Menu

مؤتمر حق العودة بالأردن: القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها

قـــاوم- قسم المتابعة - أجمع مشاركون في مؤتمر "حق العودة"، الذي أقيم اليوم السبت في الأردن، أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بديلاً عن وطنه إلا الجنة، مطالبين الدول العربية بدعم هذا الحق، والوقوف أمام مشاريع "التوطين".

وقال رئيس مجلس الأعيان الأردني السابق طاهر المصري خلال رعايته افتتاح مؤتمر العودة الثاني الذي عقدته نقابة المهندسين الأردنيين، بالتعاون مع الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين "عائدون" في مجمع النقابات المهنية الأردنية، تحت شعار "عائدون رغم الصعاب": "إن القضية الفلسطينية دخلت في أخطر مراحلها، بعد أن ذهب المحتل الصهيوني بعيدا في تنفيذ مخططات التهويد والتهجير والاستيطان، وطمس المعالم العربية والإسلامية في فلسطين".

وأضاف: "إن المحتل الصهيوني يتأهب لجريمة العصر بحق القدس والمقدسات، غير آبه للتبكي على مبادئ الحرية والعدالة وحقوق الإنسان". مشيرا إلى "أن الكيان الصهيوني خارج نطاق السؤال والحساب والعقاب! ولها أن تفعل ما تشاء ما دام ذلك يخدم خطتها في الهيمنة التامة على كامل فلسطين في البحر إلى النهر!".

وبين المصري أن الدهاء الصهيوني وداعميه "مَكَّنَ من تحويل القضية الفلسطينية من قضية عالمية إلى قضية عربية فحسب، وأصبح الحديث عن قضية فلسطين مقتصراً على الاستيطان الذي يعيق عملية السلام"، متسائلاً: "أي سلام هذا الذي لا يعترف بأبسط حق من حقوق الشعب الفلسطيني الرازح تحت وطأة سيف الاحتلال وجبروته؟!".

وأكد أن "حق العودة" يرقى إلى حد القداسة، وهو حق لا مجال للتنازل عنه أبداً، وهو أصل الصراع كله ما دام هناك من يطالب مخلصاً به.

وشدد على ضرورة التمسك بـ"حق العودة" والاحتفال به باستمرار، وبالذات عندما يصبح معراج الرسول صلى الله عليه وسلم، ومكان السجود في الأقصى، محل تهديد مباشر من جانب المحتل الذي لا يقيم وزناً لمبدأ او قيمة او حق، ولا يتقن غير نهج القتل والتشريد والتهويد وسلب حق الغير.

وقال نائب نقيب المهندسين الأردنيين المهندس ماجد الطباع إن "ثوابت الشعب الفلسطيني التي يقدمها المفاوض الفلسطيني في مفاوضاته العبثية باتت سلعة رخيصة، يتآمر عليها للحصول على مكتسبات وهمية، في وقت يشرع الكنيست الإسرائيلي بمنع أن يكون الأقصى مادة للمفاوضات، أو التنازل عنه للفلسطينيين، وبالتقسيم الزماني والمكاني للاقصى الذي أصبح عرضة للاستباحات من قطعان المستوطنين".

وأضاف: "رغم ذلك لم نسمع بقطع تلك المفاوضات، ولكن على العكس أصبحت المقاومة للمشروع الصهيوني التمددي هي العدو الرئيس للسلطة الفلسطينية، واعتقال المقاومين ومطاردتهم الهم الأكبر لتلك السلطة التي توقفت عن دعم المقاومة وحمايتها وكشفت ظهرها للعدو".

وأشار إلى أن "المؤتمر هو تعبير عن الضمير العربي والإسلامي والفلسطيني الذي لا يقبل التنازل عن الحق ولو طال الزمن".

من جانبه قال رئيس الجمعية كاظم عايش إن "انعقاد المؤتمر يأتي واللاجئون الفلسطينيون يعانون في شتى أماكن وجودهم أصنافاً من الأذى والتضييق غير المبرر، ابتداءً باللاجئين في سوريا، مرورا بلاجئي العراق، عدا عن التمييز العنصري الذي يعاني منه فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948".

وأشار إلى التضييق الذي تعاني منه الضفة، والحصار الذي تعاني منه غزة، والتهويد الذي تتعرض له القدس، وما يعاني منه الأسرى في سجون الاحتلال ، وما يعاني منه الشعب الفلسطيني عموما من الفرقة والتمزق يحول دون توحدهم خلف مشروع وطني يجمع عليه الشعب الفلسطيني.

وأكد نقيب المحامين الأردنيين الأسبق صالح العرموطي أن "حق العودة" لا يتحقق بالمفاوضات، وإنما بالجهاد والكفاح ورفع السلاح في وجه العدو الصهيوني. وأكد أنه لا يحق للمفاوض الفلسطيني التنازل عن هذا الحق، وأن المواثيق الدولية لا تعترف بأي اتفاق يتم بين شعب محتل او ممثلين عنه، والجهة التي تحتله.

وشدد على أن "حق العودة" حق قانوني وشرعي وأخلاقي لا يسقط بالتقادم، منتقداً ما سماه "التخاذل العربي" في ممارسة الضغوط على المجتمع الدولي لتفعيل هذا الحق.

وفي كلمة لفلسطينيي الـ 48؛ قال أسامة العقيبي: إن "الكيان الصهيوني وبممارساته التعسفية سرق ما يقارب 11 مليون دونم من أراضي النقب، وهجر عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية قسراً، وما يزال يمارس سياسة التهجير القسري". مؤكداً أن الشعب الفلسطيني في أراضي 48 متمسك بأرضه وبكل ذرة تراب فيها، ولن يتخلى عنها رغم كل المحاولات الصهيونية.

وتم على هامش المؤتمر إطلاق حملة جمع التوقيعات على الحملة الدولية؛ لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن "وعد بلفور".

وناقش المؤتمر أوراقاً حول "حق العودة" وواقع اللاجئين الفلسطينيين في ظل الأوضاع العربية المتغيرة، قدمها حازم عياد، وورقة حول مشروع برافر الصهيوني قدمها أسامة العقيبي.