Menu
هل تستضيف الرياض حزب الله قريباً

هل تستضيف الرياض حزب الله قريباً

قــاوم – قسم المتابعة : تتحدث مصادر ديبلوماسية عربية عن انزعاج سعودي كبير من الدور الذي تلعبه دولتا قطر وتركيا، «فالمملكة بما تمثل من ثقل عربي وإسلامي متقدم، ترفض الصراع المذهبي وهذا الأمر من شأنه ان ينعكس سلبا على مستقبل المملكة وديمومتها واستقرارها كونها تحتضن شريحة واسعة من المسلمين الشيعة يشكلون ثاني اكبر كتلة مذهبية بعد العراق في العالم العربي من جهة، ومحاطة بدول كالبحرين والعراق يشكل الشيعة الغالبية الساحقة من سكانها من جهة ثانية، ناهيك بالوضع اليمني والتهديد الإيراني كقوّة عسكرية وإقليمية كبيرة من جهة ثالثة». وتقول المصادر إن السعودية كانت في مؤتمر الدوحة الأخير ضد توجه تركيا وقطر تعيين حكومة مؤقتة للمعارضة السورية، كما كانت ضمنا ضد التوجه لتسليم مقعد سوريا في جامعة الدول العربية للمعارضة السورية، وتبين لاحقا أن الخطوتين القطرية والتركية استباقيتان، من اجل ضمان دور للمعارضة التابعة لهما في التسوية، فما كان من الرياض وبالاتفاق مع الراعي الأميركي وبموافقة ضمنية روسية، إلا أن قامت بقلب الطاولة في وجه القطري والتركي، عبر استعادتها زمام المبادرة في الساحة اللبنانية، عبر استقالة نجيب ميقاتي ومن ثم تكليف تمام سلام رئاسة الحكومة الجديدة». وتكشف المصادر أن السعودية أبلغت إلى جميع القيادات اللبنانية مواقف واضحة مفادها: ـ ان السعودية على مسافة واحدة من جميع الطوائف والقوى السياسية اللبنانية مسلمين ومسيحيين. ـ ان السعودية مع الوفاق الوطني اللبناني ومع استمرار مفاعيل اتفاق الطائف عبر الحفاظ على السلم الاهلي. ـ ان السعودية ليست ضد الطائفة الشيعية الكريمة لا في لبنان ولا في العالمين العربي والاسلامي، وهي ليست في مواجهة مع «حزب الله» ومن خلفه ايران، بل هي تتجه الى اعادة احياء لجنة التواصل بينها وبين الحزب الذي كان يمثّله فيها نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي قد توجه اليه دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية. ـ ان السعودية تتجه الى توجيه دعوات الى قيادات لبنانية لزيارة الرياض ابرزهم الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والرئيس عمر كرامي ونجله الوزير فيصل كرامي والسيد علي فضل الله وهذه الدعوات تأتي في اطار قرار باعادة الانفتاح السعودي على جميع القيادات اللبنانية. ـ ان السعودية قررت تجديد اتصالاتها مع «حزب الله» بعدما ابلغت الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة بضرورة العمل لاعادة وصل ما انقطع بين قيادتي «تيار المستقبل» و«حزب الله»، تمهيدا لاجراء مصالحة بينهما. ـ ان السعودية مع اجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وفي مقدمها اجراء الانتخابات النيابية وعدم التمديد للمجلس النيابي الحالي، على ان تجري الانتخابات وفق القانون الذي سيتم التوافق عليه بين القوى السياسية شرط ان يكون تحت سقف اتفاق الطائف. ـ ان السعودية ابلغت الجهات المعنية الدولية والاقليمية والمحلية، انها لا تدعم القوى التكفيرية التي تدعي انها اسلامية وهي في الواقع تسيء الى الاسلام باجرامها وتخلفها، وهذه المجموعات اذا تنامت اكثر قد تتمدد لتهدد امن دول الخليج». وتشير المصادر الى ان «هذه المواقف السعودية التي ترجمت لبنانيا بتكليف تمام سلام لتشكيل الحكومة العتيدة، قد تمهد لمشاهد اقليمية جديدة». وفي السياق نفسه، اكد مصدر لبناني واسع الاطلاع لـ«السفير» ان «المشهد الحكومي لجهة عملية التأليف ايجابي ويسير في سياقه الطبيعي وفق مبدأ السرعة لا التسرع، وان كل ما يسرب من صيغ حكومية واسماء يأتي ليس دقيقا وان كانت بعض الاسماء المتداولة للتوزير جدية». وتقول المصدر «ان المملكة العربية السعودية جدية في تعزيز وترسيخ مناخات الوفاق بين اللبنانيين، وهي لا تناور على الاطلاق، وما برقية التهنئة التي ارسلها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى الرئيس المكلف والتي جاءت من خارج الاعراف البروتوكولية، الا بمثابة غطاء سعودي كبير للرئيس المكلف وللوفاق اللبناني على حد سواء»، تضيف أن المملكة لن تسمح بوصول خيار التأليف الى حائط مسدود». ويشير المصدر الى «ان هذه الايجابية السعودية تزامنت مع مد اليد من قبل «تيار المستقبل» عبر رئيسه سعد الحريري الى «حزب الله»، ما يعني انها لا تلتقي مع السلبية التي تتحدث عن حكومة امر واقع، لان احدا لن يغامر في تفويت الفرصة الذهبية المتاحة لإعادة وصل ما انقطع بين اللبنانيين، كما ان الشعب اللبناني الذي ملّ من حالة الاحتقان والشلل وتراكم الازمات جاهز لتلقف الايجابية المتوافرة ايا كان مصدرها العربي، مع التأكيد على السرعة في تأليف الحكومة ومن غير الحزبيين وأن يرضى السياسيون عن التوليفة الحكومية».