Menu

حـــرب الفرقان ... الذكري السنوية الخامسة

قــاوم / يعيش الفلسطينيون اليوم الذكرى الخامسة لمعركة الفرقان كما تطلق عليها المقاومة الفلسطينية، أو عملية الرصاص المصبوب كما يطلق عليها جيش الاحتلال الصهيوني ، وهي عملية عسكرية ممتدة شنها الجيش الصهيوني على قطاع غزة من يوم 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009.

وجاءت العملية بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر، كان قد تم التوصل إليها بشكل غير مباشر  بين فصائل المقاومة ودولة الاحتلال برعاية مصرية في يونيو 2008، حيث خرقها الاحتلال 162 مرة، ورفض رفع الحصار الذي يفرضه على القطاع وبالتالي عدم قبول المقاومة بتمديد التهدئة.

ومنذ انتهاء التهدئة رسميا يوم الجمعة 19 ديسمبر 2008 أطلقت المقاومة أكثر من 130 صاروخا وقذيفة هاون على مناطق في جنوب الكيان الصهيوني .

وبدأت دولة الاحتلال العملية السبت 27 ديسمبر 2008 في الساعة 11:30 صباحا بالتوقيت المحلي، وأسفرت عن استشهاد 1430 فلسطينيا (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة نحو 5 آلاف آخرين، إلى جانب مقتل 13 جنود صهيوني وإصابة 400 آخرين أغلبهم أصيبوا بالهلع، حسب اعتراف الاحتلال، لكن المقاومة أكدت أنها قتلت قرابة 100 جندي خلال المعارك بغزة.

وقالت دولة الاحتلال في ذلك الحين إنها ترمي من خلال هذا العدوان إلى تقويض حكم حركة حماس في قطاع غزة، واستعادة الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط، ووقف إطلاق الصواريخ انطلاقا من قطاع غزة.

كان اليوم الأول من الهجوم الأكثر دموية من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948؛ إذ تسبب القصف الجوي الصهيوني بمشاركة 60 طائرة في مقتل أكثر من 200 فلسطينيا وجرح أكثر من 700 آخرين، مما حدا إلى تسمية أحداث اليوم الدامية بمجزرة السبت الأسود في وسائل الإعلام.

وأشار المركز الفلسطيني للدراسات الصهيونية إلى أن دولة الاحتلال تعمدت خداع فصائل المقاومة ، حيث فتحت المعابر وأدخلت 428.000 لترا من الغاز الصناعي ونحو 75 طناً من غاز الطبخ بالإضافة إلى 105 شاحنة إغاثة قبل يوم واحد من العملية.

وأعلنت دوة الاحتلال يوم الجمعة 26 ديسمبر 2008 عن مهلة 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ، مهددة فصائل المقاومة بعملية عسكرية واسعة في حال عدم الاستجابة، وجاءت هذه العملية خلال أقل من 24 ساعة من منح مهلة ال48 ساعة.

يذكر أن هذه المجزرة قد جاءت بعد زيارة وزيرة الخارجية الصهيونية ليفني لمصر قبل المجزرة بأقل من 48 ساعة، معلنة من القاهرة أن دولة الاحتلال لن تسمح بعد الآن باستمرار سيطرة حماس على غزة وستغير الوضع".

ووجهت العديد من الاتهامات إلى المسؤولين المصريين والنظام المصري المخلوع بالتواطؤ مع دولة الاحتلال في التخطيط للعملية.

استهدفت العملية العسكرية كل المقار الأمنية في قطاع غزة والمقار التابعة للحكومة الفلسطينية وفصائل المقاومة  وأدى القصف إلى استشهاد أكثر من مائة من قوات الشرطة والأمن الفلسطينية وعلى رأسهم اللواء توفيق جبر مدير شرطة غزة والعقيد إسماعيل الجعبري مسؤول الأمن والحماية في قطاع غزة.

ذهب ضحية العملية نحو 437 طفلا تحت سن السادسة عشر، واستهدفت الكثير من المنازل في القطاع وعشرات المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات والمقار الصحية، إضافة إلى المقر الرئيسي لـ"أونروا" في الشرق الأوسط.

وقالت تقارير صحفية وخبراء أوروبيون إن دولة الاحتلال استعملت خلال العدوان أسلحة محرمة دولياً في عدوانها على غزة، حيث حملت أجساد بعض الضحايا آثار التعرض لمادة اليورانيوم المخفف بنسب معينة.

وردت المقاومة الفلسطينية علي المجزرة بقصف المستوطنات بعشرات الصواريخ محلية الصنع. كما سقط صاروخين علي مستوطنة "غاف يافني" الواقعة على مشارف اسدود، وهي أبعد نقطة تصل إليها الصواريخ الفلسطينية في ذلك الحين.

إبان العملية، لام وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط حماس، وحملها مسؤولية ما يحدث في غزة، حيث قال في تصريح له لوكالات الأنباء "قامت مصر بتحذير حماس منذ فترة طويلة بأن إسرائيل ستقوم بالرد بهذا الأسلوب، فليتحمل اللوم هؤلاء الذين لم يولوا هذا التنبيه أهمية" قاصداً حماس.

وأعلن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بتاريخ 31 ديسمبر 2008 بأنه لن يفتح معبر رفح دون حضور السلطة الفلسطينية ومراقبين أوروبيين، وحمل حركة حماس المسؤولية عن هذا الهجوم الصهيوني .

وفي 18 يناير 2009، أي بعد 22 يوما من بدء المعركة، انسحبت جيش الاحتلال من قطاع غزة وأوقفت عملياتها بشكل أحادي الجانب، فيما أعلن الفلسطينيون أنهم انتصروا في معركة الصمود، دون ان يمكنوا الاحتلال من تحقيق أهدافه.