Menu
تقرير : شارع "عتصيون - الأغوار" الاستيطاني.. ما خفي أعظم!

تقرير : شارع "عتصيون - الأغوار" الاستيطاني.. ما خفي أعظم!

قـــاوم – القدس المحتلة:   لم تتوان وسائل الإعلام الصهيونية عن نشر أخبار تتعلق بإنجاز مخطط افتتاح شارع يربط تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" المقامة على أراضي شمال الخليل بالبحر الميت شرق الضفة المحتلة، ولعل الأضرار المترتبة على هذا الطريق العنصري لا يمكن حصرها على حياة الفلسطينيين.   ولكن مشاريع أخطر بكثير تتخفى وراء مخطط افتتاح الشارع الذي سيكمل حزمة من الطرق الاستيطانية المسيطرة بقبضة حازمة على أراضي الضفة والقدس.   له ما بعده   ويقول الخبير في شؤون الاستيطان جمال عمرو لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن المشروع يأتي ليكون واقعا سياسيًّا جديدًا قبل أن يكون بنية تحتية جديدة صهيونية يقطع المشروع السياسي الفلسطيني برمته، حيث إن الشارع المسمى "عابر إسرائيل" شق فلسطين المحتلة عام 48 وشارع عابر الضفة شق الضفة من الجنوب إلى الشمال ويسيطر على آلاف الدونمات ويربط ربطا دقيقا وهائلا بين المستوطنات ويتلوى ويقطع أواصر التواصل الجغرافي بين المحافظات الفلسطينية.   ويشير الخبير إلى أن الشارع الجديد يأتي من الغرب إلى الشرق ليربط سلسلة مستوطنات "إفرات" و"غوش عتصيون" المقامة على أراضي شمال الخليل وجنوب بيت لحم بعضها ببعض لقطع أوصال الضفة من الجنوب والشمال، مبينًا بأن الاحتلال حين يشق طريقا يعلم العواقب المترتبة عليه والعذاب الذي سيزيده على الفلسطينيين؛ فعندما يريدون الدخول والخروج من قراهم وبلداتهم سيضطرون إلى النفاذ عبر منافذ ذليلة وصغيرة وغالبا ما تكون تحت الأرض عن طريق عبارات بصورة مهينة للغاية.   أما عن المشروعين الأخطر والمرتبطين بفتح هذا الشارع؛ فيضيف عمرو: "وصل المنطقة مع البحر الميت أنظر إليه من منظور آخر غير معلن وسري جدا، وهما مشروعان سوّقا عربيا وحازا على الموافقة مع بعض الرفض الفلسطيني الخجول، وسيغيران وجه الشرق الأوسط، الأول هو مشروع وصل وصل البحر الأحمر بالميت بحيث تصبح موانئ الكيان الصهيوني بالبحر الميت حية ترزق وموصولة تماما عبر هذا الشارع الرئيس الذي سيصل إلى "تل أبيب" (تل الربيع) في غضون دقائق، وهذا المشروع سيدمر قناة السويس برضًا أردني صهيوني مشترك وبخجل فلسطيني".   ويؤكد بأن المشروع الثاني هو مدينة زراعية صهيونية ضخمة جدا؛ حيث كان هناك لقاء وتشكيل غرفة عمليات صهيونية فلسطينية مشتركة وكأن المستوطنين لا يحرقون الزيتون الفلسطيني ولا يدمرون سلة الغذاء، لافتا إلى أن هذا التعاون تم لخدمة هذا الشارع لأن هناك مدينة زراعية صهيونية شمال أريحا وستكون عملاقة جدا ومخططاتها جاهزة بتمويل فرنسي لربطها بشوارع عرضية تصل لموانئ "تل أبيب" وموانئ حيفا ويافا.   ويتابع: "هناك شارع تم شقه من مستوطنة أرئيل شمال الضفة إلى الأغوار وهناك آخر من القدس للأغوار والآن هذا الشارع من "عتصيون" إلى الأغوار يعزز السيطرة على كامل التراب االفلسطيني والأغوار التي ستصبح بموجب اتفاقياتنا الغبية مع الكيان الصهيوني تابعة له وتحت سيطرته بالكامل".   التهام الأراضي   وإلى جانب تلك المشاريع الخطيرة التي تتم بمباركة من سلطة أوسلو واستئنافها للمفاوضات؛ تترتب على الطريق العنصري سلبيات عدة على أهالي شمال الخليل وجنوب بيت لحم وصولا إلى القدس.   ويقول منسق لجنة مقاومة الاستيطان في الخضر جنوب بيت لحم أحمد صلاح لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن افتتاح هذا الشارع يأتي لالتهام مزيد من الأراضي والدونمات الزراعية وضمها إليه بحجة دواع أمنية، وأن الشارع سيكون بمثابة الكارثة على سكان المنطقة.   ويشير إلى أن الشارع سيمر من تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" باتجاه مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي شرق القدس وحتى الخان الأحمر؛ أي أنه سيصادر عشرات آلاف الدونمات الزراعية، لافتا إلى أنه سيشكل صعوبة كبيرة على الفلسطينيين للمرور بين قراهم المختلفة وسيستغرقهم الوقت ساعات للوصول إليها في الوقت الذي يصل فيه المستوطن إلى البحر الميت بغضون 27 دقيقة فقط".   ويتابع: "سيكون الشارع ذريعة أمنية جديدة للاحتلال للتنكيل بالمواطنين وتسهيل حركة المستوطنين لينطلقوا في اعتداءاتهم على القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة، وسيحرم على الفلسطينيين دخوله وسيقطع الضفة إلى نصفين".