Menu

بعد عام من الحرب : مجزرة الدلو وجرائم الاحتلال بغزة

قــــاوم / قسم المتابعة / بعد عام من المجزرة، أبشع المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في حربه الثانية على قطاع غزة قبل عام وهي "مجزرة عائلة الدلو" التي راح ضحيتها عائلة كاملة.

طالت ساعات البحث تحت أنقاض منزل عائلة الدلو بحي النصر شمالي مدينة غزة دون العثور على أحياء، فكلما تعمقت الحفريات وأعمال إزالة الركام، زاد عدد الشهداء وتعقدت مهمة البحث عن المفقودين.

واستمرت طواقم الدفاع المدني وفرق المساندة الحكومية لساعات وهي تزيل ركام أنقاض المنزل الذي دمرته غارة نفذتها طائرة حربية صهيونية دمرت المنزل على ساكنيه وسوته بالأرض مما أدى لاستشهاد 11 مواطنا.

وبين هؤلاء الشهداء خمسة أطفال أصغرهم إبراهيم (11 شهراً) وثلاث سيدات اثنتان منهن مسنات، مما دفع إلى تحذيرات من أن تصاعد العدوان ضد المدنيين في غزة قرار مسبق من الاحتلال لزيادة عدد الضحايا.

وقال أبو أحمد المدهون -أحد جيران المنزل المستهدف- إن القصف الصهيوني كان قوياً وإن المنزل سوّي بالأرض ولحقت أضرار فادحة بالمنازل المحيطة و أن معظم الضحايا والمصابين من الأطفال والنساء.

وأوضح أبو أحمد "جاء مباغتاً وأن المنزل لم يكن مخلى من سكانه، حيث اعتقدوا أنهم غير مستهدفين، لكن الواضح لنا في غزة أن الاحتلال يتعمد زيادة عدد الضحايا من المدنيين لإظهار انتصارات وهمية على حساب الأطفال والنساء".

توالي الجرائم
ولم تكن مجزرة عائلة الدلو الوحيدة في اليوم الخامس للعدوان المتصاعد على قطاع غزة، فبعدها بساعة واحدة استهدفت طائرة صهيونية سيارة نقل مياه غربي مخيم جباليا للاجئين مما أدى لاستشهاد سائقها سهيل حمادة (42 عاماً) وطفله مؤمن (12 عاما).

وقال شقيق الشهيد حمادة إن شقيقه خرج رغم تحذيراتهم وتوسلات زوجته ليوصل مياه الشرب النظيفة لسكان الحي، لكن صاروخاً صهيوني باغته وعاجله فلقى ربه شهيداً.

وأضاف شقيق الشهيد أن سيارة نقل المياه معروفة في غزة وأن طائرات الاستطلاع التي تحوم في سماء غزة على مدار الساعة ترصد وتعلم أنها سيارة نقل مياه، لكنهم قصفوا السيارة "لإيلام العائلة والشعب الفلسطيني وزيادة عدد الضحايا".

وتكرر في اليومين الرابع والخامس للعدوان على غزة استهداف طائرات الحرب الصهيونية منازل مدنية وسيارات مواطنين مما أثار مخاوف حقيقية بشأن إمكانية توسيع نطاق الحملة العسكرية في غزة وتوسيع أهدافها لتشمل المدنيين.

وتُذكر مشاهد الأطفال في ثلاجات الموتى بحجم المعاناة التي يعاني منها الطفل الفلسطيني المفروض حمايته وفق القوانين الدولية وقت الحروب، لكن الاحتلال متهمة دائماً وفق النظرة الفلسطينية بتعمد استهداف الأطفال.

توسيع العدوان
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الطبيب أشرف القدرة إن مجزرة عائلة الدلو حصدت خمسة أطفال، كانوا داخل المنزل الذي دمره الاحتلال على ساكنيه، موضحاً أن "ذنب الأطفال الوحيد أنهم فلسطينيون".

وأوضح القدرة أن وزارته رصدت تعمد استهداف الاحتلال الصهيوني للأطفال والنساء وايقاع أكبر عدد من الضحايا، وهذا يفرض على المجتمع الدولي الذي يتغنى بحقوق الطفل وحقوق الإنسان العمل بجدية لوقف انتهاكات الاحتلال .

أما مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس فقال إن المركز رصد استشهاد 15 طفلاً وتسع سيدات في العدوان المتواصل على القطاع منذ خمسة أيام، وجرح 598 بينهم 182 طفلاً و102 سيدة.

وأضاف يونس أن الاحتلال تسعى عبر استهدافها المدنيين وتوسيع دائرة الضحايا فيهم إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بشروط التهدئة التي تسعى لفرضها، محذراً من أن ذلك قد يتصاعد إذا لم يقم المجتمع الدولي بدوره الحقيقي.

ونبه يونس إلى أن الخطورة فيما يجري تكمن في عدم وجود أي رادع أمام الاحتلال التي تتخلى عن قواعد حقوق الإنسان وتضرب عرض الحائط بالقانون الدولي الذي ينص على حماية المدنيين وخاصة أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.

وشدد يونس على أن ما يجري في غزة سقوط مدوٍ الاحتلال يجب العمل لما بعده عبر توسيع دائرة التوثيق لما يجري ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة الذين يعملون وفق الغطاء الدولي الممنوح لهم.