Menu
روايات الجنود الجرحى..هل ستكشف حقيقة المقاومة التي واجهها الجيش!!

روايات الجنود الجرحى..هل ستكشف حقيقة المقاومة التي واجهها الجيش!!

روايات الجنود الجرحى.. هل ستكشف حقيقة المقاومة التي واجهها الجيش!!   عامر: التعتيم الإعلامي لن يستمر والصورة الحقيقية سيكشفها الجنود الجرحى أبو جابر: المجتمع الصهيوني بقي مضللاً طوال فترة الحرب  صحيفة فلسطين/ الضفة الغربية- غزة/ مصطفى حبوش: بات سؤال من المنتصر في حرب غزة؟ يؤرق مضاجع المجتمع الصهيوني فيعتبر بعضهم أن حكومتهم لم تحقق شيئاً من أهدافها فيما يرى آخرون أن جيشهم انتصر في حربه على غزة واستطاع تحقيق جزءاً كبيراً من أهدافه، لكن الإجابة الحقيقية للسؤال تبقى غامضة وسط تعتيم إعلامي واضح. ويرى مراقبون أن المجتمع الصهيوني بقي مضللاً إعلامياً خلال الحرب وأن روايات الجنود الجرحى تثبت أن الجيش الصهيوني تعرض لمقاومة عنيفة في قطاع غزة لم تمكنه من تحقيق الأهداف التي كان يسعى إليها على الصعيد العسكري والسياسي في آن واحد. مجتمع مضلل البروفيسور إبراهيم أبو جابر الخبير في الشئون الصهيونية قال: ’إن المجتمع الصهيوني بقي مضللاً خلال الحرب على غزة نتيجة للتعتيم الإعلامي الذي فرضه الرقيب العسكري’، موضحاً أن وسائل الإعلام الصهيونية بدأت تتحدث عن خسائر الجيش خلال الحرب، وخصوصاً من خلال إظهار صور الجنود الجرحى الذين أصيبوا داخل القطاع. وأضاف أبو جابر في حديث لـ’فلسطين’ ’روايات الجنود الجرحى التي أفصحوا عنها أظهرت مدى قوة المقاومة الفلسطينية في القطاع، ولكن هذه الروايات إن تناقلتها وسائل الإعلام ستؤثر سلبياً على معنويات المجتمع الصهيوني لأنها ستكشف الخطر الذي واجهه الجيش’. وأشار إلى أن بعضاً من شرائح المجتمع الصهيوني بعد أن تستفيق من نشوة الانتصار وتستمع إلى روايات الجنود الجرحى، ستبدأ في تغيير آرائها وستعاقب بعض الأحزاب في  صناديق الاقتراع. وأكد على أن الشيء المهم في روايات الجنود الجرحى تحديد من المنتصر في حرب غزة، موضحاً أن كثيرا من المفكرين والسياسيين الصهاينة أكدوا أن الحرب لم تحقق أهدافها بدليل استمرار إطلاق الصواريخ حتى أثناء خطاب رئيس الوزراء الصهيوني ايهود أولمرت الذي أعلن فيه عن وقف إطلاق النار. من جانبه قال الكاتب في صحيفة يديعوت أحرنوت روني شكيد: ’إن الجنود الجرحى لم يتكلموا إلا عن أشياء إيجابية، والأشياء السلبية لن يتحدثوا عنها، فهذه الحرب الأولى التي تخوضها الحكومة الصهيونية بإجماع وطني’. قرار وطني وتابع قائلاً: ’المستوى السياسي وكافة الأحزاب وحتى الصحافة الصهيونية لديها قرار بدافع وطني لعدم التحدث عن سلبيات الحرب’، ملفتاً إلى أنه لن تكون هناك أية مسائلة لأي شخص أخذ قرار الحرب على ’حماس’ وعلى قطاع غزة. إلى ذلك، بين شكيد أن الصهاينة يعيشون حالة غضب داخلي، نتيجة لاستمرار مشاهدتهم لقوة وحكومة ’حماس’ في قطاع غزة وعدم عودة الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط إلى بيته وكأن شيئاً لم يحدث على الأرض. بدوره، قال الخبير في الشؤون الصهيونية عامر عامر: ’إن الحكومة الصهيونيةاستعدت إعلامياً قبل الحرب ولم تكشف عن خسائرها في قطاع غزة لتحافظ على جبهتها الداخلية متماسكة ولتلقى دعم الجمهور الصهيوني طوال فترة الحرب (...) التعتيم لن يستمر والصورة الحقيقية ستتضح تدرجياً بعد أن تتسرب روايات الجنود الجرحى التي ستظهر حجم الخسائر الصهيونية’. ستكشف الحقائق وأوضح عامر في حديث لـ’فلسطين’ أن الكتاب والمحللين العسكريين الصهاينة خلال الأسابيع القادمة سيكشفون الخسائر والأسرار التي أخفاها الإعلام الصهيوني، مبيناً أن في حرب لبنان 2006 أصدر الكاتب عوفر ساليخ كتاباً كشف فيه أسرار وخسائر الحرب. وشدد عامر على أن تأثير الكشف عن الخسائر الصهيونية لن يكون كبيراً على المجتمع الصهيوني لأنه بانتهاء الحرب لن يعود الجمهور الإسرائيلي يهتم بما بعدها وهو الآن يعيش في أجواء انتخابات تستخدم الحرب فيها كدعاية انتخابية، مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن الجمهور الصهيوني كان يؤيد الحرب على غزة والإبادة الجماعية. وأضاف: ’إن ما قاله أولمرت حول تحقيق الانتصار لم يكن صحيحاً وقد اعترفت بهذا الأمر كثير من مراكز الدراسات في العالم، التي قالت إن الجيش الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه في هذه الحرب ’. وأكد على أن الحكومة الصهيونية في إطار القصف والدمار الواسع والمتواصل على مدار 22 يوماً أوهمت الصهاينة أنها حققت إنجازاً ولكن عندما توقفت الحرب تبين أن الأوضاع لم تختلف على المستوى السياسي والعسكري، وأن المقاومة بقيت في جل قوتها، ولم يتم إنهاكها أو القضاء عليها كما صورت الحكومة الصهيونية. وأشار إلى أن الصهاينة يدركوا أن المقاومة خرجت أكثر قوة من هذه المعركة وتفرض شروطها في القاهرة وفي أكثر من مكان ولم تنصعْ للشروط الصهيونية حول موضوع المعابر ووقف إطلاق الصواريخ والأنفاق، كما إنها لم تستجب لإطلاق سراح الجندي شاليط. ولفت إلى أن ما حصل في كوسوفيم، قبل أيام، كان دليلاً على أن الحكومة الصهيونية لم تستطع أن تسكت صوت المقاومة وأن الفلسطينيين يمكنهم أن يمارسوا العمل المقاوم بكل أشكاله العسكرية والسياسية في أي وقت طالما لم يتم التوصل إلى تهدئة تحقق مطالبهم. وأكمل قائلاً: ’ لا أعتقد أن ما صرح به أولمرت حول الاقتراب من مكان شاليط صحيح، لو كان كذلك لقام الجيش بعملية لإطلاق سراحه وإعادته إلى أهله، الذي حدث هو العكس تماماً فالحكومة الصهيونية بعد الحرب لينت من مواقفها وهناك أوساط صهيونية تتحدث عن استجابة لإطلاق سراح عدد أكبر من العدد الذي طرحته في السابق من السجناء الفلسطينيين وأن صفقة التبادل باتت قريبة’.