Menu
في الذكرى التاسعة لها .. عملية البرق الصاعق الإستشهادية عجلت برحيل المغتصبين الصهاينة عن قطاع غزة

في الذكرى التاسعة لها .. عملية البرق الصاعق الإستشهادية عجلت برحيل المغتصبين الصهاينة عن قطاع غزة

بسم الله الرحمن الرحيم ’ فلم تقتلوهم و لكن الله قتلهم و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى ’   التفاصيل الكاملة لعملية ’ البرق الصاعق ’ كما وردت من غرفة العمليات المشتركة لألوية الناصر صلاح الدين وسرايا القدس     في غرفة العمليات المشتركة لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري  للجان المقاومة الشعبية، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ... صمم طاقم العملية أن يصلوا إلى عمق صفوف العدو وأن يوقعوا في صفوفه أكبر قدر من الخسائر، وذلك رداً على عمليات الاغتيال المتكررة بحق قيادات شعبنا الفلسطيني ورموزه المقاومة، وتكريساً لنهج المقاومة الذي يشكل القاسم المشترك بين كل الأحرار من أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط . • التخطيط لعملية البرق الصاعق : 1- تم اختيار الهدف والمكان بعد رصد طويل ودراسة ميدانية للمكان هدف العملية الذي يقع في منطقة ’ التبة 86 ’ وهي منطقة تقع شمال قرية القرارة التي تقع بدورها إلى الشمال من محافظة خانيونس، وقد اختير المكان بعد دراسة المسافات بين الأبراج العسكرية الصهيونية ونقطة الالتحام، والمسافة كذلك بين المنطقة الآمنة ونقطة الالتحام. 2- اختار الطاقم أن يكون الهجوم يوم أحد، وذلك بسبب زيادة حركة المستوطنين في الأحد من كل أسبوع على هذا الطريق، وقد صمم الطاقم أن يكون التنفيذ الأحد الموافق 2/5/2004م الذي توافق مع عملية التصويت على خطة شارون، فقط للتأكيد على أن الاحتلال سيرحل مجبراً عن أرضنا، وأننا مصممون على انتزاع النصر في معركتنا المصيرية مع الاحتلال بإذن الله. 3- تم تحديد عدد أفراد الخلية المنفذة وكان عددهم اثنين، وتم تحديد نوعية السلاح المطلوب للعملية وكمية الذخائر بناءاً على طبيعة الهجوم الذي حدد معالمه طاقم العملية، وقد كان التسليح عبارة عن رشاش كلاشنكوف وخمسة مخازن محشوة بالذخيرة لكل مقاتل. 4- من وحدات الاستشهاديين المدربة وقع الاختيار على المجاهد البطل فيصل محمد أبو نقيرة من ألوية الناصر صلاح الدين، والمجاهد البطل البطل إبراهيم محمد حماد من سرايا القدس ليقوما بمهمة التنفيذ، وتلقيا المزيد من التدريبات على الرماية من مسافات مختلفة، كما تم تدريبهما على العدو السريع لمسافة  100 متر، وهي المسافة بين أقرب مكان آمن وبين الهدف نقطة الالتحام. 5- اختار الطاقم طريق التنقل وآلية لوصول المجاهدين لموقع العملية تتلاءم مع البيئة البدوية المحيطة، حيث كانت الوسيلة عبارة عن عربة يجرها حمار، وقد زار المجاهدان الموقع المحدد هدف العملية عدة مرات قبل التنفيذ، وكانا يبيعان خضروات على العربة . 6- اختار الطاقم وقت الظهيرة لتنفيذ العملية في أوقات قيلولة وارتخاء الجنود الصهاينة، كما أنه وقت مباغت وفي وضح النهار . يوم تنفيذ العملية : 1- في ليلة السبت الأحد 13 ربيع أول 1425 هجري الموافق 2/5/2004م، التقى طاقم العملية بالمجاهدين وجلسا في جو إيماني جهادي لوضع اللمسات الأخيرة على خطة تنفيذ العملية. 2- بعد التوكل على الله انطلق المجهدان صباح اليوم المذكور من قلب مدينة خانيونس راكبين على عربة الحمار المحملة بالخضرة كالعادة، وقد اخفيا سلاحيهما تحت الخضروات وارتديا جعبة الذخائر تحت سترتيهما. 3- تحرك المجاهدان كبائعين متجولين واقتربا من المكان المحدد في منطقة من أصعب المناطق الأمنية المحاطة بالأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة الحصينة والعديد من الدوريات المتتابعة. ساعة الصفر : في تمام الساعة 12:48 ظهراً تقدم المجاهدان من نقطة الهجوم و السلك الشائك باستخدام قطع من السجاد، ثم قطعوا المسافة المكشوفة بزمن 6 إلى 10 ثوان بسرعة البرق، وفي لحظة وصول الاستشهاديان لطريق كوسوفيم عبرت إحدى سيارات المستوطنين، فقام المجاهدان بإطلاق النار عليها، ففرت مسرعة من المكان . على اثر ذلك بادر المجاهدين بنصب كمين وما هي إلا لحظات، تقدمت سيارة أخرى للمستوطنين فأطلق