Menu

انخسافات في البنى التحتية لمخيم عين الحلوة من المسؤول؟؟؟

قــــاوم / لبنان / «سعادة لم تكتمل»، بهذه الكلمات يصف أبناء مخيم عين الحلوة سير العمل في مشروع البنى التحتية، الذي طالما حلموا به لتحقيق نقلة نوعية في خدمات «الأونروا» المقدّمة إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ومعها الانتقال الى مرحلة جديدة من الحياة الكريمة؟...

لكن يبدو أن المشروع الحلم، بدأ يتبدد من خلال الملاحظات التي وضعها أبناء المخيم على آلية سير العمل به، والتي أدت الى حدوث انخسافات في الطرقات قبل انتهاء العمل بالمشروع، ليتحوّل المشروع من حل الى مشكلة، وكل ذلك جعل أبناء المخيم يطرحون العديد من التساؤلات:

- من المسؤول عن هذا الخلل، ولماذا لا يتم تأمين الرقابة من قبل «الأونروا» على مدار فترات العمل؟

- من المستفيد من عدم مراعاة المواصفات في تنفيذ البنى التحتية، ولماذا الإصرار على عدم جودة الخدمات المقدّمة الى الفلسطينيين؟

- هل ستستجيب إدارة المشروع والجهة المخوّلة الرقابة عليه على الملاحظات التي تم رصدها، وماذا عن الخطوات الاحتجاجية المقبلة؟

«لـواء صيدا والجنوب» زار مخيم عين الحلوة لتسليط الضوء على ما رصدته اللجان المعنية بالإشراف على عمل البنى التحتية في المخيم، وعاد بهذه الانطباعات...

الخبرة تكشف الخلل

مع أول زخات المطر تكشّفت لأبناء المخيم ما تم رصده من ملاحظات لم تغب عن بالهم منذ بداية المشروع، خصوصاً أن العديد منهم عمل طويلاً في مشاريع مماثلة في لبنان ومع شركات متعددة، فجاءت الخبرة لتكشف الكثير من الملاحظات، والتي تتخلص في عدم مراعاة المواصفات في تنفيذ البنى التحتية لمخيم عين الحلوة، الأمر الذي ينذر بكارثة بدأت تتكشف من خلال الانخسافات وتشقق الطرقات حتى قبل الانتهاء من المشروع.

كل ذلك استدعى لجوء الأهالي الى المشرف على مشروع البنى التحتية من قبل «لجنة المتابعة الفلسطينية» أبو وائل زعيتر الذي نقل بدوره الملاحظات الى إدارة «الأونروا» في لبنان.

عدم مراعاة المواصفات

{ وأشار أبو وائل زعيتر الى «أن مشروع البنى التحتية انتظره أبناء المخيم منذ عشر سنوات، وهو مشروع قيّم ينهض بالبنى التحتية للمخيم، ففي السابق كانت مياه الشتاء تتداخل مع مياه الشفة وبالتالي اندماجهما مع مياه المجاري، وهذا الأمر يؤدي الى التلوث، فجاءت فكرة مشروع البنى التحتية كإنقاذ للمخيم وتحقيق انجاز أبدي وليس مرحلي، ولكن ما يجري حالياً يوحي بأن المشروع كأنه يهدف الى خدم مرحلة محددة كون التنفيذ لم يراع المواصفات التي تم ذكرها سابقاً. وما رصده الأهالي كان أكثر من واضح، فالمشروع الذي وضعت له ميزانية تزيد عن 2 مليون دولار، تم تلزيمه من منفذ الى آخر، وبالتالي يبدو واضحاً أن هدف المنفذ هو التوفير، وفي ظل ضعف الرقابة من قبل «الأونروا» على عملية التنفيذ تم رصد العديد من الخلل في تنفيذ مشروع البنى التحتية للمخيم».

البنى التحتية خط أحمر

وقال: «على سبيل المثال، نرى أنه لم يتم مراعاة المسافات بين قضبان الحديد وكذلك عدم فلش مواد أسفل وفوق القساطل، إضافة الى عدم وجود شبكة من الحديد واستخدام أغطية قديمة وعدم وضع كميات كافية من الترابة، وكأن هناك اعطاء هامش من قبل المراقبين للمتعهد كي يعمل ما يريد».

