Menu
مخططات التهويد والتقسيم تتهدد المسجد الأقصى في ذكرى إحراقه

مخططات التهويد والتقسيم تتهدد المسجد الأقصى في ذكرى إحراقه

قـــــاوم- القدس المحتلة : تصادف اليوم الأربعاء (21-8)، الذكرى الرابعة والأربعين لقيام اليهودي المتطرف "مايكل دينس روهن" بمحاولة إحراق المسجد الأقصى المبارك، وذلك في عام 1969، حيث شبت نيران ضخمة في الجناح الشرقي للمسجد، وتمكنت من كامل محتوياته، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بـ "منبر صلاح الدين".  وادعت سلطات الاحتلال أن الفاعل الذي جاء إلى فلسطين بدعوى السياحة "مجنون"، وقد تم ترحيله إلى أستراليا، بدلا من محاكمته.  وتأتي هذه الذكرى في وقت تصاعدت فيه الدعوات لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا بعد محاولات تقسيمه زمانيًا،  حيث كشفت جمعية يهودية متطرفة عن صورة ومجسم لمشروع بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى.  وقالت "جمعية يشاي" اليهودية المتطرفة إن "المشروع يتقدم ببطء، ولكننا عندما نحصل على الإجماع من قبل كافة المؤمنين بضرورة إقامة الهيكل، ستصبح عملية التنفيذ سريعة جداً".   وأشارت إلى أن هذا المشروع "الصغير" هو مقدمة للمشروع "الكبير"، المتمثل في بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.   وأوضحت الجمعية التي تم تسجيلها مؤخراً في "مسجل الجمعيات الإسرائيلية" أنها تشجع المستوطنين وطلبة المدارس الدينية اليهودية في "إسرائيل"، على اقتحام المسجد الأقصى بشكل يومي، وذلك "بهدف نسج علاقة دائمة مع المكان".   واعتبرت الجمعية اليهودية "مكان الكنيس المفترض مهما للغاية، حيث سيكون حلقة وصل في المستقبل بين ما هو تاريخي فوق الأرض، وما هو تحت الأرض".   وأضافت أن المكان تمت دراسته بعناية، فهو مدخل المصلى المرواني، جنوب شرق الأقصى، بحيث تبسط السيطرة اليهودية على سدس مساحة الأقصى، ويوجد أسفل مكان الكنيس المفترض (المصلى المرواني) ثلاثة أبواب مغلقة في الجدار الجنوبي للمسجد، حيث يتم في مقابل هذه الأبواب، تهيئة مدخل لليهود لدخول الأقصى.   وبحسب الجمعية، فإن هناك آلاف الطلبات من اليهود للصلاة في الأقصى، وإقامة كنيس داخله، بحيث يشكل هذا الكنيس نقطة تجمع وانطلاق لبناء آخر "كبير" يسرّع بناء الهيكل المزعوم.    مخطط خطير   وتعليقا على المخطط، اعتبر مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ عزام الخطيب أن "هذا مخطط خطير جداً وجنوني، ولا يُعلم مدى خطورته".   وأضاف الخطيب في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن المسجد الأقصى وباحاته البالغة مساحتها 144 دونماً يتعرض للتهويد، وهذا المخطط يمس بشكل خطير بالعقيدة الإسلامية.   وطالب الخطيب المؤسسات الصهيونية بعدم النظر في أي أمر يتعلق بالمقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى، لأن ذلك ليس من صلاحياتها.   ومن جهتها، اعتبرت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث"، مخطط بناء الكنيس خطيرا جداً، كونه "خطوة غير مسبوقة تؤكد أن أذرعا صهيونية تصعّد استهدافها للمسجد الأقصى، خاصة أن بين الداعمين لهذه الجمعيات المتطرفة ايلي بن دهان، نائب وزير الأديان الصهيوني.    محاور الخطر   وأضافت أن المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى في ذكرى إحراقه، تتركز في ثلاثة محاور، أولها مخطط التقسيم، الذي تندرج تحته ممارسات الاحتلال إلى تفعيل اقتحامات ممنهجة للمسجد الأقصى وتدنيسه، كخطوة عملية أولى في مخطط التقسيم، ويتفرع عن هذا المحور اقتراح شرعنة الاقتحامات والبناء عليها لتمرير اقتراح قانون لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا وتشريع الصلوات اليهودية التوراتية التلمودية، كما يتفرع عنها بناء كنيس يهودي على أجزاء من الأقصى، يشكل مع مرور الوقت ركيزة لبناء هيكل مزعوم، ومما لا شك فيه أن الاحتلال وضمن هذا المخطط يحاول رفع القدسية عن كامل مساحة المسجد الأقصى، وتحويل أغلبها إلى ساحات عامة".   وأضافت أن المحور الثاني هو الحفريات الصهيونية أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه الملاصق، فقد بتنا اليوم أمام شبكة مخيفة من الأنفاق التي حفرها ويحفرها الاحتلال الصهيوني، التي وصل اليوم مجموع طولها إلى نحو 3000 متر، تبدأ من أواسط بلدة سلوان جنوباً، وتمر أسفل الأقصى وتصل إلى منطقة باب العامود شمالاً، أما العمق، فإن الاحتلال نفسه اعترف أنه وصل بحفرياته إلى أعماق أساسات المسجد الأقصى، ناهيك عن الحفريات في مستوى الأرض، هذه الحفريات بمجملها تهدد سلامة أبنية المسجد الأقصى.   ويشكل تهويد المحيط الملاصق والمجاور للمسجد الأقصى المحور الثالث، وفي مقدمته المشروع الشامل لتهويد منطقة البراق، غربي وجنوب الأقصى، وعن هذا المحور يتفرع تطويق الأقصى بنحو 100 كنيس ومدرسة دينية يهودية، والشروع والتخطيط ببناء ثمانية أبنية عملاقة حول الأقصى تحت عنوان مرافق الهيكل المزعوم، منها "بيت شطراوس"، وكذلك المسارات والحدائق التوراتية والتلمودية ومطاهر الهيكل المزعوم، وعن هذا المحور تتفرع مشاريع الاستيطان حول الأقصى في البلدة القديمة بالقدس وجوارها القريب".