الأخوة المجاهدين النار عليها فقتل جميع من كان فيها . وبتوفيق من الله قدمت سيارة ثالثة متجهة من الغرب إلى الشرق فأطلقوا النار عليها فأصابوا سائقها إصابة بليغة فتوقفت سيارته في المكان . كمن المجاهدان بين السيارتين مما أربك جنود الحراسة في الأبراج، وكان هذا جزءاً من الخطة المرسومة بعناية ودقة بالغة، وبالفعل لم يبادر أي من جنود الحراسة في الأبراج بإطلاق النار المباشر عليهم خوفاً من إصابة من في السيارات تقدم بعد ذلك جيب عسكري صهيوني من جهة الشرق لصد الهجوم، فقام الأخوة المجاهدين بإطلاق النار عليه بكثافة من مسافة قريبة جداً، تساقط على أثره زجاج الواجهة الأمامية وأصيب عدد ممن كانوا في الجيب، بعدها تراجع الجيب متقهقراً أمام هذا الهجوم الصاعق وتوقف على مسافة بعيدة عن مرمى نيران المجاهدين،  وقد اعترف العدو بذلك وبأن هناك إصابات خطيرة بين جنوده، وقد توفي أحدهم لاحقاً جراء إصابته البليغة . لقد اكتمل المشهد وزاد روعة عندما كبّر المجاهدان وتعانقا يهنئان بعضهما بالنصر . لقد تمكن المجاهدان من الانسحاب، إذ سبق أحدهما الآخر ووصل إلى مكان آمن بجوار أحد المنازل واحتمى به مغطياً انسحاب رفيق دربه، لكنه فوجئ بإصابته، إذ وجده مصاباً في ساقه من رصاص أحد الأبراج . وهنا تتجسد روح أخوّة السلاح والمحبة الربانية وروح الفداء بين المجاهدين، خرج الفارس الأول إلى أخيه وسحبه واحتمى معه بأرض المعركة ناصبين بذلك كميناً آخر، لقد حانت لحظات التضحية بالروح لأن ذلك كان المبتغى، أصر المجاهدين على المقولة (إما نصر أو استشهاد) وتعاهدا على ذلك . في خضم هذه اللحظات حضرت إلى المكان تعزيزات من صهيونية لمساندة نقاط الحراسة والجيب، فدارت معركة حامية الوطيس تمكن خلالها مجاهدينا البواسل من إيقاع إصابات مؤكدة بين صفوف العدو، وواصلا القتال بعزيمة الأبطال، وقاتلا حتى النفس الأخير . حصيلة العملية : اعترف العدو الصهيوني بمقتل خمسة مستوطنين وجندي، إصابة مستوطن إصابة بالغة وستة جنود آخرين منهم إصابتين بالغتين . كما أستشهد في المعركة مجاهدانا البطلان بعد أن سجلا انتصارا تاريخياً في معركتنا مع الاحتلال. وقد قام الجنود الصهاينة لشدة غيظهم وحقدهم بالتمثيل بجثتي المجاهدين، وذلك بتعليقهما في ناقلات الجند، وهكذا يوقّع الجنود الصهاينة صك الهزيمة معبرين عن طبيعتهم الخسيسة. كانت أرواح الشهداء الأبطال قد صعدت إلى ربها راضية منتصرة تهزأ بهؤلاء القتلة المعتدين. صعد الشهداء أبطال عملية البرق الصاعق ليلحقوا بمن سبقوهم من رموز المقاومة والجهاد الذين سطروا للتاريخ أروع آيات الجهاد والاستشهاد . الأبعاد السياسية لعملية البرق الصاعق : 1- أن هذه هي عملية مشتركة بين فصيلين مختلفين من فصائل المقاومة، وهذا إيحاء ينمّ عن توحد صفوف المقاومة نحو هدف واحد، ألا وهو دحر الاحتلال الغاصب عن أرضنا، وفي هذا أيضاً تجسيد لقول الله تعالى ﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص﴾. 2- العملية جاءت بعد أن ظن العدو الصهيوني أن المقاومة الفلسطينية باتت غير قادرة على الرد على جرائمه التي ارتكبها بحق قادة ورموز المقاومة الفلسطينية . 3- إن تنفيذ العملية جاء في وقت كان فيه العدو يتمتع بأقصى درجات الاستنفار ويعيش حالة طوارئ قصوى، وبالتالي شكلت هذه العملية بنتائجها الرائعة ضربة نوعية أسقطت النظرية الأمنية وعملت على إرباك رجالات التخطيط والأمن في الأجهزة العسكرية الصهيونية، بحيث باتت غير قادرة على حماية أمن جنودها قبل حماية أمن المستوطنين . 4- جاءت العملية والعدو الصهيوني يصوت على خطة الانفصال أحادية الجانب التي ابتدعها الحقير شارون وباركها الهالك بوش ... جاءت في وقت الاستفتاء لتؤكد على أن الشعب الفلسطيني  لن يستجدي حلاً من أحد، ولن ينتظر من شارون أن يمن عليه بالخروج على طريقته الخاصة من أرضنا، بل سيخرج من الأرض الفلسطينية المغتصبة مرغماً مخزياً يجر أذيال الخيبة والهزيمة ويلعق جراح جنوده النازفة . 5- الله العلي القدير أن يتقبل شهيدينا البطلين مع النبيين والصديقين والشهداء، ونعاهد الله تعالى أن نستمر على دربهم درب الجهاد والاستشهاد، وأن نستمر في مقاومة الاحتلال الصهيوني وضربه حتى يرحل عن أرضنا مدحوراً بإذن الله .