائلة الكائن في أحد مخيمات اللاجئين بمدينة رفح بدأت والدة الشهيد القائد جبر الأخرس حديثها وهي تستذكر طفولته التي كانت مليئة بالمواقف والمشاهد التي تدل على حب وتعلق الشهيد جبر رحمه الله بالمقاومة والجهاد منذ نعومة أظافره.

تقول حين كان عمره لم يكن يتجاوز السبع سنوات، كان يأتي الي ويخبرني أنه يريد طعن الجندي في صدره حتى مقتله، فقد ترعرع جبر رحمه الله مع بزوغ الانتفاضة الفلسطينية الاولى " انتفاضة الحجارة "على كره الصهاينة وحب المقاومة والجهاد.

كان دائماً ما يكرر حديثه عن حبه لمقاومة " الجيش "، ورغم صغر سنه لم يكن يسمع عن استشهاد مقاوم الا ويصر على المشاركة في تشييع جنازته.

وتواصل الحاجة "أم ثائر" حديثها عن طفولة جبر بأنه كان محبوب بين أخوته وأصدقائه، ضحوكا محب للفكاهة وكان حريص دائما ان يجتمع مع أسرته ومجالستهم.

وتضيف الحاجة أم ثائر في حديثها عن جبر رابطة بين تلك الصفات التي أشتهر بها جبر رحمه الله في طفولته وكيف أنه أفتقد لتلك الصفات بعد انتقاله للضفة الغربية المحتلة،بسبب ما كان يراه من آذى اليهود لشعبنا مستذكرة مقولة جبر رحمه الله " آذى اليهود هو الي قسى قلبي ياما ".

التحاقه بقوات الأمن الوطني في الضفة الغربية.

تروي الحاجة أم ثائر حادثة انتقال جبر رحمه الله للضفة الغربية عام 1999 وبالتحديد التحاقه بدورة للأمن الوطني في مدينة أريحا وهي مبتسمة متذكرة ذاك الموقف الطريف الذي حدث مع جبر حينها.

تقول كان جبر رحمه الله قصير القامة، فكان يبلغ طوله 163 سم والطول المسموح به لالتحاقه في دورة الامن الوطني كان 165، أي انه كان ينقص بـ 2 سم عن الطول القانوني،ولكان لباقة جبر في حينها جعلت العقيد المسئول عن الدورة يحبه لجداعته، " فقاله خليك يا جبر احتياط أنت راجل وأنا متفائل فيك خير " ثم سجله في الدورة رغم قصر قامته ليبقى جبر رحمه الله في الضفة الغربية حتى استشهد في مدينة بيت لحم عام 2006.

مقاوم ومطارد للاحتلال.

ورداً على سؤال مراسل قــاوم عن شعورها حين علمت لأول مرة إن ابنها أصبح مطلوب ومطارد للجيش الصهيوني وانه ألتحق بصفوف المقاومين في الضفة المحتلة، ردت الحاجة أم ثائر باعتزاز " الحمد لله رب العالمين، انا بدي ابني يكون زي هيك وبحب كل أولادي يطلعوا هيك يا ابني أحنا ربيناهم مش عشان يأكلوا ويشربوا لا حاشى لله ، آحنا ربيناهم يجاهدوا , ربيناهم رجال يدافعوا عن قضيتهم وعن وطنهم وعن مقدساتهم .

وعن تواصل جبر معها في فترة المطاردة ، تقول الحاجة أم ثائر كنت أشجعه دائماً على مواصلة طريق المقاومة والجهاد ولم أكن أمنعه.

ثم تتذكر كلامه في المكالمة التي جرت بينهما بعد عملية جبر الأولى، وتقول هو بالأساس كان ماضي ومصمم على مواصلة الطريق حتى ينال الشهادة بإذن الله.

وهو قال لي " ياما أنا ماضي في هذه الطريق على طول ان شاء الله،واحتسبيني عند الله عشان أنفعك يوم الموقف العظيم ".

