Menu

تقرير : مخيم جنين .. أسطورة المقاومة

قــاوم _ وكالات /

عُرف مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في تاريخ القضية الفلسطينية، بتفرده بنكهة مقاومة خاصة، ميزته عن غيره من المناطق الفلسطينية داخل الضفة الغربية المحتلة، فهو بذاك التفرد، انتقل إلى طور العالمية، فارتبط اسمه دائمًا وأبدًا بالمقاومة.

 

كان ولا زال وسيبقى، سيد المقاومة ورأس حربتها في الضفة الغربية، لم ترهبه المؤامرات ولا الحروب الاستخباراتية أو العسكرية، ولم توقف مقاومته ما وصل إليه حال السلطة الفلسطينية من غرق في وحل التنسيق الأمني البغيض مع المحتل.

 

استشهاد السعدي

اليوم، ومواصلةً لنهج المقاومة والكفاح، يقدم مخيم جنين شهيدًا جديدًا على درب تحرير الأرض، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال المخيم مساء أمس، لاعتقال حمزة أبو الهيجاء، نجل الأسير والقيادي في حركة حماس جمال أبو الهيجاء.

 

وشهد المخيم عقب الاقتحام، اشتباكات مسلحة بين مقاومين من أبنائه، وجنود الاحتلال، فما إن تمكن جنود الاحتلال من الوصول إلى منزل القيادي أبو الهيجاء وتفجير بابه، حتى أُعلن عن استشهاد الشاب نافع السعدي، الذي تمت تصفيته داخل المنزل بدم بارد.

 

وشهد المخيم ليلًا، وبعد انتهاء عملية الاقتحام، مسيرة حاشدة استقبلت جثمان الشهيد السعدي، بعد احتجازه من قبل قوات الاحتلال، حيث ردد المشاركون هتافات تطالب بإطلاق يد المقاومة ووقف المفاوضات مع الاحتلال.

 

واكتست مدينة جنين بالسواد، لتعلن الإضراب العام والحداد على روح الشهيد السعدي، حيث أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في جنين حالة الحداد، عبر إغلاق المحال التجارية.

 

حملة الأجهزة الأمنية

لم يُصِبْ مخيم جنين الأذى من الاحتلال فحسب؛ فقد استهدفته الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بشكل علني قبل عدة أشهر، مواصلةً لحربها الاستخباراتية الخفية منذ سنوات.

 

وأعلنت الأجهزة الأمنية عن تنظيمها حملة أمنية بهدف ملاحقة من سمتهم "المخالفين للقانون ومروجي المخدرات والمطلوبين للعدالة"، فما كان منها إلا أن أعدّت العدة ودخلت المخيم، فلاحقت المقاومين والمطلوبين لقوات الاحتلال، وعلى رأسهم حمزة نجل القيادي أبو الهيجاء، بالإضافة إلى القيادي في الجهاد الإسلامي محمود السعدي.

 

وقد أشعلت الحملة الأمنية للسلطة على مخيم جنين، موجة واسعة من الاستنكار والرفض لملاحقة الأجهزة الأمنية للمطلوبين لقوات الاحتلال، واقتحامهما لمنازل الشهداء والأسرى.

 

معركة المخيم

تاريخيا؛ سجّل مخيم جنين في كل مراحل النضال الفلسطيني، صفحاته النضالية ناصعة البياض، فكان له حكاياته الخاصة، وكان لتجربة رجاله بالمقاومة، وقعًا خاصًا لدى الشعب الفلسطيني، الذي استفاد الكثير من خبرة أبطال المخيم.

 

ولم يُعرَف مخيم جنين بالمقاومة فحسب، بل كان له كذلك بصمته الوحدوية الخاصة، فقد شهدت شوارعه وأزقّته صولات وجولات لرجال المقاومة من شتى الفصائل الفلسطينية التي كانت تعمل خلال معركة المخيم ضمن انتفاضة الأقصى، كخلية نحل واحدة.

 

ويذكر أبناء المخيم المقاوم، بل أبناء الضفة الغربية جمعاء، كيف كان رجال ألوية الناصر صلاح الدين و القسام والسرايا وكتائب شهداء الأقصى وأبو علي مصطفى، يقاتلون جنود الاحتلال الذين حاصروا المخيم، فكان من بين أولئك القادة، الشهيد القسامي القائد نصر جرار، والشهيد يوسف ريحان المعروف بـ"أبي جندل"، وهو قائد كتائب شهداء الأقصى في المخيم، وكذلك الشهيد القائد محمود طوالبة قائد سرايا القدس.