Menu

السياحة في القدس .. تاريخ وعراقة على شفى الإندثار

قــاوم _ القدس المحتلة / تصارع مدينة القدس الشريف وكافة محتوياتها التاريخية والبشرية أكبر المخططات الصهيونية التي تسعى لجعلها على شفى حفرة من الإندثار، من أجل تحويلها من مدينة عربية إلى يهودية الطابع.

وتعمل سلطات الاحتلال على ذلك من خلال بسط سيطرتها على كل قطاعاتها الحياتية ومن بينها القطاع السياحي، حيث تعد المدينة من أقدس وأعرق دول العالم بفضل وجود أهم المعالم التاريخية والدينية فيها.

ويشكل القطاع السياحي مصدر رزق للتجار المقدسيين وأدلاء السياحة وتوابع هذا القطاع، إلا أنه وفي الآونة الأخيرة وبفعل إجراءات الإحتلال المشددة في المدينة وبناء الجدار العازل والمستوطنات وإقامة الحواجز العسكرية وفصلها عن بقية المدن الفلسطينية المحتلة عوامل أدت بمجملها إلى تراجع القطاع السياحي.

فالقطاع السياحي بمجمله يعتبره الفلسطينيون بشكل عام والمقدسيون بشكل خاص من أهم القطاعات التي تشكل مصدر رزق للسوق الفلسطيني، إلا أنه لا يعتبر من مصادر الإستقرار الدائم بفعل مواجهته الدائمة للتحديات الصهيونية في مدينة القدس الشريف.

وقال مدير الحجوزات والغرف في الفندق الوطني بالقدس مجدي الشهابي لمراسل "المركز الفلسطيني للاعلام": "خلال الثلاث سنوات الأخيرة، كان هنالك انتعاش سياحي اقتصادي جيد في مدينة القدس لكونها مدينة الأنبياء التي يتوافد إليها السياح من شتى أنحاء العالم، فالفندق الوطني بالقدس أعيد ترميمه عام 2010، وهو يركز بشكل كبير على السياحة الإسلامية والمسيحية، ويعتمد بقوة على شرائح معينة من السياح المتوافدين من خارج البلاد.

المعيقات
ويضيف الشهابي "هنالك العديد من المعيقات التي تقف عقبة في وجه القطاع السياحي الفلسطيني، من أهمها الوضع السياسي الذي يؤثر بشكل مباشر على قطاعي السياحة والاقتصاد، إضافة إلى عدم تجاوب السياح لزيارة الأماكن المقدسة ويعتمد ذلك على رفض التأشيرات وتأخيرها"، مؤكداً على أن مصداقية العملية التسويقية تساهم في استقطاب عدد كبير من  السياح إلى الفنادق الفلسطينية.

مدينة مميزة
وبدوره؛ قال شكيب الحسيني مدير العمليات في فندق السان جورج بالقدس لـ"مراسل المركز الفلسطيني للاعلام": "مدينة القدس مدينة مميزة، فهي من أهم المدن التي تحتل مكانة هامة في العالم بحيث أن الإقبال عليها قوي جداً، فالقطاع السياحي يعتمد على الشرائح السياحية فقط للذين يتوافدون كحجاج لزيارة الأماكن المقدسة، بعكس الشرائح التي تتوافد إلى دول أخرى من أجل الرفاهية والاستمتاع بجماليات المدن".

ويشير الحسيني إلى المعيقات التي تواجه القطاع السياحي، كالمساحة غير الكافية لاستيعاب كمية النزلاء من خارج البلاد، والتي بدورها تستوعب أكبر عدد من الحجاج المتوافدين إلى مدينة القدس، كما أن الدليل السياحي الصهيوني يلعب دور فاعل وحساس في القطاع السياحي  فأولويته للفنادق والسوق الصهيوني، فيجب أن يكون هنالك خطة للعمل بشكل جماعي لانجاح العملية التسويقية التي تعتبر عملية أساسية في قطاع السياحة.

ركود سياحي
وفي السياق ذاته؛ قال راجي خوري المدير التنفيذي لشركة شيبرد للسياحة والسفر "هنالك ركود سياحي كبير ما بين عام 2000 -2005، ولكن الوضع تصاعد تدريجياً ليحتل مكانة لا بأس بها مقارنةً بدول أخرى، فحواجز الاحتلال ومستوى الفنادق العربية الفلسطينية التي لا تقارن بمستوى الفنادق الصهيونية تمثل العائق الوحيد في انعاش اقتصاد مدينة القدس"، ويشير إلى أن العملية التسويقية سلاح قوي لمنافسة الطرف الآخر الذي بدورها تعتمد تلقائياً على العامل المادي، وأيضاً كثرة المكاتب السياحية الصهيونية بالخارج يؤثر بشكل كبير على العملية التسويقية.

هذا هو بعض من حال القطاع السياحي في قلب أقدس المدن العالمية، والذي يتراجع يوماً بعد يوم بسبب الإستهداف المباشر من قبل الإحتلال لكل معالم المدينة العربية، حيث أنه وبحسب إحصائيات نشرها مركز القدس للحقوق الإقتصادية والإجتماعية أنه وبعد عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني خسر القطاع السياحي أكثر من 50% من قوته الشرائية وتراجع كثيراً بسبب السيطرة التامة عليه من قبل سلطات الإحتلال، ومن هذا المنطلق يجب أن تتضافر الجهود الفلسطينية والعربية من أجل الحفاظ على هوية المدينة من خلال دعم القطاع السياحي من كافة النواحي.