وتتابع الأم المحتسبة جبر رحمه الله كان دائما ما يهيئ لنا خبر استشهاده، وكان يبعث لي أبناء عمه يخبروني أنه عاجلاً إم آجلاً بإذن الله سيرتقي شهيداً، وكنت أخبره عن خوفي من إن يقع أسيراً في يد الجيش الصهيوني لكثرة ما سمعت عن أساليب التعذيب الصهيونية، فكان يرد واثقاً بالله بإذن الله لن اكون يوم أسير وستحتسبينني عند الله شهيداً.

بطولاته ضد الصهاينة

وتروي الحاجة أم ثائر بكل فخر عن بطولات الشهيد القائد جبر الأخرس رحمه الله وتقول في أحد الأيام كنت أجلس أمام التلفاز وأتابع الأخبار فاذا بالمذيع يقول هناك فدائي يقنص جندي صهيوني، فرفعت يدي للسماء حينها وأنا أشاهد الطلق وهو يخترق رقبة الجندي الصهيوني ودعيت الله " يارب يجعل هذا الطلق من يد أحد أبنائي " ويشاء الله إن تكون عملية القنص هذه هي إحدى عمليات الشهيد جبر رحمه الله حين قنص جندي على " قبر رحيل ".

وأردفت قائلة " هذا الجندي القتيل في تلك العملية كان مهندس برتبة ضابط في الجيش الصهيوني، وتتذكر حينها مقولة جبر رحمه الله التي كان دائما ما يحدثها بها قائلاً " أنا عيني ياما بتاكلني على الضباط، هما إلي بيدوا أوامر القتل والذبح ".

وتذكر ايضا عملية قام بها الشهيد جبر رحمه الله بين عتصمون والخليل قتل فيها أربعة مستوطنين وأصاب خمسة أخرين، ثم عملية النفق الشهيرة في مدينة بيت لحم والتي قتل فيها 3 من جنود الاحتلال.

أما عملية قنص جندي على قبة رحيل فتروي تفاصيلها الحاجة أم ثائر مبتسمة إن الشهيد جبر رحمه الله كان يجلس وسط أصدقائه ثم أستأذن منهم قائلاً " خليكو على الراديو هتسمعوا أخبار حلوة،ثم غاب نصف ساعة وعاد فكان الخبر العاجل عن قنص جندي صهيوني على قبة راحيل ".

ورداً على سؤال مراسل قــاوم عن شعورها وهي تتلقى أخبار بطولات وعمليات جبر رحمه الله، ردت الحاجة أم ثائر كنت أستقبلها بكل فخر ورحب ودائما راسي مرفوعة بتلك العمليات التي كان يقوم بها جبر رحمه الله.

نال ما تمنى " الشهادة ".

وعن يوم تلقيها خبر استشهاده تقول والدتهالصابرةالمحتسبة ،كنت جالسة في الغرفة وجاء أحد أخوته الصغار يصرخ ويقول " ياما بيقولوا جبر استشهد"، فقولت بقلب الأم " أنتو مستعجلين على موته ياما، مهو كل يومين محاصر ".

ولكن بعد قليل بدأ الناس في التجمع، وعندما أيقنت أن جبر رحمه الله نال ما كان يتمناه قولت " إن لله وان اليه راجعون، أخيراً يا جبر ياما، يارب صبرني، ثم قومت وصليت العصر واحتسبته عند الله شهيداً ".

أم الشهيد تصف الشيخ الشهيد " أبوعطايا" بالمجاهد صاحب الروح الإنسانية

ورداً على سؤال مراسل قاوم عن يوم التشييع، أول ما تبادر إلى ذهن الحاجة ام ثائر هو الشهيد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " الأمين العام المؤسس للجان المقاومة في فلسطين.