وختم زعيتر: «تم رفع كتاب الى إدارة «الأونروا» لتبيان الملاحظات التي أدت الى خسوفات في الطرقات، وإذا لم تستجب «الأونروا» لمطالبنا فإننا سوف نخاطب جميع جماهير مخيم عين الحلوة ومواصلة التحذير من الخلل في تنفيذ مشروع البنية التحتية التي هي خط أحمر، يجب أن تنفذ ضمن المواصفات المطلوبة وليس بإستهتار، فنطالب بتحسين تنفيذ هذا المشروع، وعلى الفصائل والقوى تحمّل مسؤولياتها، لأن هذا المشروع مصلحة عامة للشعب الفلسطيني».

التواءات وانخسافات

{ بدوره عضو «لجنة حي فلسطين» والخبير في البنى التحتية عبد الرحمن الشاعر «أبو هشام» قال: «من خلال خبرتي في العمل على مدى 40 عاماً في البنى التحتية لمدينة صيدا ومنها 16 عاماً مع شركة «جينيكو» نلاحظ أن مواصفات تنفيذ المشروع لا تتناسب مع ما هو متعارف عليه، وبالرغم من أن المواصفات للمشروع لا يستطيع الأهالي الاطلاع عليها، فإن أي شخص لديه خبرة في هذا العمل يعلم أن عدم مراعاة المواصفات سيكون له نتيجة حتمية واحدة وهي حدوث الانخسافات في الطرقات، وهو ما حدث فعلاً».

وأضاف: «ما تم تنفيذه غير مرضي من خلال المشاهدات العينية، فمساحة الطريق بين «جامع خالد بن الوليد» ومكب نفايات «الأونروا» يبلغ 330 متراً مربعاً تم وضع ما بين 96 كيساً من الترابة الى 100 كيس، وحسب الحسابات كان المفروض أن يتم وضع ضعف عدد الأكياس في هذه المنطقة، وتم فلشها بخلطها بالرمل والبحص دون جبلها، ولم تتم مراعاة المستويات في الطرقات من خلال وضع علامات لتحسين المستويات في الطريق كما لم يتم رفع الحديد بواسطة وضع «البيسكورس» أسفله، أما الأغطية فلاحظنا عدم وجود فراغات بين الحديد إضافة الى عدم وجود ملاقط للطبقات، وبالتالي فإن هذه الأغطية لم تراع أيضاً المواصفات، مما يؤدي الى إلتواء الحديد وحدوث الانخسافات».

خطوات تصعيدية

وأكد «أنه كان من الطبيعي أن يظهر للعيان البحص في الطرقات بسبب قلّة المونة الموضوعة، وبعد هذه المشاهدات اجتمعنا كلجنة للحي وقررنا رفع الصوت عالياً، والمطالبة بإعادة العمل من جديد، خصوصاً أن هذا المكان يشكل أحد أهم المداخل لمخيم عين الحلوة وتمر عليه الآليات الكبيرة، ونقلنا صوتنا الى لجنة المتابعة من خلال أبو وائل زعيتر».

وختم الشاعر: «إذا لم يتم الامتثال لمطلبنا بتصحيح هذا الخطأ سنقوم بخطوات تصعيدية منها اقفال الطريق، فالمطلوب من «الأونروا» بذل مزيد من الرقابة على المنفذ، لأنه يوجد مهندس مراقب واحد من قبل «الأونروا» فقط، وخلال عملنا على مدى 40 عاماً لم نر أسوأ من هذا التنفيذ الذي لا يراعي المواصفات، فقبل الشتاء كانت الخسوفات بداية في الطريق، وبعد زخات قليلة من المطر تحولت الطرقات الى وحول وحفر بعد جرف البحص، وهنا ندعو الجميع الى تصحيح هذا الخلل».

مطالبة من أهالي المخيم لإدارة «الأونروا» بتصحيح الخطأ وعدم تجاهل مطالب أبناء المخيم كون المشروع يشكل نقلة نوعية في تحسين حياة الأهالي، فيما عدم تنفيذه بالشكل المطلوب يؤدي الى مشكلة أكبر، وكي لا تتكشف مع الأيام المقبلة مشاكل أخرى.