وتابعت " الله يرحمك يا أبو عطايا، أسئل الله أن يجعل الجنة مثواه " كان رحمه مجاهد عنده الروح الإنسانية، كان يحوم حولين المنزل متردد في الدخول وأخباري عن استشهاد جبر رحمه الله، وتتابع أم ثائر حديثها كان أبو عطايا رحمه الله حاضراً للاشتباك الاخير لجبر على الجوال، فكان أخر شخص تواصل معه جبر أثناء اشتباكه هو أبو عطايا وسمعه صوت الاشتباكات على الجوال ثم بعدها كسر الشريحة بأسنانه كي لا تقع في أيدي اليهود.

الشهيد جبر رد على العدو عندما طالبه بتسليم نفسه " الغزاوي طالب شهادة "

وعن حادثة استشهاد جبر تروي الحاجة أم ثائر إن صاحبة المنزل الذي كان يحتمي فيه الشهيد جبر رحمه الله أتصلت بها وأخبرتها بتفاصيل الحادثة و إن الوحدات الخاصة الصهيونية طوقت المنزل بالكامل ثم طرقت الباب وطلبت منها إن تخبر " الغزاوي " أنه يسلم حاله بدون مقاومة وأنه محاصر من جميع الجهات , فرد عليها جبر رحمه الله احكيلهم " الغزاوي " طالب شهادة ومش هيسلم حاله .

وتستطرد والدة الشهيد جبر في رواية الحادثة بإن أم جهاد صاحبة المنزل حاولت أقناع جبر رحمه الله بتسليم نفسه قائلة " يابني باب السجن يمكن يفتح بابه مرة، لكن باب القبر ما بينفتح بالمرة فرد جبر أنا ليل نهار بطلبها من ربنا إني أنول الشهادة، وصعد إلى سطح المنزل وبدء الاشتباك الذي أستمر ساعة ونصف بمفرده مع جيش الاحتلال قبل استشهاده ".

ثم تتابع حديثها، وكما رثت الخنساء أخيها صخر، أنا بوبتها لرثاء جبر رحمه الله , وتكمل بفصاحة بالغة متابعة ألقاء قصيدة الرثاء :

يذكرني طلوع الشمس جبراً .. وأذكره لكل غروب شمس

فلولا كثرة الباكين حولي .. على أبنائهم لقتلت نفسي

هما كلتاهما تبكي ابنها .. عشية رزئه او غب أمس

وما يبكين مثل أبني ولكن .. أعزي النفس عنه بالتأسي

فلا والله لا أنساك حتى .. أفارق مهجتي وأشق رمسي

فقد ودعت يوم فراق جبراً .. آبي حسان لذاتي وأنسي

رسالة لرجال المقاومة.

وبمناسبة الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد جبر الأخرس " قائد ألوية الناصر صلاح الدين في الضفة المحتلة " وجهت والدة الشهيد رسالة لرجال المقاومة تطالبهم بشد الهمة والعزيمة وإن يعلموا إن النصر قادم بإذن الله ما دامت القلوب متحدة ومتوكلين على الله مرددة الآيات " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ".

رسالة لأمهات الشهداء.

وفي رسالتها لأسر وأمهات الشهداء قالت الحاجة أم ثائر " أنا أم شهيد ونحن نفتخر بأبنائنا الشهداء ونحتسبهم عند الله، وهم والله أفضل من أبنائنا الباقين،

عزائنا فيهم أننا نحتسبهم شهداء بإذن الله، رافعين رؤوسنا فيهم، فهم يدافعون عن قضية عادلة شرفنا بها المولى عز وجل، فقد كتب الله علينا إن نكون أمة مجاهدة ونجاهد ونقاتل الكفار من أجل قضية عادلة، ونحن بفضل الله نمتلك القوة والعزيمة التي يفتقدها أعدائنا لأن الله أمدنا بها.

فهم يبكون أبنائهم طول العمر لأنهم يعلمون إن مصيرهم جنهم، أما نحن فنحتسبهم شهداء في الفردوس بإذن الله.

مختتمة حديثها بآية " وَلاَتَهِنُوا وَلاَتَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنكُنتُم مُّؤْمِنِينَ" .

شاهد فيديو اللقاء : -